"مشروع ستارلينك يشوه منظر السماء" شكوى سورية تثير السخرية والجدل

شكوى سوريّة ضد شركة “سبايس إكس”، بسبب مشروع الإنترنت الفضائي “الذي يشوه منظر السماء ويحجب النجوم”، تثير سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا.
دمشق – أثار الإعلان عن تقديم شكوى سوريّة ضد شركة “سبايس إكس” المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، بسبب مشروع ستارلينك للإنترنت الفضائي المجاني، بحجة أن أقمارها الصناعية تشوّه منظر السماء سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا.
وقال رئيس الجمعية الفلكية السورية محمد العصيري إن سوريا وقعت منذ يومين على عريضة للأمم المتحدة ضد شركة “سبايس إكس”، فـ”ما يشاهده السوريون من أجرام على شكل نجوم تمشي بخط مستقيم في السماء هو الأقمار الصناعية التي أطلقتها شركة سبايس إكس لتغطية العالم بالإنترنت المجاني”.
وشاهد السوريون في عدة محافظات أجساما غريبة مضيئة في السماء.
وأضاف العصيري الذي برز اسمه مؤخرا لدى الحديث عن الصاروخ الصيني في تصريحات خاصة عبر برنامج “المختار” على إذاعة المدينة أف أم الرسمية أن “الشركة لم تنسق مع أي دولة لإطلاق المشروع”، مشيرا إلى أن “سوريا اشتكت على الشركة لأن أقمارها تشوه منظر السماء وتعيق حركة رصد النجوم والأقمار وتشكل تهديداً وخطراً على أي مهمة لقمر صناعي في الفضاء”. وشرح “أصبح لدينا تهديد إضافي وخطر على مهمات الفضاء حتى وكالة الفضاء الدولية”.
ولفت العصيري إلى أن الشركة أطلقت الأقمار دون التنسيق مع أي جهة دولية فضائية وأنها “بعملها هذا أغلقت مساراً فضائياً محدداً كما تغلق سيارة طريقاً تقف بمنتصفه”. وأكد أن “وكالة ناسا واتحاد الفلك الدولي ودول كثيرة قدمت شكاوى مماثلة على هذه الشركة”.
ويهدف مشروع ستارلينك إلى إطلاق حوالي 12 ألف قمر صناعي على مراحل إلى مدار منخفض حول الأرض لتوفير إنترنت عالي السرعة بأقل تكلفة في أي مكان على كوكب الأرض. ووصف ماسك المشروع بأنه “إعادة بناء الإنترنت في الفضاء”.
وسخر الصحافي السوري قتيبة ياسين:
ليست مزحة نظام الأسد قدم شكوى ضد شركة “سبايس إكس” التي أسسها إيلون ماسك لإطلاقها توابع في الفضاء لتغطية العالم بالإنترنت المجاني، وحجته أنها تشوه منظر السماء إضافة إلى خطرها على المركبات الفضائية. نظام دمر البلاد ويخشى تشويه منظر السماء! لا يوجد عنده مازوت ويخاف على المركبات الفضائية!
وقال حساب ساخر على تويتر يحمل اسم “بشار الأسد”:
bashar__asad@
قدمنا شكوى ضد شركة “سبايس إكس” لأنها تحجب رؤية الكواكب والنجوم وتشوه منظر سماء سوريا في وقت نحاول أن نزين السماء بالطائرات الحربية والبراميل المتفجرة لإسعاد شعبنا. الشكوى ضد هذه الشركة التي يملكها إيلون ماسك تسببت بانهيار أسهم الشركة وانهيار عملة إيلون ماسك المفضلة “دوج كوين”.
ونقلت صفحة الإذاعة على فيسبوك تصريحات العصيري:
بسبب مشروعها للإنترنت الفضائي المجاني، شكوى سوريّة ضد شركة “سبايس إكس”. (…) العصيري أوضح لبرنامج #المختار أن الشركة لم تنسق مع أي دولة لإطلاق المشروع وأن سوريا اشتكت على الشركة لأنها تحجب رؤية الكواكب والنجوم خلال الرصد، #وتشوّه_منظر السماء إضافة إلى الأخطار الأخرى التي تتعلق بالطيران والمركبات الفضائية، وهذا ما دفع بوكالة ناسا واتحاد الفلك الدولي ودول كثيرة إلى تقديم شكاوى مماثلة ضد هذه الشركة.
وأثارت التدوينة جدلا وسخرية واسعيْن على صفحة الإذاعة.
وكتب معلق:
Hakam Issa
“لما تكون حابب تنشهر وتعمل حركات وقصص: أي اصلن إيلون ماسك مدري إيلون ماسك شركلنا منظر السماء وخربطلنا حركة الـ11 طيارة يلي عنا يلي بالاساس مو شغال منن غير خمسة .
دكتور خليك ريلاكس وأنا بالنيابة عن إيلون ماسك بقلك زرعا بدقني وحقك علينا وماتواخزنا (لا تؤاخذنا) كرامة للحبيب محمد وإذا الموضوع مدايقك (يضايقك) كتير هلأ منزلن لكلن (سننزلها كلها) وما تدايق ويتعكر صفو مزاجك وأنت صافن بالسماء وعم تلتمس شهر شوال كرامة للانبياء ولهالشهر الفضيل روق وحقك علينا يا كبير”.
وسخرت معلقة:
Khadeja Syr
“كلووو وإلا حجب مشاهدتكن لمنظر النجوم والكواكب. أصلا إحنا شعب مابنام إلا ليشاهد منظر النجوم والكواكب. التيليسكووبات مصفوفة على سطح عنا لنتمعن بمشاهدة منظر النجوم والكواكب”.
وفي إسقاط على الوضع في سوريا سخر متفاعل:
Ayham Shndraoy
“العصيري؟ خيي عصيري جربت شعور انتظار رسالة 3 لترات بنزين؟ مريت بإحساس الفرحة المغمسة بدمعة وقت بتجي رسالة الرز والسكر كل 3 شهور مرة؟
خيي عصيري ضحك سنك وحسيت أنك مسؤول وقت تشتري ربطتين خبز وتجيك رسالة تم شراء ربطتين خبز وكأنك بجو سحر وسحرة لك يا عمي أنت وين والعالم وين والكواكب وين.
جرب شي شغلة من هدول ومارح تفطن تتأمل السماء ولا تعد النجوم والكواكب. وبدي حلفك بغلاوة الكواكب والنجوم كوكب كوكب ونجم نجم إذا الك حدا بالسورية للتجارة تشوفلي ايمت (متى) مخصصات الرز والسكر صرلي 4 شهور ناطرهن (أنتظرها)”.
ويقول سوريون إنه “لم يتبقّ في سوريا شيء، لا كهرباء ولا غاز ولا بنزين ولا مواد غذائية ولا خدمات صحية وتعليمية، ولم يعد هنالك إنترنت أيضاً”.
وفي فبراير الماضي أقرت الهيئة السورية الناظمة لقطاع الاتصالات والبريد قائمة تتضمن باقات استخدام الإنترنت لمشتركي الخدمة في البلاد. وفي حال تجاوز المستخدم باقة الاستخدام الخاصة به قبل نهاية الشهر يتم تخفيض سرعة التصفح.
النظام السوري يحاول التحكم في أكبر قدر ممكن من المعلومات في البلاد، مع صعوبة عزل البلاد بالكامل عن الشبكة العالمية
ويحاول النظام السوري التحكم في أكبر قدر ممكن من المعلومات في البلاد، مع صعوبة عزل البلاد بالكامل عن الشبكة العالمية. ويبدو حل الباقات مثاليا، خصوصاً أن النظام السوري يستفيد بدوره من الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. وتصنف منظمات دولية سوريا في قائمة “الدول الأعداء للإنترنت”. وانطلقت حملة استنكار واسعة بين المستخدمين السوريين ضد هذه الخطوة لكنها لم تحقق شيئا.
ولا يخضع إنترنت الأقمار الصناعية، الذي يعتمد على الاتصال المباشر بين الشخص وبين الأقمار الصناعية دون المرور على البوابات الحكومية، لرقابة السلطات المحلية. وعلى عكس المزودين المحليين للإنترنت فإن هناك قوانين دولية تحمي خدمات الإنترنت التي تبث عبر الأقمار الصناعية، وتجعلها محمية قانونيا من الدولة. ويبدو المشروع حلماً لدى الملايين حول العالم ممن يعانون من صعوبة الوصول إلى شبكة الإنترنت أو لا يجدون إليها سبيلاً.
وعلى الرغم من العدد الكبير لمستخدمي الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، إلا أن الكثير من الدول العربية تحتل مراكز متأخرة جداً في ما يتعلق بحرية الإنترنت.
من جانبه قال نائب رئيس الجمعية الفلكية السورية عبدالعزيز سنوبر لقناة “آر.تي” الروسية إن ما يتم تداوله من تصريحات منسوبة إلى رئيس الجمعية غير دقيق، وأضاف أن ما جرى هو أن الاتحاد الدولي للفلك، والجمعية الفلكية السورية عضو فيه، هو الذي رفع دعوى ضد “سبايس إكس”.
وقال سنوبر إن الاتحاد الذي يضم في عضويته 80 دولة يتهم الشركة بأن وضعها لـ12 ألف قمر صناعي سيؤدي إلى التشويش على الرصد الفضائي ورصد النجوم والفضاء السحيق.