إثيوبيا تبدأ في الملء الثاني لسد النهضة

السلطات السودانية تؤكد أن أديس أبابا بدأت في المرحلة الثانية من ملء السد في الأسبوع الأول من مايو دون اتفاق مع القاهرة والخرطوم.
الثلاثاء 2021/05/25
أول مخالفة

الخرطوم – أكدت السلطات السودانية الثلاثاء أن إثيوبيا بدأت فعليا في الملء الثاني لـ"سد النهضة" في الأسبوع الأول من مايو دون اتفاق مع القاهرة والخرطوم.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي لكبير المفاوضين السودانيين في ملف سد "النهضة" الإثيوبي مصطفى حسين الزبير.

وقال الزبير إن "إثيوبيا بدأت في الملء الثاني، وهو أول مخالفة".

وكشف عن تحركات بلاده على المستوى الأفريقي والعربي والدولي، لإرسال رسائل بأن الملء الثاني بدأ فعليا دون وجود إشارات لمنع إثيوبيا من الملء الثاني دون اتفاق.

ورجّح عدم توقيع إثيوبيا على أي اتفاق حول الملء الثاني، بالنظر لأوضاعها الداخلية المتعلقة بالانتخابات والحرب في إقليم تيغراي.

وشدد المسؤول السوداني على ضرورة وجود ضمانات دولية في التفاوض بسبب التعنت الإثيوبي.

وكشف مسؤول بوزارة الري السودانية أن إثيوبيا اتخذت عمليا قرار الملء منذ الأسبوع الأول في مايو، عبر العمل في تعلية جدار السد الأوسط مما يعني حجز كميات من المياه.

وتوقع المسؤول السوداني أن يكون معدل التخزين أعلى في الخريف في شهري يوليو وأغسطس.

وفي وقت سابق الثلاثاء، قالت وزارة الخارجية الإثيوبية إنها تتوقع استئناف المفاوضات الثلاثية التي يقودها الاتحاد الأفريقي بشأن سد النهضة قريبا، دون تحديد سقف زمني.

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي في مؤتمر صحافي عقده في أديس أبابا تناول عدة قضايا، بينها سد النهضة والقيود التي فرضتها الإدارة الأميركية على مسؤولين والأوضاع في إقليم تيغراي والتطورات في السودان والتدريبات العسكرية بين الخرطوم والقاهرة.

وقال مفتي إن بلاده تتوقع استئنافا قريبا للمفاوضات الثلاثية التي يقودها الاتحاد الأفريقي بشأن سد النهضة.

وأشار إلى أن "الموقف الرسمي لإثيوبيا ما زال في مكانه، سنقوم بعملية الملء الثاني في موعدها، ومتمسكون بقيادة الاتحاد الأفريقي لمفاوضات سد النهضة".

وتصر أديس أبابا على ملء ثان للسد، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق، وتقول إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح السودان ومصر، وإن الهدف من السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية.

ويتمسك السودان ومصر بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي يحفظ منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل، وهي 55.5 مليار متر مكعب لمصر و18.5 مليار متر مكعب للسودان.

وكانت الولايات المتحدة طالبت مرارا إثيوبيا بالالتزام بالقانون والحوار مع مصر والسودان لإنهاء أزمة سد النهضة.

وحذرت مصر إثيوبيا من مغبة المضي في الملء الثاني للسد دون اتفاق، حيث أفاد وزير الري محمد عبدالعاطي بأنه "لا يستبعد ذهاب مصر إلى مجلس الأمن الدولي".

وأضاف "مصر لديها سيناريوهات لما بعد الملء الثاني، لكنها قادرة على مواجهة الملف وطمأنة الشعب بأنه لن تحدث أزمة مياه في المستقبل".