التصعيد الحوثي ضدّ السعودية يسابق الجهود الأميركية لوقف إطلاق النار

الرياض - تسعى جماعة الحوثي المتمرّدة في اليمن، مع ظهور مؤشرات على قرب إطلاق مسار سلام في البلد مدعوم دوليا وأمميا، إلى الإبقاء على مستوى مرتفع من التصعيد، سواء تعلّق الأمر بالحرب داخل البلاد أو بهجمات الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية على الأراضي السعودية.
ويربط متابعون للشأن اليمني سلوك الحوثيين بتكتيك سياسي يقوم على محاولة تقديم أنفسهم كطرف قوي في المعادلة أملا في فرض رؤاهم خلال أي محادثات سلام قد تقود إليها الجهود والاتصالات التي تقوم بها في الوقت الحالي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مع بلدان من الإقليم ومع الحوثيين أنفسهم.
وأصبح جزء من الجهد الحربي للحوثيين موجّها صوب السعودية لتكريس منظورهم الذي يقوم على اعتبار المملكة طرفا رئيسيا في الحرب وأنّ التفاوض معها أولى من التفاوض مع حكومة الرئيس عبدربّه منصور هادي التي تدعمها الرّياض.
وفي هذا الإطار يأتي تكثيف جماعة الحوثي هجماتها بالطائرات المسيرة المفخّخة والصواريخ الباليستية على المناطق السعودية.
وأعلن التحالف العربي بقيادة السعودية، الجمعة، عن اعتراضه ست طائرات مسيّرة مفخخة كانت تستهدف مواقع في المملكة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية نقلا عن بيانات أصدرها التحالف أن الحوثيين أطلقوا الطائرات المسيرة الست باتجاه خميس مشيط قرب الحدود مع اليمن بدءا من فجر الجمعة.
وعلى الطرف المقابل قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع على تويتر إنه تم إطلاق ثلاث طائرات مسيرة فجرا وخمس طائرات ظهرا. وأضاف أن هذه الطائرات أصابت مطار أبها الدولي وقاعدة الملك خالد الجوية في منطقة خميس مشيط.
جاء ذلك بعد أن أعلنت قوات جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران، الخميس، أنها أطلقت صاروخا وأصابت منشأة تابعة لشركة أرامكو السعودية في مدينة جدة المطلّة على البحر الأحمر.
وجدّدت الولايات المتحدة والأمم المتحدة مساعي السلام مع احتدام القتال أيضا في محافظة مأرب الغنية بالغاز.
وكشف مصدران وصفا بالمطّلعين، الأربعاء، عن عقد مسؤولين أميركيين كبار أول اجتماع مباشر مع ممثلين عن جماعة الحوثي في سلطنة عمان.
وأوضح المصدران اللذان نقلت عنهما وكالة رويترز أنّ المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ التقى كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبدالسلام في مسقط وحثّه على أن تبادر جماعته بوقف هجومها على مأرب والدخول بجدية في محادثات مع السعودية بشأن وقف إطلاق النار.