زيادة عدد قوات الناتو تثير ريبة حلفاء إيران في العراق

بغداد - أثار إعلان حلف شمال الأطلسي عن قراره برفع عدد قواته في العراق حالة من عدم الارتياح داخل معسكر الموالاة لإيران في العراق، كون القرار في نظر عدد من قادة الأحزاب والميليشيات الشيعية المشكّلة لذلك المعسكر يمكن أن يستخدم غطاء للإبقاء على القوات الأميركية التي يطالب هؤلاء برحيلها، بينما ترى قوى سياسية عراقية أخرى أنّ وجودها في البلاد ما يزال ضروريا للمساعدة في التصدّي لفلول تنظيم داعش التي سجّلت مؤخّرا عودة لافتة للنشاط.
وأعلن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ رفع عدد قوات الحلف في العراق من بضع مئات إلى بضعة آلاف. وأوضح خلال مؤتمر صحافي افتراضي عقب انتهاء اجتماع وزاري للحلف ناقش قضايا مختلفة أبرزها تواجد القوات في أفغانستان والعراق، أن الناتو سيرفع عدد قوات بعثته التدريبية في العراق من 500 فرد إلى حوالي 4 آلاف فرد.
وأضاف “قررنا توسيع المهمة التدريبية للناتو في العراق لدعم القوات العراقية في محاربة الإرهاب وضمان عدم عودة تنظيم داعش الإرهابي”.
ومنذ مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني والقائد الميداني لميليشيات الحشد الشعبي أبومهدي المهندس في غارة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع العام الماضي، ضغطت القوى الشيعية العراقية بقوّة باتجاه إخراج القوات الأميركية من الأراضي العراقية، واستخدمت كتلها البرلمانية في إصدار قرار ملزم للحكومة بإخراج تلك القوات. لكن جميع القوى السياسية العراقية لا تتفق مع الكتل الشيعية بشأن موضوع التواجد العسكري الأجنبي في البلاد.
وتعبّر قوى سنّية وكردية صراحة عن معارضتها للقرار البرلماني الذي تقول إنّها لم تشارك في صياغته وإصداره. وهي تنطلق في موقفها ذاك من اعتبار إخراج القوات الأميركية من العراق انتصارا لمعسكر الموالاة لإيران وعاملا مساعدا له على مزيد التغوّل والهيمنة على القرار السياسي والأمني.
وقال سيروان البارزاني قائد البيشمركة الكردية إنّ حاجة العراق ما تزال قائمة لمساعدة التحالف الدولي ضدّ داعش بقيادة الولايات المتّحدة، محذّرا من أن الآلاف من عناصر الدولة الإسلامية بصدد الإعداد لشن موجة جديدة من الهجمات.
وعلى الطرف المقابل اعتبر عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية بدر الزيادي، الجمعة، أن قرار حلف الناتو بزيادة عدد قواته في العراق “مخالف لإرادة الشعب العراقي”، مؤكّدا عدم التراجع عن قرار إخراج القوات الأجنبية من البلاد.
كما وصف النائب عن تحالف سائرون المدعوم من رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر استخدام السفارة الأميركية للدفاعات الجوية في بغداد بـ”الأمر المستنكر والخرق الواضح للسيادة العراقية”، مضيفا لموقع السومرية الإخباري أنّ “تصرف السفارة يجعل منها وحدة عسكرية وليست مجرد سفارة”.
ووصف المحلل السياسي عباس العرداوي قوات حلف الناتو بأنها “وجه آخر للقوات الأميركية واحتلالها للعراق”، قائلا “إن تلك القوات تعمل تحت ظل القيادة الأميركية”.
وأضاف المحلّل المعروف بطروحاته المتطابقة مع طروحات القوى الشيعية العراقية الموالية لإيران أنّ “الولايات المتّحدة بعد أن ضاق الخناق عليها.. أخذت تبحث عن باب آخر يؤمّن وجودها بالعراق”.