منتخب ألمانيا ينهي حقبة يواخيم لوف بعد 15 عاما

استقالة لوف تفتح باب الصراع على قيادة المانشافت.
الأحد 2021/03/14
الوجوه تختلف والهدف واحد

أكد الاتحاد الألماني لكرة القدم أن يواخيم لوف سيرحل عن الإدارة الفنية للمنتخب الألماني عقب كأس الأمم الأوروبية المقررة في الصيف المقبل. وذكر الاتحاد في بيان له أن لوف طلب إعفاءه من استكمال مدة عقده، الذي كان من المفترض أن يستمر حتى كأس العالم 2022، بعد البطولة الأوروبية المقررة بين 11 يونيو و11 يوليو المقبلين. وتولى لوف تدريب المنتخب الألماني عام 2006 وقاد الفريق إلى التتويج بكأس العالم سنة 2014 في البرازيل، لكنه واجه انتقادات شديدة بعد تراجع نتائج المنتخب في الفترة الأخيرة.

برلين - قرر يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني لكرة القدم رحيله عن منصبه الثلاثاء، مثيرا تكهنات عديدة بشأن هوية خليفته. وقاد لوف منتخب بلاده منذ عام 2006، حينما تمّ تصعيده من مساعد ليورغن كلينسمان إلى مدير فني، وشهدت فترة قيادته للفريق التتويج بلقب كأس العالم 2014، لكنه سينهي مسيرته مع الفريق الألماني إثر الانتهاء من بطولة أمم أوروبا هذا الصيف، في الوقت الذي يحتاج فيه المنتخب إلى إعادة البناء مجددا.

ووصفت مجلة “كيكر” الألمانية قرار لوف بالصحيح، مؤكدة أن ذلك القرار ربما ينعكس إيجابيا على مشاركة المنتخب في مسابقة أمم أوروبا 2020 التي تم تأجيلها لمدة عام بسبب أزمة فايروس كورونا.

وكان لوف قد عانى للاحتفاظ بمنصبه بدعم من الاتحاد الألماني للعبة، وذلك بعدما أنهى العام الماضي بهزيمة ساحقة 0-6 أمام نظيره الإسباني في دوري أمم أوروبا. وهذا يعني أن عودة المهاجم المخضرم المتألق توماس مولر لاعب بايرن ميونخ وماتس هاملز مدافع بوروسيا دورتموند، للمشاركة الدولية ربما تكون وشيكة.

وبعد كل ذلك فإن ما يهم لوف هو التواجد بشكل قوي قبل منافسات أمم أوروبا، وهو الأمر الأهم بالنسبة إليه من تقديم جيل من اللاعبين الشباب الذي قد يقود المنتخب في كأس العالم 2022 بقطر.

وسيتولى لوف الإشراف على الفريق في المباريات الأولى من تصفيات كأس العالم، بينما سيقود خليفته المنتخب في ما تبقى من المشوار وكذلك بطولة كأس أمم أوروبا 2024 إذا سارت الأمور على ما يرام. وذكرت صحيفة “بيلد” أن هانزي فليك، المدير الفني لفريق بايرن ميونخ والمساعد السابق للوف في المنتخب، يمكن أن يصبح مديرا فنيا للمنتخب الألماني في حال أراد ذلك، حيث إن لديه “تجربة فريدة من نوعها” مع فريق ألماني.

مدربون عمالقة

صورة

لا تعاني ألمانيا من قلة المدربين الكبار، لكن يورغن كلوب المدير الفني لفريق ليفربول الإنجليزي وجوليان ناجلسمان المدير الفني لفريق لايبزيغ، استبعدا إمكانية خلافة لوف، لكن وسائل إعلام ألمانية لم تستبعد أن يغير كلوب وناجلسمان رأيهما في المستقبل القريب، بينما تطفو على الساحة الرياضية الألمانية قائمة بأبرز المرشحين لخلافة لوف حسب تكهنات وسائل الإعلام الألمانية.

*يورغن كلوب المدرب السابق لفريق بوروسيا دورتموند وماينز، ويقودحاليا ليفربول منذ عام 2015 وقد استطاع أن يعيده إلى سابق مجده. فتحت قيادة كلوب فاز ليفربول بدوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي، للمرة الأولى بعد 30 عاما.

ومع دورتموند، فاز كلوب بلقب الدوري الألماني في 2011 وحقق الثنائية المحلية في 2012 ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في 2013. والطريقة المثيرة والعاطفية التي يتبعها كلوب يستقبلها اللاعبون والجماهير والمسؤولون بشكل جيد، ويمكن أن تحدث تغييرا في الصورة بالاتحاد الألماني.

وفي ظل الأزمة التي يعاني منها ليفربول، تمت مناقشة الرحيل المبكر للمدير الفني بعد فترة طويلة في إنجلترا. ولكن كلوب استبعد نفسه سريعا من تولي تدريب المنتخب الألماني، قائلا “بالفعل لدي وظيفة، مرتبطة بعقد مدته ثلاث سنوات مع ليفربول”.

*رالف رانجنيك “بروفيسور كرة القدم” سيكون متاحا أيضا. وقال مدرب لايبزيغ السابق لشبكة “سكاي” في منتصف شهر فبراير الماضي “من وجهة نظر لغوية بحتة، ألمانيا وإنجلترا فقط سيكونان موضع التساؤل. وهذا سيكون الخيار الأوضح للموسم الجديد”. وطالما أشار رانجنيك المدير الفني السابق لفريقي شالكه وهوفنهايم إلى أن الدوري الإنجليزي هو الوجهة التي يرغب فيها، ولكن ماذا لو استدعاه الاتحاد الألماني؟ في لايبزيغ، كان رانجنيك المسؤول الوحيد عن كل الشؤون الرياضية، ولكن سيكون هذا الأمر مختلفا في المنتخب الألماني في ظل تواجد أوليفر بيرهوف.

يواخيم لوف يقول إن خسارة فريقه أمام المنتخب الإسباني في دوري أمم أوروبا العام الماضي لم تكن سببا في اتخاذ قراره بالرحيل

 *هانزي فليك أصبح المدير الفني الناجح مع بايرن ميونخ، بعد أن صار بطلا للعالم في 2014 عندما كان يعمل كمساعد للوف. ومع بايرن ميونخ، حيث بدأ فليك مسيرته في النادي كمساعد لنيكو كوفاتش في 2019، فاز المدرب المجتهد بستة ألقاب في أقل من عام. وأكد فليك أنه يشعر براحة كبيرة في ميونخ، وأشار إلى أن عقده مستمر مع النادي حتى 2023. واستبعد فليك، الذي عمل كمدير رياضي في الاتحاد الألماني بعد انتهاء عمله كمساعد للمدرب، التكهنات التي زعمت وجود توتر في العلاقة بينه وبين حسن صالح حميديتش المدير الرياضي لبايرن. بالطبع كل هذا كان قبل أن يقرّر لوف علانية رحيله عن المنتخب عقب بطولة أمم أوروبا.

*ستيفان كونتز الفائز بلقب كأس أمم أوروبا مع المنتخب الألماني كلاعب في 1996، ويتولى حاليا تدريب المنتخب الألماني تحت 21 عاما. في 2017، قاد منتخب الشباب إلى الفوز بلقب بطولة أمم أوروبا في بولندا. يقال إن كونتز لديه علاقات قوية مع اللاعبين الصغار على وجه التحديد، كما أنه محل احترام بسبب خبرته الكبيرة التي اكتسبها من مسيرته الخاصة. تجاربه مع الأندية كانت أقل نجاحا، وبصفته رئيسا لمجلس إدارة ناديه السابق كايزر سلاوترن واجه عدة أزمات. ومؤخرا، انتقد كونتز بشدة جهود تطوير الشباب في كرة القدم الألمانية.

*ماركوس سورغ المدرب المساعد للوف حاليا، ترقيته ستكون الطريقة الكلاسيكية للاتحاد الألماني. سورغ على دراية كبيرة بالفريق، ولكنه جذب بالكاد انتباه عامة الناس. عمل سورغ لفترة قصيرة كمدير فني لفريق فرايبورغ، وفاز بلقب بطولة أمم أوروبا تحت 19 عاما مع المنتخب الألماني في 2014، وقبل بطولة أمم أوروبا 2016 في فرنسا، تمّت ترقيته لينضمّ إلى الجهاز الفني للوف.

*جوليان ناجلسمان المدير الفني لفريق لايبزيغ، قال إن “العمل في الاتحاد الألماني لكرة القدم غير وارد بالنسبة إليّ في هذه اللحظة”. لكن وسائل الإعلام لم تستبعد أن يتولى ناجلسمان، الذي أصبح أصغر مدير فني في الدوري الألماني عندما بدأ تدريب هوفنهايم، تدريب المنتخب الألماني خلفا للوف.

*توماس توخيل الذي خسر نهائي دوري أبطال أوروبا مع فريق باريس سان جرمان في الصيف الماضي أمام بايرن ميونخ، تولى تدريب تشيلسي مؤخرا. وقيل إنه واجه مشاكل شخصية مع المسؤولين في دورتموند خلال الفترة التي قضاها في النادي ولكنه يعدّ أحد أفضل المدربين في أوروبا.

قرار الرحيل

استطلاع حديث للرأي  يظهر أن حوالي ربع الشعب الألماني يريد أن يتولى يورغن كلوب، تدريب المنتخب الألماني الأول لكرة القدم

قال يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني إن خسارة فريقه أمام المنتخب الإسباني في دوري أمم أوروبا العام الماضي لم تكن سببا في اتخاد قراره بالرحيل عن المنتخب الألماني عقب نهاية بطولة أمم أوروبا التي ستقام هذا الصيف. وقال لوف في مؤتمر صحافي إنه يفضل منح خليفته المزيد من الوقت لإعداد الفريق لأمم أوروبا 2024 التي ستقام في ألمانيا.

وتابع لوف “بالفعل، العام الماضي وبغض النظر عن مباراة إسبانيا، اعتزمت التفكير بشأن الرحيل عن تدريب المنتخب، وتحديدا في شهري فبراير ومارس. تساءلت أين نقف؟ أين أقف أنا؟ ما الذي أريده؟”، وأضاف “توصلت في النهاية إلى أنه بعد أمم أوروبا سيكون الوقت قد حان للمضي قدما. إنه وقت التجديد، التغيير والحركة”. وبعد قضاء 15 عاما مديرا فنيا للمنتخب الألماني، سيتم إعفاء لوف، الفائز بكأس العالم 2014، من عقده الذي يستمر حتى مونديال 2022 عقب نهاية بطولة أمم أوروبا 2020 التي تأجلت لمدة عام بسبب وباء فايروس كورونا.

من جانبه أشاد يورغن كلينسمان، المدير الفني السابق للمنتخب الألماني لكرة القدم، بالتوقيت الذي اختاره مساعده السابق والمدير الفني الحالي للمانشافت لإعلان الاستقالة من منصبه. ووصف كلينسمان التوقيت الذي اختاره لوف لهذا القرار بأنه “جيد حقا”.

ورأى كلينسمان أن قرار لوف بالاستقالة من تدريب المنتخب الألماني بعد بطولة كأس الأمم الأوروبية في الصيف المقبل، نقل قدرا كبيرا من المسؤولية على عاتق الفريق “فالتركيز الكامل منصبّ بصورة فعلية حاليا على بطولة أوروبا”.

استطلاع حديث للرأي يظهر أن حوالي ربع الشعب الألماني يريد أن يتولى يورغن كلوب، تدريب المنتخب الألماني الأول لكرة القدم

يشار إلى أن كلينسمان كان قد اختار لوف في 2004 ليكون المدرب المساعد للمانشافت. ووصف كلينسمان عودة المنتخب الألماني للفوز بلقب أوروبا هذا الصيف بعد 25 عاما بأنه “هدف هائل”، وتابع أن لوف “أتاح مجالا لهذا وصار كل واحد يعرف أين يقف”، وقال إنه يمكن للجميع أن يتوجهوا “بكل قوة فعليا” نحو بطولة أوروبا. وكان كلينسمان نجم خط الهجوم هو قائد المنتخب الألماني في آخر مرة فاز فيها ببطولة كأس أوروبا عام 1996.

وأضاف كلينسمان أن انطباعه “إيجابي جدا جدا” لأن الفريق بقيادة مانويل نوير يمتلك “كل مقومات التميز الموجودة في العالم، فاللاعبون يتمتعون فعلا بالجودة التي تؤهلهم ليكونوا أبطال أوروبا”.

وأعرب كلينسمان عن أمله في أن يخوض لوف بعد راحة من تدريب المنتخب على مدار 15 عاما “مغامرات أخرى وألا ينسحب بالكامل، فهو ببساطة لديه ولع كبير للغاية بكرة القدم”. كان لوف قد أعلن في تصريحات خلال السنوات الماضية أنه يستبعد أن يكون له دور في الدوري الألماني بعد رحيله عن تدريب المنتخب.

استطلاع للرأي

صورة

أظهر استطلاع حديث للرأي أن حوالي ربع الشعب الألماني يريد أن يتولى يورغن كلوب، تدريب المنتخب الألماني الأول لكرة القدم عقب رحيل المدرب الحالي يواخيم لوف، الذي قرر مغادرة المنصب عقب ختام بطولة أمم أوروبا (يورو 2020) الصيف المقبل. وشارك 1618 شخصا في الاستطلاع الذي أجرته “يوجوف” وهي شركة دولية مختصة في بحوث الأسواق ومقرها المملكة المتحدة. وأكد 24 في المئة من المشاركين أن كلوب هو مرشحهم المفضل بينما اختار 9 في المئة هانزي فليك، المساعد السابق للوف والمدير الفني الحالي لبايرن ميونخ، لتولي المهمة.

وصوت 4 في المئة من المشاركين لصالح إسناد المهمة إلى ستيفان كونتز، مدرب فريق الشباب تحت 21 عاما، بينما ذهبت أصوات 3 في المئة من المشاركين إلى جوليان ناجلسمان، مدرب لايبزيغ مقابل اثنين بالمئة ممّن صوتوا لصالح توماس توخيل مدرب تشيلسي. ولم يكشف حوالي نصف المشاركين في الاستطلاع عن خياراتهم في ما يتعلق بمدرب المنتخب الوطني، وصوت 1 في المئة فقط لصالح الاستعانة بمدرب أجنبي، بينما رأى 6 في المئة من المشاركين أنه من الأفضل التعاقد مع مدرب ألماني أخر.

وأكد كلوب أكثر من مرة عقب قرار لوف بالرحيل، أنه غير متاح لتولي تدريب المنتخب الألماني نظرا إلى أن عقده مع ليفربول الإنجليزي يمتد حتى 2024. ورجح كلوب أن يتولى رالف رانجنيك المسؤولية، وقال لشبكة “سكاي” الأربعاء “بالنسبة إليّ سيكون هو الحل الأول”. ورحب أغلب المشاركين في الاستطلاع بقرار رحيل لوف، وأشار 37 في المئة منهم إلى أنه قرار جيد، فيما رأى 19 في المئة من المشاركين أن لوف كان ينبغي أن يرحل منذ فترة طويلة. وأوضح 9 في المئة من المشاركين في الاستطلاع فقط أن لوف كان ينبغي أن يبقى في منصبه حتى نهاية عقده، إثر نهاية كأس العالم 2022 في قطر، بينما لم يكشف 35 في المئة من المشاركين عن رؤيتهم الشخصية في المسألة.

22