لا مبادرات في الأفق لحل سياسي للأزمة السورية بعد عشر سنوات من الصراع

وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة يدعون إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية التي يعتزم النظام السوري تنظيمها
الثلاثاء 2021/03/16
مبادرات دولية محكومة بالفشل

نيويورك - دعت الولايات المتحدة المجتمع الدولي إلى عدم الانخداع بالانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا، وذلك في جلسة لمجلس الأمن الدولي لم تطرح خلالها أي مبادرة جديدة لإحياء مسار الحل السياسي للأزمة السورية التي تراوح مكانها.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس - غرينفيلد إن "هذه الانتخابات لن تكون حرة ولا نزيهة ولن تُكسب نظام الرئيس السوري بشار الأسد أي شرعية" و"لا تستجيب لمعايير القرار 2254 الذي ينص على إجرائها بإشراف الأمم المتحدة أو بموجب دستور جديد".

وتتولى توماس - غرينفيلد الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، واختارت عقد الجلسة الشهرية بالتزامن مع الذكرى السنوية العاشرة لبدء الحرب في سوريا في 15 مارس.

وقالت غرينفيلد "هناك سبب وحيد لعدم تمكننا من وضع الحل وإنهاء هذه الأزمة، إنه رفض نظام الأسد التواصل بحسن نية... لذلك ندعو روسيا إلى الضغط على نظام الأسد للكف عن المماطلة"، ويتعيّن على نظام الأسد "إطلاق سراح المعتقلين تعسفيا وخصوصا النساء والأطفال والمسنين".

وأنحى فاسيلي نيبينزيا سفير روسيا لدى الأمم المتحدة باللائمة على "القوى الخارجية" في استغلال اضطرابات 2011 في محاولة للإطاحة بحكومة الأسد، ودعا إلى رفع العقوبات الأحادية على سوريا.

وشدد على أن "مجموعات مسلّحة غير شرعية، بعضها دولية، استفادت" من ذلك للتوسّع، مجددا مطالبة بلاده بخروج كل القوات الأجنبية غير المرحّب بها من قبل دمشق، من سوريا.

واستخدمت روسيا حق النقض لإجهاض 16 قرارا لمجلس الأمن حول سوريا على مدى العقد الماضي، بدعم من الصين في الكثير من المرات.

وأكد وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة أن دولهم "لن تتخلى عن الشعب السوري"، وتدعو إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية التي يعتزم النظام السوري تنظيمها.

ييي

جاء ذلك في بيان مشترك بمناسبة مرور 10 أعوام على الانتفاضة في سوريا، أشاروا فيه إلى أن الشعب في سوريا خرج قبل 10 أعوام إلى الشوارع من أجل مطالب مشروعة، قابلها نظام بشار الأسد بعنف.

وجاء في البيان أن "الانتخابات الرئاسية السورية المرتقبة هذا العام لن تكون حرة ولا نزيهة، ولن تؤدي إلى أي تطبيع دولي للنظام السوري".

وتابع البيان أن "أي مسار سياسي يتطلّب مشاركة كل السوريين، ولاسيما الشتات والنازحين لضمان إسماع كل الأصوات".

وأضاف أن "الإفلات من العقاب غير مقبول، سنواصل الإصرار بحزم على إنزال العقاب بمرتكبي أخطر الجرائم".

والجمعة قال ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر فيليب سبويري إن مسار التسوية السياسية الذي يمهّد للسلام في سوريا "معطّل"، ووصل إلى "طريق مسدود" في بلاد تواجه "أزمة اقتصادية كبرى".

والاثنين طالب سفير النيجر عبدو أباري أمام مجلس الأمن بـ"الكف عن جعل سوريا مختبرا للفظائع".

وأعربت الأمم المتحدة عن "أسفها الشديد" لأنها لم تتمكن حتى الآن من التوسط لوضع نهاية للحرب التي تسببت في فرار الملايين إلى الخارج ونزوح ملايين آخرين في الداخل.

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا جير بيدرسن "أعرب عن أسف الأمم المتحدة الشديد لأننا لم نتمكن حتى الآن من التوسط لوضع نهاية للصراع المأساوي".

وأضاف بيدرسن "ستدخل المأساة السورية التاريخ الحديث باعتبارها أحد أحلك فصوله.. الشعب السوري من بين أكبر ضحايا هذا القرن".

ودعا إلى إيجاد "صيغة دولية جديدة" لإحياء فرص الحل السياسي للنزاع.

وتحدّث عن "لاعبين سياسيين أساسيين" يجب أن يشاركوا في هذه الصيغة، لاسيما الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا والاتحاد الأوروبي ودولا عربية. وتطالب دول عربية عدة بعودة سوريا إلى الجامعة العربية.

وتؤيد موسكو هذا الطرح، إلا أن بيدرسن شدد ردا على سؤال في هذا الشأن على أن القرار الحاسم على هذا الصعيد يعود إلى جامعة الدول العربية.

وفي بيانهم المشترك جدد وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة "دعمهم الحازم" لبيدرسن، وأكدوا رفضهم "استمرار المأساة لعقد جديد".