التصعيد التركي في بحر إيجة يغضب اليونان

أنقرة- أعادت تركيا أجواء التوتّر والتصعيد إلى بحر إيجة، بعد أن أعلنت البحرية التركية في بيان على موقعها الإلكتروني أن سفينة المسح “تشيشمي” ستجري دراسات بحرية حتى الثاني من مارس في منطقة بين جزيرتي ليمنوس وسكيروس اليونانيتين، ما أثار حفيظة أثينا.
وقالت اليونان الخميس إنها أبلغت تركيا احتجاجها على إرسال سفينة أبحاث إلى بحر إيجة ووصفت ذلك بأنه تحرك “غير ضروري”، وذلك في وقت يسعى فيه البلدان العضوان في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لاستئناف المحادثات بشأن خلاف بحري طال أمده.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية خريستوس تارانتيليس “هذا تحرك غير ضروري لا يساعد في خلق مشاعر إيجابية”. وذكر مسؤولون بالحكومة أن وزارة الخارجية قدمت شكوى شفهية لتركيا.
وكانت تركيا واليونان قد عقدتا الشهر الماضي محادثات استكشافية، كانت الأولى منذ عام 2016، لبحث الوضع في بحر إيجة وشرق البحر المتوسط، وسط ترحيب أميركي أوروبي.
ووفقا لمسؤولين أتراك، لن يكون للمسوحات الهيدروغرافية المقبلة التي ستجريها سفينة تشيشمي التركية تأثير سلبي على المحادثات الاستكشافية بين أنقرة وأثينا. ويقول مسؤولون في أنقرة إن عمليات المسح ستجرى في المياه الدولية في بحر إيجة. ويضيفون أنهم سيقتصرون على سطح البحر لأن السفينة لن تضع كابلاتها في قاع البحر.
وأجرت تشيشمي مسوحات هيدروغرافية في نفس المنطقة في عام 2018 تحت المراقبة الدقيقة لسفن البحرية اليونانية. ويقول المحللون إن نافتكس التركية جاءت كمفاجأة حيث يفترض أن الجارتين من بحر إيجة تشاركان في جهود لتخفيف التوترات وتكثيف الاتصالات الدبلوماسية.
وتشهد منطقة شرق البحر المتوسط توترا إثر مواصلة تركيا اتخاذ خطوات أحادية بخصوص مناطق الصلاحية البحرية.
وبالتزامن مع ذلك، نقلت الأناضول عن السفير التركي لدى أثينا براق أوزغيرغين قوله إن العلاقات مع اليونان تمتلك أساسا متينا من القانون الدولي، مشيرا إلى ضرورة أن تتحلى بالصبر والصدق والتفاهم.
وأفاد أوزغيرغين أن تركيا تشارك بشكل فعال في المفاوضات التي بدأت منذ ستينات القرن الماضي، لإيجاد حل شامل لجزيرة قبرص. وأوضح أن “فشل المفاوضات ليس بسبب الافتقار للأفكار المعقولة أو عدم وجود أشخاص أكفاء لتقديم هذه الأفكار، لكن بسبب نقص الإرادة لدى الجانب الرومي”.
وحول المحادثات الاستكشافية بين البلدين، أوضح السفير التركي أن المفاوضات لم تقتصر على المحادثات الاستكشافية فقط، بل توجد قنوات مختلفة مثل المشاورات السياسية وتدابير بناء الثقة وآلية فض النزاع عبر حلف الناتو ومجالس التعاون رفيعة المستوى وآليات التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي الأخرى.