اضطراب نقص الانتباه عند البالغين يحدّ من الإنتاجية ويقوّض العلاقات الاجتماعية

برلين- اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) لدى البالغين هو اضطراب مرتبط بالصحة العقلية، ويتضمن مجموعة من المشكلات الدائمة، مثل صعوبة الانتباه وفرط الحركة والسلوك الاندفاعي، وقد يؤدي إلى علاقات غير مستقرة وضعف العمل أو الأداء المدرسي وتراجع الثقة بالنفس وغيرها من المشكلات.
وتقل الأعراض عند بعض المصابين بـاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط كلما تقدموا في العمر، ولكن تستمر الأعراض الأساسية عند بعض البالغين إلى درجة تسبب إعاقة الأداء اليومي، وقد تشمل السمات الرئيسية لاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط عند البالغين، صعوبة في الانتباه والاندفاع، وتتراوح الأعراض ما بين البسيطة إلى الحادة.
يمكن للمرضى تطوير استراتيجيات، للتعامل بشكل أفضل مع اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط في الحياة اليومية
ولا يعي الكثير من البالغين المصابين بـاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط بإصابتهم بهذا المرض، ولكنهم فقط يعلمون أن ما عليهم فعله يوميا يمثل مهمة صعبة، وقد يواجه البالغون المصابون بـاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط صعوبة في التركيز وترتيب الأولويات مما يؤدي إلى نسيان المقابلات والخطط الاجتماعية وعدم الالتزام بالمواعيد النهائية، وهذا كله لفقدانهم الإحساس بالوقت؛ فالمريض يعيش في الوقت الحاضر فقط، مع عدم الصبر حتى لسماع الآخرين، والقلق والتوتر الداخلي، وغالبا ما يكون الأشخاص المصابون باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط منفتحين جدا ومتحمسين.
ويستجيب المصابون باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط للمواد المنشطة بشكل مختلف عن الأشخاص غير المصابين بهذا الاضطراب، فمواد مثل الكافيين والنيكوتين والأمفيتامينات ليس لها تأثير محفز عليهم، بل تعمل على تهدئتهم.
ويرجع هذا إلى أن العقل يعمل بشكل مختلف، وبالمقارنة مع الأشخاص غير المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، فإن العديد من النواقل العصبية غير متوازنة، وخاصة الدوبامين والنورادرينالين.

من الخطأ اعتبار اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أحد أمراض الطفولة فقط؛ بل يأخذ العديد من الأطفال الاضطراب معهم إلى مرحلة البلوغ
وبالإضافة إلى صعوبة التركيز والاندفاع، فإن فرط النشاط هو أحد الأعراض الأساسية لاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، ويختلف مدى قوة وطريقة ظهور الأعراض لدى المصابين من حالة إلى أخرى، فبينما يمر البعض بحياتهم دون مشكلات، يعاني البعض الآخر من أعراض أكثر حدة.
ويؤكد الخبراء على أنه من الخطأ اعتبار اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أحد أمراض الطفولة فقط؛ بل يأخذ العديد من الأطفال الاضطراب معهم إلى مرحلة البلوغ، وفي بعض الأحيان يتم تشخيصه عندئذ فقط.
وفي حين أن فرط النشاط عند الأطفال غالبا ما يكون ظاهرا لأنهم لا يستطيعون الجلوس، فإن القلق يكون موجها نحو الداخل عند البالغين، وهناك أيضا أشكال من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط لا يظهر فيها فرط النشاط كأحد الأعراض.
تقول الطبيبة النفسية وطبيبة الأعصاب جوانا كراوسه أنه في الكثير من الأحيان يظهر عند الأولاد أكثر من الفتيات، ويأخذ حوالي النصف منهم اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط معهم إلى مرحلة البلوغ.
ويقول فيليكس بيتزلر أخصائي الطب النفسي أن تشخيص اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط معقد للغاية؛ حيث يتم النظر إلى مرحلة الطفولة والبيئة الأسرية، وغالبا ما يكون هناك أكثر من شخص مصاب في الأسرة.
وفي الكثير من الأحيان، يعاني مرضى اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أيضا من الاكتئاب واضطرابات القلق والإدمان، لاسيما مع وجود فشل ومشكلات في الحياة، وعلى الرغم من أن المرضى يعالجون في بعض الأحيان من هذه الأعراض، فإن اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط غالبا لا يتم تشخيصه.
وعلى الرغم من أن السبب الحقيقي لاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط لا يزال غير واضح، إلا أن الجينات الوراثية يمكن أن تكون ضمن العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالمرض، كما أن هناك عوامل بيئية معينة أيضا يمكنها أن تزيد من خطورة الإصابة بهذا المرض، مثل التعرض للرصاص أثناء فترة الطفولة أو وجود مشكلات أثناء النمو، كما يمكن للمشكلات في الجهاز العصبي المركزي في أوقات أساسية من النمو أن تلعب دورا في الإصابة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
تقل الأعراض عند بعض المصابين بـاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط كلما تقدموا في العمر، ولكن تستمر الأعراض الأساسية عند بعض البالغين
ويقول فيليكس بيتزلر أن هناك الآن خيارات علاجية جيدة، كما أن للأدوية تأثيرا واضحا، خاصة في حالة اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط وبالطبع، وعلى الرغم من هذا لا يعني أن الدواء هو الطريقة الصحيحة لكل مريض.
ويوصى الأطباء بالعلاج النفسي أيضا، حيث يمكن للمرضى تطوير استراتيجيات، للتعامل بشكل أفضل مع اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط في الحياة اليومية.
وأوضح كريستيان كرون أن المزيد من المعاملة الحسنة تجاه الأشخاص المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط سيجعل حياته أسهل، مع تفهم عدم قدرة المريض على بذل المزيد من الجهد.