ميليشيا "ربع الله" تستعرض قوتها في بغداد استفزازا لحكومة الكاظمي

بغداد – استعرض عناصر من ميليشيا "ربع الله" قوتهم الخميس في بغداد على متن العشرات من الشاحنات رباعية الدفع، في استفزاز واضح لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الذي يستعد لاستئناف الحوار مع واشنطن.
وأصدرت الميليشيا بيانا "باركت فيه السلاح الذي يرفع بوجه الأميركيين وعملائهم"، وحذرت من عدم تخفيض سعر صرف الدولار الأميركي.
وهددت بـ"عدم السكوت طويلا ما لم تتحقق مطالب الشعب وبالخصوص أبناء المحافظات الجنوبية في فقرات هذه الموازنة".
وجال المسلحون في بغداد رافعين صور الكاظمي ومسؤولين آخرين، مرفقة بدمغة حذاء وقد وضعوا ملابس عسكرية وأقنعة عليها شعار “ربع الله”، وهي حركة جديدة من بين أحدث الفصائل الموالية لإيران في العراق، وأكثرها نفوذا.
ويرى خبراء أن هذه الميليشيا هي مجرد واجهة لكتائب حزب الله، أحد فصائل الحشد الشعبي المنضوية في القوات الأمنية العراقية، لكن الاسم الوهمي يسمح لها بانتقاد السلطات مع تفادي الرد.
وظهرت حركة "ربع الله" في بادئ الأمر في تظاهرات ضد قناة “دجلة” انتهت بحرقها، وتلاها حرق مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني إثر تصريحات أحد قادته ضد الحشد الشعبي. وبعد ذلك، رحبّت الحركة بعمليات تفجير متاجر كحول في بغداد وحرقها.
ويأتي الاستعراض بعد إعلان مسؤول في الحكومة العراقية الثلاثاء أن بغداد دعت رسميا واشنطن إلى “حوار استراتيجي” جديد، في ظلّ إدارة الرئيس الجديد جو بايدن كما كان الحال في عهد دونالد ترامب.
ويتعين على بغداد، التي تعتبر حكومتها الحالية مقربة من واشنطن أكثر من سابقاتها، التطرق خصوصا إلى قضية 2500 جندي أميركي لا يزالون منتشرين في العراق، وصوت البرلمان العراقي على انسحابهم منذ أكثر من عام.
ولم يحدد حتى الآن موعد لهذه المفاوضات التي يحتمل أن تكون افتراضية بسبب جائحة كوفيد - 19.
وتلا أحد عناصر “ربع الله” خلال الاستعراض بيانا للحركة، وصفه بأنه “رسالة تهديد للأميركي وعملائه” في العراق.

ولم يصدر أي تعقيب حكومي على الاستعراض العسكري للميليشيا، فيما قال مصدر في شرطة بغداد إن السلطات الأمنية أغلقت جسرا حيويا وسط بغداد على خلفية استعراض "ربع الله".
وأضاف أن السلطات أغلقت جسر الطابقين الذي يؤدي مباشرة إلى الجسر المعلق الرابط بالمنطقة الخضراء، شديدة التحصين، والتي تضم مقرات الحكومة والبرلمان والبعثات الأجنبية، وفي مقدمتها السفارة الأميركية.
وأشار المصدر إلى أن “الإغلاق مؤقت ومرتبط بالاستعراض العسكري لحركة ربع الله”.
وتستخدم ميليشيا "ربع الله" أساليب تنظيم داعش الإرهابي في التعامل مع كل من يرفض تصرفاتها أو ينتقدها، وتستخدم أساليب "تطبيق الشريعة" للتنكيل بالمدنيين.
وأقدمت الميليشيا سابقا على إحراق وسائل إعلام، وتنفيذ تفجيرات لمحلات بيع الخمور وملاه ليلية في العراق. ونهاية العام الماضي أعلنت الميليشيا مسؤوليتها عن مداهمة صالون للتدليك في قلب بغداد والاعتداء الجسدي على النساء في الداخل.
ويشهد العراق هجمات بين فترات متباينة منذ العام الماضي، تستهدف السفارة الأميركية وقوات التحالف الدولي المنتشرة في قواعد عسكرية بأرجاء البلاد.
واستعراض القوة بات أمرا شائعا في البلاد، فقد نفذت سرايا السلام الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر عرضا مشابها في بداية فبراير، أراد من خلاله إيصال رسائل سياسية وسط أوضاع متوترة.
وطالبت الحركة في بيانها بـ”خفض سعر الدولار الأميركي مقابل الدينار العراقي”، الذي خفض البنك المركزي قيمته في ديسمبر بنحو 25 في المئة في مقابل الدولار.
وتعد قضية سعر الصرف في مقابل الدولار قضية في غاية الأهمية في العراق الذي يمر بأسوأ أزمة اقتصادية، لاسيما للجماعات الموالية لإيران، إذ إن طهران التي تخنقها العقوبات الأميركية تعتبر العراق منذ فترة طويلة سوقا توفر العملة الأجنبية.
ودعا البيان أيضا مجلس النواب إلى التصويت على الموازنة بأسرع وقت ممكن، فيما لا تزال المفاوضات بشأنها متعثرة بسبب حصة كردستان في الموازنة الاتحادية.
والثلاثاء حاصرت ميليشيا حزب الله العراقي مستشفى ابن النفيس في بغداد، لمنع قوات الأمن من اعتقال عنصر جريح تابع لها، كان تورط في نقل عبوة ناسفة على دراجة نارية، لكنها انفجرت وقتلت زميله وأصابته، لينقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.