أزمة سد النهضة تتعقد مع تمسك إثيوبيا بالملء الثاني

أديس أبابا - دخل ملف سد النهضة منحنى جديدا أكثر توترا وتعقيدا، بعد أن أعلنت أديس أبابا عزمها المضي قدما في إجراءات الملء الثاني لخزان السد في الموعد المحدد له يوليو المقبل، رافضة الوساطة الرباعية التي اقترحتها الخرطوم والقاهرة.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إن بلاده ستمضي في ملء سد النهضة في الموعد المحدد عند موسم الأمطار في يوليو المقبل.
وأوضح في كلمة له أمام البرلمان أن بلاده لا يمكنها تفويت موسم الأمطار المقبل، لأن ذلك يكلفها خسارة نحو مليار دولار.
وأشار آبي أحمد إلى أن بلاده لا يمكنها أن تتسبب في ضرر للشعب المصري، مؤكدا أنها تستهدف من سد النهضة توليد الكهرباء.
وأضاف أنه بالرغم من مساهمة إثيوبيا بأكثر من 80 في المئة من مياه النيل، فإنها تسعى إلى تخزين 5 في المئة فقط من وارد الأمطار وليس من النيل الرئيسي.
وأكد أن سد النهضة لا يمكن أن يمنع انسياب المياه الطبيعي عن مصر والسودان.
وجاءت تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي بعد ساعات على تأكيد وزير الري المصري محمد عبدالعاطي، أن القاهرة لن تقبل الإجراءات الأحادية التي تتخذها إثيوبيا في سد النهضة.
وقال عبدالعاطي في تصريحات صحافية إن سد النهضة الإثيوبي، وتأثيره على مياه نهر النيل، يُعتبر أحد التحديات الكبرى التي تواجه مصر حاليا، خاصة في ظل الإجراءات الأحادية التي يقوم بها الجانب الإثيوبي.
ودعا وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس الأحد إثيوبيا إلى قبول الوساطة الرباعية، للوصول إلى اتفاق عادل وقانوني يرضي الدول الثلاث بشأن سد النهضة.
وأكد عباس في تصريحات أوردتها الوكالة السودانية للأنباء أن أهمية الوساطة الرباعية تتمثل في تقريب وجهات النظر، معربا عن دهشته من اعتراض إثيوبيا على الوساطة الرباعية التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي.
وأوضح أن السودان منذ العام الماضي طالب بإعطاء فرصة لخبراء الاتحاد الأفريقي لتقريب وجهات النظر، ولكن إثيوبيا رفضت هذا المقترح.
وتعتبر مصر والسودان أن ملء سد النهضة دون اتفاق قانوني ملزم بمثابة تهديد لأمنهما المائي ويلحق بهما أضرارا جسيمة.
والمفاوضات بين الدول الثلاث حول السد متوقفة في الوقت الرهن، حيث تتمسك القاهرة والخرطوم بآلية وساطة رباعية، وهو ما ترفضه إثيوبيا وتتمسك بالوساطة الأفريقية فقط.
ومنذ عام 2011 أصبح السد الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق مصدر توتر شديد بين أديس أبابا من جهة، والقاهرة والخرطوم من جهة ثانية. ويتوقع أن يصبح هذا السد أكبر منشأة لتوليد الطاقة الكهربائية من المياه في أفريقيا.
وتتفاوض الدول الثلاث للوصول إلى اتفاق حول ملء السد وتشغيله، لكنها على الرغم من مرور نحو 10 سنوات، لم تتمكن من الوصول حتى الآن إلى اتفاق.
وكانت أديس أبابا أعلنت في يوليو الماضي تحقيق هدفها بملء السد للعام الأول، على الرغم من مطالب مصر والسودان بضرورة التوصل أولا إلى اتفاق ملزم.
وأجرى الاتحاد الأفريقي في الآونة الأخيرة مفاوضات حول السد لكنها تعثرت مرارا. كما لم تنجح محادثات استضافتها الولايات المتحدة العام الماضي في التوصل إلى اتفاق.