عودة التلاميذ إلى مدارس إنجلترا تختبر جهود مكافحة كورونا

الحكومة ستخفف من القيود المفروضة على التجمعات واللقاءات الاجتماعية خارج المنازل في 29 مارس الجاري.
الثلاثاء 2021/03/09
تفاؤل حذر

لندن – عاد التلاميذ إلى مدارسهم في إنجلترا الاثنين للمرة الأولى منذ يناير الفارط، فيما بدأت الحكومة بتخفيف القيود الصارمة بفضل حملة تحصين شاملة ضد فايروس كورونا المستجد.

وطوال فترة الإغلاق الأخيرة التي فرضت منذ بداية العام الجديد، بقيت المدارس مفتوحة أمام التلاميذ من أبناء الموظفين العاملين في قطاعات رئيسية. لكن جميع الأطفال الآخرين بقوا في منازلهم ما تسبب في مشكلة للأهالي العاملين ومخاوف بشأن تأثير ذلك على دراستهم.

وعاد التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و11 عاما إلى مقاعد الدراسة الاثنين، مع عودة تدريجية خلال الأسبوع المقبل لتلاميذ المدارس الثانوية الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و18 عاما.

بوريس جونسون: إعادة فتح المدارس تمثل جهدا وطنيا للتغلب على الفايروس
بوريس جونسون: إعادة فتح المدارس تمثل جهدا وطنيا للتغلب على الفايروس

وكانت الحكومة قادرة على التخطيط للتخفيف من التدابير التقييدية لكبح انتشار كوفيد – 19 فيما تلقى حوالي 23 مليون شخص في بريطانيا الجرعة الأولى من اللقاح على الأقل، ما ساعد على خفض عدد الإصابات والتخفيف من الضغط على المستشفيات.

ووضع رئيس الوزراء بوريس جونسون خطة لرفع قيود البقاء في المنزل بإنجلترا، على أمل ألّا يؤدي اتباع نهج حذر إلى زيادة جديدة في عدد الإصابات من شأنها أن تفرض إغلاقا جديدا.

وسجّلت بريطانيا أكثر من 123 ألف وفاة بكوفيد – 19، وهي تعتمد على حملة التطعيم الشاملة للتخفيف من القيود التي قد تُرفع كليا في وقت مبكر من يونيو القادم.

وفي إطار خطة أخرى لإعادة فتح البلاد، قالت الحكومة إنها ستخفف من القيود المفروضة على التجمعات واللقاءات الاجتماعية خارج المنازل في 29 مارس الجاري مع إعادة فتح متاجر التجزئة غير الأساسية اعتبارا من 12 أبريل المقبل.

وعاد تلاميذ المدارس إلى الفصول الدراسية بعد عطلة عيد الميلاد لكن أعيدوا إلى منازلهم مرة أخرى بعد يوم واحد فقط من أجل السيطرة على نسخة متحوّرة من فايروس كورونا أكثر فتكا من النسخة الأصلية.

وقال جونسون في وقت سابق “تمثل إعادة فتح المدارس جهدا وطنيا حقيقيا للتغلب على هذا الفايروس”.

وأضاف “بفضل عزيمة كل شخص في هذا البلد، يمكننا أن نبدأ الاقتراب أكثر من العودة إلى الحياة الطبيعية، ومن المنطقي أن تكون إعادة شبابنا إلى الفصول الدراسية هي الخطوة الأولى”.

وسيخضع التلاميذ العائدون إلى المدارس لاختبارات منتظمة للحدّ من انتشار العدوى فيما سيتعين على التلاميذ الأكبر سنا وضع الكمامات داخل الصفوف حتى أبريل القادم.

وكُشف عن خطة مختلفة للعودة المدرسية في أسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية حيث تتمتع الحكومات المفوضة بسلطات على سياسة التعليم.

وفي أسكتلندا، عاد التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و7 سنوات الشهر الماضي إلى المدارس ومن المقرر أن يحذو حذوهم التلاميذ الأكبر سنا بدوام جزئي اعتبارا من 15 مارس الجاري.

وتم تحديد جدول زمني مماثل في ويلز بدءا بالتلاميذ الذين يستعدون للامتحانات، في التاريخ نفسه.

عودة حذرة
عودة وترقب

وعاد كذلك التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و8 سنوات في أيرلندا الشمالية إلى صفوف الدراسة الاثنين، ومن المقرر أن تكون عودة تلاميذ المرحلة الثانوية الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاما في 22 مارس الجاري. ويتعين على الباقين الانتظار حتى أبريل المقبل.

وقال وزير التعليم غافين وليامسون إن العودة إلى المدرسة “ستكون بمثابة لحظة ابتهاج للملايين” ومن المهم أن يكون التلاميذ في الفصل “ليس فقط من أجل دراستهم بل أيضا من أجل صحتهم العقلية ورفاههم”.

ورحّب الأهالي أيضا بعودة أولادهم إلى المدارس بعد شهرين شاقين من التعلّم من المنزل ومحاولتهم التوفيق بين تدريس أطفالهم والعمل خلال فترة الإغلاق.

وقالت ليزا تايلر (41 عاما) من نورثهامبتونشير (وسط إنجلترا) إن عودة ابنتيها اللتين تبلغان ست سنوات وعشرة أعوام إلى المدرسة ستعطيها “أكبر ارتياح”.

وأوضحت أن محاولتها الإشراف على التعليم المنزلي وهي تعمل كمديرة جامعية كانت صعبة خصوصا على ابنتها الصغرى. 

5