إسعاف بيطري متنقل لعلاج الحيوانات في الضفة الغربية

إطلاق أول مركبة إسعاف بيطرية متنقلة تقدم الرعاية الطبيّة اللازمة للحيوانات في جميع محافظات الضفة.
الأربعاء 2021/03/31
الحيوان يستحق الرفق والمساعدة

رام الله - لساعات طويلة كل يوم يتنقل طاقم طبي بيطري على متن سيارة إسعاف مجهزة بكافة الأجهزة والأدوات اللازمة بين مدن ومحافظات الضفة الغربية لتقديم العلاج للحيوانات ضمن مشروع بيطري أطلقته الجمعية الفلسطينية للرفق بالحيوان التي تأسست سنة 2011.

ويهدف مشروع الجمعية الوحيدة العاملة في مجال حماية الحيوان في الضفة الغربية إلى تقديم الرعاية الطبية لكافة أنواع الحيوانات “ضالة كانت أو منزلية”.

ورغم الانتقادات التي وُجهت لمؤسسي الجمعية، إلا أنها استمرت في عملها وحققت تقدمًا ملموسًا في قضايا الرفق بالحيوان في المجتمع الفلسطيني، وكان آخرها إطلاق مركبة إسعاف بيطرية متنقلة.

ويقول أحمد صافي مؤسس الجمعية “الفكرة جاءت بسبب الاتصالات الكثيرة التي نتلقاها عن حالات صعبة لحيوانات تحتاج العلاج والإيواء، ولم يكن لدى الجمعية القدرة أو الطاقم الكافي للتواجد في معظم المناطق”.

وأنجزت المبادرة عدة مهام لإنقاذ حيوانات مريضة أو مصابة، أبرزها عمليات بتر وعلاج الكسور المتعددة في الأطراف، وزراعة البلاتين والأمراض الموسمية وغيرها.

ووصف صافي إطلاق أول مركبة إسعاف بيطرية بـ”الإنجاز”، مشيرًا إلى أنها ستعمل خلال الفترة القادمة على التنقل إلى جميع محافظات الضفة الغربية وتقديم الرعاية الطبيّة اللازمة للحيوانات.

ويتكون الطاقم الطبي من طبيب بيطري ومساعده وسائق سيارة إسعاف، ويتوجه إلى المدن والمحافظات التي يتلقى منها بلاغات بوجود حيوانات بحاجة لرعاية بيطرية.

طاقم مكون من طبيب بيطري ومساعده وسائق سيارة إسعاف يجول بين المدن والمحافظات لتقديم العلاج للحيوانات

ويقول الطبيب أحمد جادالله بينما كان يجري فحصا لأحد الكلاب الضالة، إن طاقمه يعالج يوميا 15 حالة بينها حالات متواجدة داخل مقر الجمعية بحاجة إلى رعاية ومتابعة يومية.

ويضيف جادالله لوكالة أنباء شينخوا، وهو يداعب الكلب عقب تقديم العلاج الميداني له في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، أنه في أغلب الأحيان يقوم بإجراء عمليات جراحية ميدانية داخل الإسعاف البيطري المتنقل.

ويشير إلى أن “الإسعاف ساهم بشكل كبير في إنقاذ المئات من الحيوانات التي كانت تواجه خطر الموت خاصة الضالة منها التي عادة ما تتعرض للعنف من قبل المواطنين سواء عبر تسميمها أو ضربها بالعصي أو حتى إطلاق النار عليها”.

ويتابع جادالله “عادة ما نحاول تقديم العلاج اللازم للحيوانات ميدانيا بما فيها إجراء عمليات جراحية داخل الإسعاف البيطري، ولكن هناك حالات مستعصية تكون بحاجة إلى نقلها إلى مقر الجمعية من أجل متابعتها بشكل يومي”.

ويوضح الطبيب الذي أبدى رضاه عن عمله أنه “بعد إنهاء كافة الجلسات العلاجية للحيوانات المتواجدة داخل مقر الجمعية نقوم بإطلاقها في المناطق البرية في الضفة الغربية لحمايتها من أي انتهاكات عنف مرة أخرى”.

وعلى مقربة منه أعرب مساعده محمد موسى البالغ من العمر (27 عاما) عن سعادته بالوصول إلى كافة مناطق الضفة الغربية وتقديم العلاج للحيوانات فيها.

وبجانب تقديم العلاج الجسدي للحيوانات، فإنهم يعملون على نشر الوعي بين المواطنين بضرورة عدم تعنيف الحيوانات أو انتهاك حقوقها، بحسب موسى.

ويضيف موسى أن “الحيوانات لا حول لها ولا قوة، فهي لا تستطيع أن تعبر عن ألمها، وعادة ما تبقى تصارع الموت وحدها دون أن تتمكن من طلب المساعدة، لذلك من المهم أن يتحمل المواطنون مسؤولياتهم الإنسانية تجاه الكائنات الحية الضعيفة”.

وسجلت الضفة الغربية ارتفاعا ملحوظا في الانتهاكات المرتكبة ضد الحيوانات خاصة الضالة، والتي كانت تؤدي إلى هلاك عدد منها في الشوارع، بحسب ما أكده رئيس الجمعية الفلسطينية للرفق بالحيوان أحمد صافي.

خدمات جلية للرفق بالحيوان
خدمات جلية للرفق بالحيوان

ويقول صافي إن الجمعية قدمت العديد من المشاريع الخاصة بالرفق بالحيوانات في الضفة الغربية، منها تقديم الطعام للحيوانات وتوعية المواطنين بحقوق الحيوان وحثهم على ضرورة تقديم المساعدة لها بدلا من تعذيبها أو قتلها.

وتنشط الجمعية على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر التوعية بحقوق الحيوان وأساليب التغذية الصحيحة وطُرق حمايتها، إضافة إلى استقبال الرسائل من المواطنين والرد على استفساراتهم في هذا الشأنK، كما قدمت الجمعية العديد من الدورات للأطفال، حيث يتعلمون كيفية رعاية الحيوان والرفق به، وتوسيع دائرة التوعية لتشمل أساليب التعامل مع الحيوانات المصابة أو المريضة.

وتشيد الشابة الفلسطينية هبة سعدالله، وهي من سكان مدينة جنين، بخدمات الجمعية للحيوانات خاصة وأنها لم تكن مضطرة لقطع مسافة طويلة كي تتمكن من إجراء عملية جراحية لكلبها الذي يعاني من تصلب أمعائه.

وتقول سعدالله “تواصلت مع الجمعية من خلال موقعها الإلكتروني، وفوجئت بردهم السريع على طلبي وحضورهم إلى بيتي لمعاينة الكلب، وبعد المعاينة حددوا موعدا لإجراء العملية الجراحية”.

وتضيف أن “الكلب تخلص من آلامه المتواصلة واستعاد عافيته ولعبه طوال النهار في حديقة المنزل، معربة عن سعادتها بذلك”.

ولا يوجد قانون لحماية الحيوان في الأراضي الفلسطينية، ما دفع الجمعية إلى إطلاق مقترح مشروع قبل أعوام لإعداد مسودة قانون مفصل تشريعي للرفق بالحيوانات، لكنه لم ير النور حتى الآن.

ويُؤكد صافي أن الجمعية ستواصل عملها عبر المبادرات لرفع الوعي المجتمعي تجاه الحيوانات، معبرًا عن أمله بأن يتمكنوا مستقبلًا في إنشاء ملجأ للحيوانات الضّالة وإقامة مركز طبي بيطري واسع يضمن تقديم الرعاية الطبية اللازمة لها.

20