ركوب الدراجات والجري أفضل الرياضات لصحة سليمة وعمر مديد

يمارس الناس عادة الرياضات الهوائية حتى يحافظوا على لياقتهم البدنية وصحتهم، لكن دراسات حديثة كشفت فوائد كبرى وغير متوقعة لركوب الدراجة والجري ودورهما في تقليل احتمال الوفاة بسبب أمراض القلب والسرطان، وهو ما يعني أن هذا النوع من الرياضات يساعد على إطالة العمر.
واشنطن - أظهرت دراسات حديثة أن ركوب الدراجة الهوائية والركض يوميا يساعدان في خسارة الوزن، فضلا عن فوائدهما الأخرى المتعددة للصحة الجسدية والنفسية ومساهمتهما في إطالة عمر الإنسان وجعل حياته صحية أكثر.
وتكون استجابة الجسم أكثر لمثل هذه التمارين الهوائية التي تعمل على تحريك العضلات الكبيرة بشكل متكرِّر، ممّا يزيد نسبة الأوكسجين في الدَّم وزيادة سرعة وعدد نبضات القلب، وهذا يؤدِّي إلى زيادة تدفُّق الدَّم إلى العضلات ثمَّ رجوعه إلى الرئتين.
وتؤدِّي التمارين الهوائية إلى توسُّع الأوعية الدمويَّة الصغيرة، ممّا يزيد نسبة الأوكسجين الواصل للعضلات وزيادة حَمل المُخلَّفات (ثاني أُكسيد الكربون وحمض اللاكتيك).
صحة القلب
يوصي خبراء بريطانيون بما لا يقل عن 150 دقيقة من التمارين الهوائية متوسطة الشدة في الأسبوع لصحة القلب والأوعية الدموية المثلى، وهي تعادل ما يقرب من 500 دقيقة في الأسبوع.
ويساهم ركوب الدراجات أو الركض في حرق الدُّهون الموجودة في منطقة البطن والكبد، وأيضا في خفض مشاكل أمراض السكَّري والضغط وأمراض القلب.
ويعتمد عدد السعرات الحرارية التي يتم حرقها من خلال ممارسة ركوب الدراجات والجري على عدة عوامل، مثل السرعة والتضاريس والوزن والتمثيل الغذائي للشخص، فالأشخاص الذين يزنون أكثر يحرقون سعرات حرارية أكثر خلال ممارسة أحد التمرينين، بينما أولئك الذين يزنون أقل سيحرقون سعرات حرارية
أقل.
وإذا أراد شخص معرفة عدد السعرات الحرارية التي سيحرقها بالنسبة إلى وزنه في مختلف الأنشطة، فيمكنه استخدام آلة حاسبة للسعرات الحرارية. بالإضافة إلى ذلك، قد يتمكن بعض الأشخاص من ركوب الدراجة لفترة أطول بالمقارنة مع ممارستهم للركض، مما سيؤثر أيضا على عدد السعرات الحرارية التي يحرقونها بشكل عام.
150
دقيقة من التمارين الهوائية متوسطة الشدة في الأسبوع مفيدة للقلب والأوعية الدموية
وجدت دراسة أميركية واسعة النطاق أجريت على 263 ألف مشارك أن ركوب الدراجة إلى العمل يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان. وتوصلت هذه الدراسة أيضا إلى أن الذهاب سيرا إلى العمل يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
كما وجدت دراسة أخرى أن ركوب الدراجات مفيد للأشخاص الذين يتعافون من السكتة الدماغية وقد ساعد في تحسين معدل ضربات القلب لديهم بعد ممارسة هذا التمرين.
ووجد بحث أجري عام 2019 أن الجري يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.
ونوه الباحثون المشرفون عليه أن مقدارا من الجري يكون أكثر فائدة من عدمه. وحتى الجرعات الصغيرة من الجري، مثل 5 أو 10 دقائق يوميا بسرعات تقل عن 6 أميال في الساعة، يمكن أن تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفيات الناجمة عن جميع الأسباب.
كما كشفت دراسة أجريت عام 2018 ونشرت في مجلة “سيركيوليشن” الأميركية، أن الجري في ماراثون كامل يؤدي إلى إجهاد القلب أكثر من المسافات الأقصر.
ويحتاج العلماء إلى إجراء المزيد من الأبحاث للتحقيق في الآثار طويلة المدى على القلب للركض مسافات طويلة.
صحة العظام
يمكن أن يكون الجري أفضل لصحة العظام على المدى الطويل من ركوب الدراجات، وفق ما أشارت الأبحاث التي أجريت في هذا الصدد.
وأكدت دراسة إسبانية حديثة أن الجري المنتظم لمسافات طويلة يزيد من كثافة العظام، ما قد يحمي الإنسان من التعرض لهشاشة العظام عند التقدم في السن.
وكشفت دراسة أجرتها جامعة كاميلو خوسيه ثيلا على مجموعة من رياضيين المشاركين في سباقات الماراثون أن لديهم قدرة على التحمل لأن كثافة العظام لديهم أعلى بكثير مقارنة بمن يتبع نمط حياة مختلف يعتمد على كثرة الجلوس، وحتى الرياضات الأخرى كالسباحة والتزلج لا تؤثر بنفس الدرجة على صحة العظام.
أما بالنسبة إلى ركوب الدراجات، فإنه يمكن أن يساهم في تقليل أعراض التهاب المفاصل وتليين المفاصل وتقليل الألم والتيبس، ووفقا لبحث أجري عام 2011.
ويشير البحث أيضا إلى أن راكبي الدراجات قد يكونون معرضين لخطر انخفاض كتلة العظام، خاصة في الجزء السفلي من العمود الفقري. ويمكن أن يؤدي انخفاض كتلة العظام إلى زيادة خطر الإصابة بالكسور.
وربطت دراسة حديثة بين ركوب الدراجات الهوائية بشكل مستمر وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، مقارنة مع الأشخاص الذين لا يقضون وقتا كبيرا في ركوب الدراجات.
ركوب الدراجات أو الركض يساهم في حرق الدُّهون الموجودة في منطقة البطن والكبد، وأيضا في خفض مشاكل أمراض السكَّري والضغط وأمراض القلب
وقام الباحثون المشرفون على الدراسة بتحليل بيانات أكثر من 4500 شخص بالغ اعتاد جميعهم ركوب الدراجات إما كوسيلة نقل أو للترفيه في أوقات الفراغ.
ووجد الباحثون أنه بعد متابعتهم لإصابة راكبي الدراجات على مدى 20 عاما، فإن الأزمات القلبية قلت لديهم بما يتراوح ما بين 11 في المئة و18 في المئة مقارنة مع الأشخاص الذين لم يمارسوا مطلقا ركوب الدراجات.
وأصيب المشاركون بنحو 2892 أزمة قلبية في أثناء فترة الدراسة. ويقدر الباحثون أنه كان بالإمكان تفادي أكثر من 7 في المئة من كل هذه الأزمات القلبية بفضل ممارسة رياضة ركوب الدراجات والمواظبة عليها بشكل منتظم.
وتوصلت نتائج الدراسة أيضا إلى أن ركوب الدراجة لفترة لا تزيد عن ساعة أسبوعيا وفّر بعض الحماية من مرض الشريان التاجي.
وقال أندرس جرونتفيد الباحث المشرف على الدراسة، إن “أشخاصا كثيرين يعتقدون أن الإنسان يكون نشيطا بدنيا يعني القيام بتدريبات منتظمة، وهو ما يمكن أن يكون عقبة كبيرة أمام اتباع نمط حياة نشيط”.
وأضاف “دراستنا تُظهر أن ركوب الدراجات للترفيه أو كوسيلة نقل شيء عظيم لصحة القلب”.
وعموما، يمكن أن يفيد كل من ركوب الدراجات والجري صحة الإنسان ولياقته، وخاصة على مستوى صحة القلب والأوعية الدموية.
وإذا كان الناس جددا على مثل هذا النوع من الرياضات الهوائية، فيمكنهم البدء ببطء وتدريجيا سيتمكنون من بناء القدرة على التحمل والقوة للحفاظ على ممارسة ممتعة ومستدامة. كما يمكنهم اختيار النشاط الذي يناسب احتياجاتهم الصحية وأسلوب حياتهم، أو الجمع بين الاثنين للحفاظ على روتين تمارين متنوع.