"سينما الصحراء" محور مهرجان أفلام السعودية في نسخته السابعة

الرياض- أعلن مهرجان أفلام السعودية إقامة دورته القادمة في الفترة الممتدة بين الأول وإلى السابع من يوليو المقبل على أن تكون “سينما الصحراء” محور دورة هذا العام.
وقال مدير المهرجان أحمد الملا في مؤتمر صحافي، مساء الخميس، “الصحراء مكوّن أصيل وأساسي في الجغرافيا السعودية ومعطى جمالي يمتلك مقومات فلسفية تثري الخيال الإبداعي”.
وأضاف أن المهرجان سيقدّم بهذه المناسبة برنامجا خاصا لعرض أفلام عالمية وعربية وخليجية مختارة تتناول الصحراء بأشكال فنية مختلفة في حضور لمنتجيها.
وأشار إلى أن ثمة تغييرات ستطرأ على الدورة السابعة من أبرزها تمديد فترة المهرجان من خمسة أيام إلى سبعة، إضافة إلى إعادة هيكلة الجوائز واستحداث برنامج “معمل تطوير السيناريو”.

أحمد الملا: الصحراء مكوّن أصيل في الجغرافيا السعودية ومعطى جمالي يمتلك مقومات فلسفية تثري الخيال
ويكرّم المهرجان في دورته القادمة السيناريست والمخرج السعودي مأمون حسن والمخرج البحريني بسام محمد الذوادي.
وحسن الذي ولد في جدة، هو كاتب سيناريو ومخرج ومحرّر ومنتج ومعلم للسينما، شغل مناصب بارزة في السينما البريطانية خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي، وكان يدعم بشكل دائم العمل التجريبي، كما شغل عدة مناصب منها رئيس إنتاج المعهد البريطاني للسينما والمدير الإداري للمؤسسة الوطنية لتمويل الأفلام لاحقا.
أما الذوادي، فهو مخرج سينمائي ومنتج وكاتب سيناريو بحريني، تخرج من المعهد العالي للسينما بالقاهرة في عام 1982، وشغل منصب مدير عام الشركة البحرينية للإنتاج السينمائي، كما عمل موظف بهيئة الإذاعة والتلفزيون بين عامي (1985-2006)، ثم عمل مخرجا سينمائيا متفرغا بوزارة الإعلام منذ عام 2007، أخرج وأنتج عددا من الأفلام الروائية الطويلة منها: “الحاجز”، “الزائر” و”حكاية بحرينية”، وامتدت اهتماماته إلى المسرح أيضا.
أسّس مهرجان أفلام السعودية في 2008 وتنظمه جمعية الثقافة والفنون بالدمام بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”، وبدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة السعودية.
وقال أشرف فقيه مدير البرامج بمركز “إثراء” في المؤتمر الصحافي “شهدنا معا العام الماضي عاما استثنائيا.. الدورة السادسة كانت دورة افتراضية بامتياز بسبب ظروف الجائحة ممّا مثل لنا تحديات في بعض الجوانب، لكننا استفدنا من الدروس”.
وأضاف “نتطلع في الدورة القادمة، وفق ما هو مخطّط، وإذا سمحت الظروف حينها، أن نجمع بين التجربتين، الفعاليات الحضورية والفعاليات الافتراضية عبر المنصات الإلكترونية”.
وأشار إلى أن أفلام الدورة الماضية عرضت عبر موقع يوتيوب، بينما يجري العمل حاليا على إعداد منصة مستقلة تليق بالحدث وتستوعب أنشطته.
وكان المهرجان قد أعلن عن فتح باب استقبال الأفلام والسيناريوهات للمشاركة في دورته الجديدة في الرابع من مارس الماضي وتستمر حتى الأول من مايو القادم.
وبهدف رفع مستوى التنافسية، وتحفيز وتطوير الأبعاد الفنية للأفلام، تمت هذا العام إعادة هيكلة المسابقات، بالإضافة إلى المنافسة على جوائز “النخلة الذهبية” والمكافأة مالية لكل جائزة، وهي: “النخلة الذهبية” لأفضل فيلم طويل، وأفضل فيلم قصير، وأفضل فيلم وثائقي، وأفضل ممثل، وأفضل ممثلة، وأفضل موسيقى تصويرية، وأفضل تصوير سينمائي ونخلة لجنة التحكيم الذهبية.
كما تم تحديد جائزتين ضمن جوائز المهرجان الخاصة، وهما “جائزة جبل طويق لأفضل فيلم عن مدينة سعودية”، وذلك لتشجيع السينمائيين على إنتاج أفلام عن أي بعد من الأبعاد الثقافية أو الاجتماعية أو التاريخية لإحدى المدن السعودية. و”جائزة عبدالله المحيسن لأفضل فيلم أول”.
ويدخل مهرجان الأفلام السعودية دورته السابعة بعد النجاحات التي حقّقها في النسخ الماضية وآخرها، النسخة السادسة التي شملت الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والوثائقية وأفلام الطلبة والسيناريو غير المنفذ.
وشهدت الدورة السابقة شكلا استثنائيا في طريقة تقديمها للجمهور، حيث قُدّمت افتراضيا بسبب ظروف الجائحة، وذلك من خلال البث عبر الإنترنت طوال 24 ساعة على مدى ستة أيام متواصلة، كتجربة غير مسبوقة في مهرجانات السينما، ليسجل المهرجان ولأول مرة أرقاما قياسية، حيث حقّق أكثر من 27 مليون مشاهدة للمنشورات عن المهرجان عبر الإنترنت.
كما شهدت إقبالا كثيفا من منتجي الأفلام حيث سجل عبر موقع المهرجان الإلكتروني 384 مشاركة بين فيلم ونص سيناريو غير منفذ، واستقبل 507 طلب تسجيل في ورش المهرجان.
واشتملت البرامج التي قُدّمت عبر البث المباشر على سلسلة مقهى الأفلام بصيغة البودكاست، ولقاءات تلفزيونية لعرض عدد من كتب المهرجان السبعة في مكتبة إثراء، وأستوديو المهرجان اليومي الذي استمر على مدار خمس ساعات مباشرة، وتضمن المهرجان كذلك عروضا للأفلام وجلسات حوارية مع منتجي ومخرجي الأفلام. فيما وصل عدد البرامج الفريدة التي قدّمها المهرجان إلى 23 برنامجا سينمائيا، كما أصدر سبعة كتب سينمائية.
وشكّل مهرجان أفلام السعودية نقلة نوعية في حراك إنتاج الأفلام السعودية، حيث يعد أحد البرامج الوطنية لتطوير إنتاج الأفلام السعودية التي أطلقتها الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الدمام سعيا ليكون المهرجان محركا لإنتاج الأفلام ومعزّزا للحراك الثقافي في السعودية، وتوفير الفرص للمواهب السعودية من الشباب والشابات المهتمين بإنتاج الأفلام، والاحتفاء بأفضل أعمالهم وعرضها لأكبر شريحة ممكنة من الجمهور، في أجواء سينمائية محفّزة.