التناول المفرط لمكملات البروتين لكمال الأجسام يهدد صحة الشباب في البحرين

يقبل الملايين من الشباب على تناول المكملات البروتينية والهرمونات البنائية بغرض الحصول على المزيد من الفوائد الصحية وإنقاص الوزن وبناء العضلات والتمتع بجسم رياضي في زمن قياسي، إلا أن الاستعمال العشوائي للمكملات الغذائية قد يكون ضارا بالصحة على المدى الطويل، في ظل عدم توفر معلومات كافية عن أن تلك المكملات آمنة وذات فعالية.
المنامة - انتشر في الآونة الأخيرة ظاهرة إقبال الشباب في البحرين على شراء مكملات البروتين، لمساعدتهم على بناء وتضخيم عضلاتهم والحصول على جسم رياضي مثالي في زمن قياسي، لكن البعض منهم يتناول هذه المكملات الغذائية بشكل عشوائي، ولا يدرك خطورة النتائج العكسية للإفراط في تناول هذه المكملات على صحته في المستقبل.
وحذرت أخصائية التغذية العلاجية ونائب رئيس جمعية أصدقاء الصحة أريج السعد من الإفراط في تناول مكملات البروتين، مؤكدة ضرورة الاعتماد على النظام الغذائي كمصدر أساسي لكامل احتياج الجسم من البروتينات.
وقالت السعد إن مملكة البحرين تشهد ارتفاعا في استهلاك المكملات البروتينية خاصة لدى فئة الشباب الذين يرغبون في إظهار وبناء عضلاتهم بسرعة، التي يتم الترويج لها في أوساط غير متختصة، وعبر الإنترنت، مؤكدة على أهمية الوعي بضرر هذه المكملات أو استهلاكها بكميات محدودة.
وأشارت إلى أن كلا من الأكاديمية الأميركية والكندية للتغذية وعلم التغذية والكلية الأميركية للطب الرياضي تؤكد أنه يمكن إدراج المكملات البروتينية ضمن الخطة الغذائية، حيث لا تزيد عن معدل الاحتياج اليومي في حالات محددة، من بينها عدم تمكن الشخص من الحصول على كامل احتياجه من البروتين من غذائه اليومي، مثل صعوبة إعداد وجبة بروتين بعد التمرين، أو فقدان الشهية للطعام بعد حصة تدريبية شاقة، أو بالنسبة للأشخاص الذين يعتمدون على حمية نباتية.
وأوضحت أنه في الولايات المتحدة مثلا، لا تخضع مصانع المكملات البروتينية لرقابة هيئة الغذاء والدواء الأميركية، وكذلك الحال في بريطانيا حيث تعتبر غالبية المكملات الغذائية من الأطعمة، وبالتالي يتم تنظيمها بموجب قوانين الأغذية المعمول بها من قبل وكالة المعايير الغذائية، وبناء على ذلك تكون المصانع مسؤولة عن جودة وسلامة منتجاتها.

أريج السعد: يجب ألا يتجاوز استهلاك الفرد للبروتين معدل الاحتياج اليومي
وأكدت أن اللجنة الاستشارية للطب الرياضي في الولايات المتحدة نشرت تقارير بينت أن ما بين 8 و20 في المئة من مكملات البروتين المختبرة ملوثة بكميات كبيرة من المعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق، إضافة إلى ذلك وجد أن 25 في المئة منها ملوثة بالستيرويدات الابتنائية الأندروجينية وهي الأندروجينات الستيرويدية التي تشمل الأندروجينات الطبيعية مثل التستوستيرون، و11 في المئة ملوثة بالمنشطات.
واعتبرت أن مثل هذا “التلوث” ليس من قبيل المصادفة، بل من الواضح أن الشركة المصنعة تستفيد من منتج فعال، على الرغم من مخاوف سلامة المستهلك الكبيرة.
وحذرت أخصائية التغذية السعد من أن الستيرويدات البنائية تسبب عدة أضرار جسدية ونفسية، فلدى الرجال تقلل عدد الحيوانات المنوية، وتصغر حجم الخصيتين، وتزيد حجم الثديين، وتقود إلى فقدان شعر الرأس، وبالنسبة للنساء فتسبب تغيرًا في الصوت، وتكبير الأعضاء التناسلية، وتزيد كمية شعر الجسم، وتصغر حجم الثديين، كما أنها ترفع ضغط الدم لدى الرجال والنساء، وتزيد حبَّ الشباب، وتؤثر سلبًا في القلب والكبد والكليتين، كما يؤدي استعمال تلك الهرمونات إلى زيادة العدوانية لدى الشخص وتغير المزاج وحدوث الكآبة.
وشددت على أن المكملات البروتينية قد تتسبب باضطراب الجهاز الهضمي والجفاف ونقص الكالسيوم وزيادة الوزن نتيجة لاستهلاكها بشكل مفرط ودون استشارة المختصين.
وقالت إنه بحسب الجمعية الأميركية للطب التناسلي تشير الدراسات الاستقصائية إلى أن معدل تلوث المكملات البروتينية بالستيرويد يتراوح بين 15 و25 في المئة، ويرتبط ارتباطًا مباشرًا بقصور الغدد التناسلية لدى الرجال، وانخفاض جودة السائل المنوي والعقم، أما هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS)، فقد قامت بسحب 84 منتج مابين مكملات بروتينية ومكملات زيادة الوزن من الأسواق البريطانية لاحتوائها على ستيرويدات ومنشطات وهرمونات التستستيرون تحديدا. كما تم رصد عدد من المكملات البروتينية في الأسواق الأميركية ملوثة بمواد كيميائية، معادن ثقيلة ومواد سامة، حيث أصدرت مجموعة غير ربحية تسمى Clean Label Project تقريرًا عن السموم في مساحيق البروتين.
وقام الباحثون بفحص 134 منتجًا بحثًا عن 130 نوعًا من السموم ووجدوا أن العديد من مساحيق البروتين تحتوي على معادن ثقيلة (الرصاص والزرنيخ والكادميوم والزئبق)، و Bisphenol A (BPA) الذي يستخدم في صناعة البلاستيك)، ومبيدات الآفات، أو ملوثات أخرى ذات روابط للسرطان والحالات الصحية الأخرى. كانت بعض السموم موجودة بكميات كبيرة.
وحثت السعد على ضرورة استشارة الطبيب و أخصائي التغذية العلاجية قبل استخدام المكمل البروتيني الذي يتناسب مع الحالة الصحية للشخص، مشيرة إلى أنه بروتين مصل الحليب (واي بروتين ) أو كازين، قد يتسبب في اضطراب في الجهاز الهضمي خصوصا لدى الأشخاص الذين يعانون من تحسس من بروتين الحليب الكازين أو سكر الحليب، أو من مشاكل في الكبد، الكلى أو النقرص.
ونوهت أيضا إلى ضرورة ألا يتجاوز استهلاك الفرد للبروتين عن معدل الاحتياج اليومي لأن الإفراط في تناول المكملات الغذائية لكمال الأجسام التي تحتوي على البروتينات قد تؤدي إلى زيادة في معدل عمل الكلى حيث ويسبب فرط عملها في زيادة معدل التخلص من سوائل الجسم مما قد يؤدي إلى الجفاف، وأيضاً قد يزداد معدل إخراج الأملاح والمعادن الذائبة في سوائل الجسم وانخفاض في مستوى الكالسيوم في الدم.
كما انه من المهم تجنب بروتين مصل الحليب أو الواي بروتين في حال تناوله بعض الأدوية التي قد يتفاعل معها ويقلل من كفاءتها مثل ألبيندازول (ألبينزا) Albendazole المضاد للالتهابات دواء التي تسببها الديدان، ويمكن أن يؤدي استخدام بروتين المصالة الذي يساهم في تعافي العضلات بعد التمرين الشديد، إلى من تقليل امتصاص الجسم لدواء Alendronate أليندرونيت الذي يُباع تحت الاسم التجاري (فوساماكس) (Fosamax) الفوسفونات الذي يستخدم لعلاج هشاشة العظام ومرض باجيت الذي يصيب العظام.
وأشارت الأخصائية السعد إلى أنه عند الاضطرار إلى تناول المكمّلات البروتينية يجب شرب كمية كافية من الماء، من أجل التخلص من السموم والمواد الناشئة عن عملية الأيض، ومن المستحسن شرب ما لا يقل عن لترين من الماء يومياً.
وقالت “يجب عليك الحرص دائما على البحث عن العلامات التي تدل على أن المكمل صالح للاستهلاك قانونيا. وأعني بكلمة قانوني، أنه خضع للاختبار أو التقييم من جهة رسمية، ولا يحتوي أي مكونات بخلاف ما هو موجود على الملصق”.
وأوضحت في ختام حديثها أن الآثار الصحية للمكملات البروتينية على المدى الطويل غير معلومة، نظرا لمحدودية الدراسات في هذا الشأن.