فولكسفاغن تتحدى تسلا بمشروع ترينتي

الشركة الألمانية تتأهب لابتكار مركبة ذاتية القيادة من المستوى الرابع.
الأربعاء 2021/03/10
قمة الفخامة

تبذل مجموعة فولكسفاغن الألمانية جهودا لإزاحة عمالقة صناعة المركبات الكهربائية وفي مقدمتهم تسلا الأميركية من طريقها بعد أن قدمت لمحة عن مشروع ترينتي الواعد، والذي يتوقع كثيرون أن تكون ثماره مهمة في سوق يتزايد الاهتمام بها من قبل المنافسين وخاصة الشركات الناشئة.

فولفوسبورغ (ألمانيا) – يسعى أغلب المصنعين إلى إحداث صدع في أركان تسلا بعد أن أشعلت العلامة التجارية الكهربائية بالكامل التي يقودها إيلون ماسك عالم السيارات طيلة العقد الماضي، ولا تزال الشركة الأميركية تقدم نماذج صديقة للبيئة بأداء مميز ومدى شحن أفضل من المنافسين.

لكن هذا لم يمنع فولكسفاغن من خوض المعركة مع تسلا وجها لوجه، وهذه المرة عبر مشروع ترينتي، فبعد التركيز على السيارات الكهربائية للسوق الشاملة، تحولت أنظار المجموعة الألمانية إلى ابتكار سيارة كهربائية عالية الجودة وبمواصفات تبدو استثنائية في كل شيء.

رالف براندستاتر: سيارة أحلامنا البرمجية نقطة مهمة تبلور إستراتيجيتنا
رالف براندستاتر: سيارة أحلامنا البرمجية نقطة مهمة تبلور إستراتيجيتنا

وبهدف الإطاحة بالشركة الأميركية من على عرش السيارات الكهربائية الفارهة، كثفت فولكسفاغن تحركاتها وخاصة بعد توجيه بوصلتها إلى الصين في مسعى لتحويلها إلى قاعدة لغزو طرقات العالم مستقبلا.

وأعلنت فولكسفاغن عن مشروعها الجديد ببعض الادعاءات الواعدة، حيث سينتج مشروع ترينتي سيارة سيدان ذات نطاق مرتفع وبأوقات شحن قصيرة للغاية، وإنتاج ثوري، وما يعنيه كل هذا بالطبع لا يزال غير واضح تماما، لكنه يترك مجالًا لكثير من التكهنات.

وأشار موقع “موتور تريند” إلى أنه بتسليط الضوء مرة أخرى على “الكرة البلورية” لصناعة السيارات التي غالبا ما تكون معيبة، فإن السيارة الكهربائية الوحيدة التي يمكن للأميركيين شراؤها من فولكسفاغن في الوقت الحالي هي آي.دي 4 مع وجود شاحن بقدرة 125 كيلووات في متناول اليد.

وقال الرئيس التنفيذي لعلامة فولكسفاغن رالف براندستاتر إن “السيارة الجديدة تعتبر نقطة تبلور بشأن إستراتيجيتنا المسماة ‘أكسيليريت’، وهي سيارة أحلامنا البرمجية”.

وقدمت فولكسفاغن من خلال الصورة المعاينة التصميمية الأولى لمشروع بناء سيارة السيدان العاملة بالكهرباء التي من المتوقع أن تضع معايير جديدة من حيث المدى وسرعة الشحن والرقمنة بالإضافة إلى القدرة على القيادة بأتمتة عالية ضمن المستوى الرابع.

وتجمع السيارة القادمة ثلاثة معايير أساسية، وهي منصة إلكترونية مطورة حديثا مع أحدث البرامج، وتبسيط هيكل التوريد، والإنتاج الذكي المتصل بالشبكة بالكامل في المصنع الرئيسي في مدينة فولفسبورغ.

ومع ذلك فإنه من غير الواضح كيف سيبدو مشروع ترينتي، فقد تكهن خبراء القطاع أن يكون نسخة من فولكسفاغن لاندجيت، وهو مشروع تم الإعلان عنه مسبقًا لتطوير مركبات صديقة للبيئة متطورة لكل من أودي وبنتلي وبورش.

ويستطيع مالكو نموذج فولكسفاغن شحن بطارية السيارة الرياضية الكهربائية متعددة الاستخدامات من 5 في المئة إلى 80 في المئة في حوالي 40 دقيقة، ويبدو هذا جيدا. لكن عند المقارنة مع شاحن تسلا، فإن شاحن المجموعة الألمانية سيخسر.

ويمكن لشاحن تسلا موديل أس الحالي عند توصيله بمحطة الشحن “في 3″، شحن ما يصل إلى 250 كيلووات، وهذا يعني أن سيارة تسلا يمكنها أن تستهلك الكثير من الكهرباء بسرعة أكبر مما يمكن لسيارة آي.دي 4 في الوقت الحالي.

Thumbnail

ومن المحتمل أن يتغير ذلك في المستقبل القريب، وليس بالنسبة إلى السيدان التي حددت فولكسفاغن إنتاجها في 2026 ضمن مشروع ترينتي. ومع ذلك يمكن الافتراض أن السيارة الجديدة بغض النظر عن تسمية المجموعة الألمانية لها ستدعم شيئا من الشحن عند حدود 250 كيلووات.

وعندما يتعلق الأمر بالنطاق، فإن 250 ميلا هي أقصى ما يمكنك الحصول عليه من آي.دي 4، فيما تتميز سيارة تسلا موديل أس المنقوشة التي تم الإعلان عنها مؤخرًا بأكثر من 500 ميل من المدى قبل إعادة شحن البطارية.

ويمكن أن يصل الموديل واي المتقاطع الأكثر تكافؤًا إلى 326 ميلا بين محطات الشحن وهذه طريقة أكثر مما هو ضروري للركاب العاديين، ولن يتم استخدامها بالكامل إلا في الرحلات الطويلة، أما موديل أس على سبيل المثال فيحمل طاقة كافية للانتقال من لوس أنجلس إلى لاس فيغاس والعودة بشحنة واحدة.

وإذا تمكن مشروع ترينتي من العثور على “نطاق مرتفع” بالفعل، فمن المتوقع أن يبدأ نطاق القيادة الذاتية عند المستوى الرابع، لكن فولكسفاغن قالت إن سيارتها السيدان القادمة ستدعم المستوى الثاني للقيادة الذاتية عند الإطلاق، ومع ذلك ستكون جاهزة من وجهة نظر الأجهزة والبرمجيات في المستوى الرابع.

وعلى الرغم من أن القيادة الذاتية في تسلا هي أحد الأشياء الرائدة في الصناعة، فإن السائقين لا يزالون بحاجة إلى البقاء في حالة تأهب بينما تتعامل السيارة مع التسارع والفرملة وبعض التغييرات مثل السير على الطريق السريع.

وحتى الآن، فإنه بالنسبة إلى العديد من المستهلكين، تُعتبر السيارات الكهربائية التي تتمتع بقدر أكبر من الاستقلالية الذاتي منتجا فاخرا باهظ الثمن وغير عملي بسبب عدم وجود شبكة شحن.

ولكن يبدو أن لدى فولكسفاغن قناعة راسخة بأن النموذج الكهربائي الجديد الذي ستصنعه مهم من الناحية الإستراتيجية بالنسبة إلى مستقبلها، كما كانت السيارتان بيتل وغولف مهمتين بالنسبة إليها في الماضي عندما كان الصراع على أشده.

Thumbnail
17