إجراءات فرنسية بحق معرقلي العملية السياسية في لبنان

باريس – كشف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الخميس أن بلاده بدأت في اتخاذ إجراءات تقيد دخول أشخاص يعرقلون العملية السياسية في لبنان إلى الأراضي الفرنسية.
وأضاف لودريان في بيان أن فرنسا تتخذ إجراءات مماثلة بحق المتورطين في الفساد في لبنان.
وأوضح الوزير الفرنسي، الذي تقود بلاده مبادرة لإنهاء الأزمة السياسية المتواصلة في لبنان، أن باريس “تحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات إضافية في حق كل من يمنعون الخروج من الأزمة، وسنفعل ذلك بالتنسيق مع شركائنا الدوليين”.
وجاء إعلان لودريان في وقت تسعى فيه روسيا للعب دور الوسيط في أزمة تشكيل الحكومة والبحث عن مخرج للأزمات المتفاقمة.
وتتهم دوائر في لبنان رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بوضع عراقيل أمام تشكيل حكومة برئاسة الحريري من وزراء غير حزبيين تعمل على إخراج البلد من أزماته المتفاقمة.
ولم يذكر وزير الخارجية الفرنسي أسماء الشخصيات السياسية التي يستهدفها الإجراء، لكن مصادر سياسية توقعت بأن يكون باسيل من ضمن تلك الأسماء.
دوائر في لبنان تتهم رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بوضع عراقيل أمام تشكيل حكومة برئاسة الحريري
وكانت دوائر سياسية لبنانية قد رأت في تصريحات باسيل حول الطلب من روسيا الضغط على رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري أنها محاولة للقفز على مسببات التعثر الحاصل في ملف التشكيل الحكومي منذ أشهر طويلة.
وقال باسيل في مؤتمر صحافي على هامش زيارته إلى موسكو، إنه طلب من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن يلعب الدور اللازم لحث رئيس الحكومة المكلف على إنهاء ملف التشكيل الحكومي.
وأضاف أن “روسيا لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، لكننا شجعناها على القيام بدور تحفيزي للفرقاء للإسراع بتشكيل حكومة” جديدة.
واستقبلت موسكو قبل زيارة باسيل رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري في محاولة للتوسط لإنهاء أزمة التشكيل الحكومي، وتبدي روسيا اهتماما متزايدا بالوضع اللبناني خاصة بعد تراجع حظوظ المبادرة الفرنسية.
وأوضح أن “لبنان يحتاج إلى حكومة وهناك تقصير في إنجاز هذا الأمر ولا خيار آخر إلا أن تكون لنا حكومة لكي تنطلق بتحقيق المطلوب”.
واعتبر أن مسألة تشكيل الحكومة لازمة “لكنها غير كافية إذا لم تتمتع بالقرار والإرادة والقدرة على الإصلاح”، قائلا “نحن كلّنا بانتظار أن يأخذ رئيس الحكومة المكلّف قراره بالسير بتشكيل الحكومة والأهم قراره بالإصلاح”.
ويتوقع أن تستقبل روسيا قيادات لبنانية أخرى على غرار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان ورئيس حزب المردة سليمان فرنجية في محاولة لاستطلاع الرأي بشأن الأزمات المتلاحقة في لبنان.