#لو_راجل_املأ_السد، مصريون يدقّون طبول الحرب

مواقع التواصل الاجتماعي ساحة معركة بين المصريين والإثيوبيين.
الجمعة 2021/03/26
مسألة أمن قومي

المناكفات بين المصريين والإثيوبيين حول ملء سد النهضة تدخل منعرجا جديدا بدق طبول الحرب على تويتر. حيث عبر المصريون عن رفضهم لتصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد التي قال فيها إن “الملء الثاني لسد النهضة في موعده عند موسم الأمطار في يوليو القادم”.

القاهرة – تصدر هاشتاغ #لو_راجل_املأ_السد، الترند المصري على تويتر، ردا على تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، التي أكد فيها أن “الملء الثاني لسد النهضة في موعده عند موسم الأمطار في يوليو القادم”.

وأكد مغردون أن مصر لن تلتزم الصمت تجاه حقوقها المائية لأنها مسألة أمن قومي وفقا لتصريحات سابقة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مؤكدين ثقتهم في الإدارة السياسية المصرية في التعامل مع الأزمة، التي تهدد الوضع المائي في مصر.

وتداول عدد واسع من المستخدمين الهاشتاغ، مصحوبا بصور للجيش المصري، في إشارة إلى رغبتهم في أن يكون هناك حل عسكري للأزمة، وهي الرغبة التي تتردد بشكل شعبي على مستوى واسع، لكن يقابلها تأكيد رسمي أن الحل الوحيد للأزمة سيكون عبر الطريق الدبلوماسي والتفاوضي.

وتساءل مغرد:

وقال آخر:

وحسب وكالة الأنباء الإثيوبية، قال آبي أحمد في كلمة له أمام البرلمان الثلاثاء إن “بلاده ليست لديها أي رغبة على الإطلاق في إلحاق الضرر بمصر أو السودان، لكنها لا تريد أن تعيش في الظلام”.

وقال رئيس الوزراء الإثيوبي “مهما كانت التحديات سنمضي في تحقيق سد النهضة كما وعدنا”، مضيفا “في حال كانت مصر جاهزة قد نوقع معها اتفاقا بشأن سد النهضة وإن كان صباح الغد”.

يذكر أنه منذ عام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتفاق حول ملء سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا، وتخشى القاهرة والخرطوم من تداعياته، في وقت أخفقت الدول الثلاث في التوصل إلى اتفاق حتى الآن.

واقترحت السلطات السودانية في فبراير الماضي، تشكيل آلية رباعية تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة الأميركية، وهو أمر رحبت به مصر ورفضته إثيوبيا.

وأعلن السودان الخميس أنه تسلم موافقات مبدئية من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة، على تشكيل آلية رباعية للتوسط في حل الخلاف المستمر منذ عقد مع إثيوبيا بشأن مشروع سد النهضة.

يذكر أن الحكومة الإثيوبية انتهت في الحادي والعشرين من يوليو 2020، من ملء مُخزِّن المياه الذي يمكنه استيعاب 4.9 مليار متر مكعب، ما يجعلها قادرة على تجربة أول مضختين في السد.

ولطالما لوحت إثيوبيا على لسان رئيس الوزراء بأنها قادرة وعازمة على بدء المرحلة الثانية من ملء سد النهضة في يوليو القادم، في حال اتفقت مع القاهرة والخرطوم أم لم تتفق.

وأكد معلقون أن بلادهم لن تستسلم للأمر الوقع. واعتبر معلق:

وكثيرا ما اقترح سياسيون في مصر شن ضربة عسكرية لسد النهضة الإثيوبي الذي يعتبره المصريون “مسألة حياة أو موت” خاصة أن البلاد تعاني أساسا من نقص في الموارد المائية، كما اقترح البعض ممارسة ضغوط عسكرية على إثيوبيا للتوصل إلى اتفاق بشأن السد.

وقال أستاذ العلوم السياسية حسن نافعة في عدة تغريدات على تويتر:

وأضاف:

وفيما اتهم بعض المصريين السيسي بأنه السبب في وصول الأمر إلى ما هو عليه، أكد آخرون بأن الرئيس سيحل بشكل عاجل أو آجل قضية سد النهضة.

وتداول مغردون هاشتاغ #لو_راجل_املأ_السد، لحث السيسي على “ضرب السد”.

وكانت جلسة مغلقة بين أعلى مجلس للإعلام بمصر، وفريق التفاوض بشأن سد النهضة الإثيوبي الثلاثاء، انتهت إلى تدشين لجنة لمخاطبة الرأي العام الداخلي والخارجي بشأن السد.

وحسب بيان للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بمصر، فقد عقد المجلس جلسة مغلقة بحضور كبار الصحافيين والإعلاميين إضافة إلى الفريق التفاوضي المصري ووزير الري محمد عبدالعاطي، حول تطورات قضية مياه النيل وسد النهضة.

وأشار البيان إلى أن وزير الري الذي يرأس الفريق الفني التفاوضي عبّر عن أسفه لما وصفه بالمماطلة في عملية التفاوض ومحاولات إهدار الوقت من جانب إثيوبيا، التي توشك على بدء الملء الثاني لبحيرة السد.

وقد اتفق المجتمعون على تشكيل لجنة دائمة للاتصال والمتابعة الإعلامية لملف المياه وسد النهضة من الوزارة والمجلس، وتهدف هذه اللجنة إلى التوعية بقضية المياه وترشيد الاستهلاك وعرض عدالة الموقف المصري في قضية سد النهضة ومخاطبة الرأي العام داخليا وخارجيا.

ولفت كرم جبر رئيس المجلس الأعلى للإعلام، إلى أن اللجنة التي ستباشر عملها الأسبوع القادم، ستتعامل مع الخارج والداخل بمواد إعلامية منظمة.

واعترف المجلس الأعلى للإعلام في تقريره عام 2020 بأن الإعلام ما زال في حاجة إلى تغطيات على مستوى جيد لقضايا مصر الدولية ذات البعد القومي بجانب القضايا المحلية، حتى لا يلجأ المصريون لاستقبال هذه الأخبار من قنوات دولية ذات أجندات مختلفة بعضها مُعاد لمصر. ويقول خبراء إن هناك عيبا خطيرا في الدعاية المصرية بشأن تناول القضايا القومية إذ أنها موجهة للداخل فقط وليس إلى الخارج.

يذكر أن تطبيق تيك توك يمثل ساحة معركة أيضا لحرب المياه بين المصريين والإثيوبيين.

ويرى بعض المراقبين أن السد يوفر نقطة نادرة للتكاتف في بلد متعدد الإثنيات كإثيوبيا يمر بفترة انتقال ديمقراطي مشحونة، وينتظر انتخابات أرجئت بسبب فايروس كورونا.

وقارن المحاضر الجامعي والخبير في إدارة المياه أبيبي يرغا جهود إنجاز السد بحرب إثيوبيا ضد المستعمر الإيطالي في أواخر القرن التاسع عشر. وشرح “في تلك الفترة، تكاتف الإثيوبيون بغض النظر عن دينهم وخلفياتهم لمحاربة القوة المستعمرة”. وأضاف “الآن في القرن الحادي والعشرين يقوم السد بجمع الإثيوبيين المنقسمين سياسيا وإثنيا”.

وينشر إثيوبيون مقاطع فيديو على تيك توك، تظهر 3 أكواب من الماء، تحمل أعلام بلاد مصر والسودان وإثيوبيا، ثم يقومون بملء الكوب الذي يحمل علم بلادهم بالماء، ويكررون الأمر مع السودان مع التأكيد على أنهم أشقاؤهم. وعندما يحين دور ملء كوب مصر، يقومون بتفريغ الكوب من الماء وتنشيفه جيدا، في إشارة إلى رفضهم منح المياه إلى مصر.

وانهالت تعليقات المصريين الغاضبة على المقاطع، مشيرين إلى أن أزمة سد النهضة وصلت إلى مرحلة الاستفزاز.

19