واشنطن تحث على كبح التدخل الإيراني قبل انتخابات العراق

نيويورك - أكدت الولايات المتحدة أن توفير مناخ مناسب لإجراء الانتخابات في العراق في أكتوبر 2021، يشمل مواجهة الفصائل المسلحة المدعومة من إيران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في البلاد، على غرار خلايا تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال ريتشارد ميلز القائم بأعمال سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في اجتماع لمجلس الأمن، إن أحد أبرز العوائق أمام تهيئة بيئة مواتية لإجراء انتخابات سلمية وشاملة وتمتاز بالمصداقية "هو وجود فصائل مسلحة ومتطرفين ومخربين".
وتابع ميلز "هذه الفصائل تضعف ثقة العراقيين في الحكومة وفي الانتخابات، إنهم يقتلون المواطنين ويحرمون العراق من المساعدات الاقتصادية والاستثمارات الأجنبية التي هو في أمس الحاجة إليها".
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تعهدت بأن تكون شريكا ثابتا، ويمكن الاعتماد عليه لدعم العراق.
وأضاف أن "من بين الأولويات القصوى للولايات المتحدة أن تسعى لمساعدة العراق على تأكيد سيادته في وجه أعدائه في الداخل والخارج، من خلال منع ظهور تنظيم الدولة الإسلامية مرة أخرى والعمل من أجل إرساء الاستقرار في العراق".
وتابع "يعني ذلك بالنسبة للولايات المتحدة دعم جهود العراق في إجراء انتخابات سلمية شاملة وذات مصداقية".
وأدى هجوم صاروخي استهدف القوات التي تقودها الولايات المتحدة بشمال العراق الاثنين إلى مقتل متعاقد مدني وإصابة جندي أميركي. وأعلنت جماعة، يقول مسؤولون عراقيون إن لها صلات بإيران، مسؤوليتها عن الهجوم.
وقالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض "ما زلنا نعمل من خلال التعاون مع شركائنا العراقيين لتحديد المسؤولية عن هذا الهجوم"، مشيرة إلى أن الإدارة "غاضبة" من هذا الهجوم.
واعتبرت مبعوثة الأمم المتحدة إلى العراق جانين هيريس بلاسشارت أن "محاولات طائشة كهذه لإذكاء التوترات تشكل تهديدات خطيرة لاستقرار العراق. إن التعاون الوثيق بين بغداد وأربيل لتقديم الجناة إلى العدالة يمثل الآن أهمية قصوى".
وتبنّت مجموعة تسمّي نفسها "سرايا أولياء الدم" الهجوم الصاروخي على أربيل.
لكنّ مسؤولين أمنيين صرحوا أن اسم هذه المجموعة مجرد "واجهة" لفصائل مسلّحة معروفة موالية لإيران تريد انسحاب القوات الأجنبية من العراق، على غرار "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق".
وأدانت إيران الهجوم الصاروخي على أربيل نافية أي ضلوع لها فيه.
وبدأ استهداف منشآت عسكرية ودبلوماسية غربية في العراق منذ خريف العام 2019 بالصواريخ، لكن معظم هذه الهجمات تركّز في العاصمة بغداد.
وأطلقت طهران فجر 8 يناير 2020 صواريخ على قاعدتي عين الأسد (غرب) وأربيل (شمال) حيث يتمركز عدد من الجنود الأميركيين في العراق، ردا على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني بضربة أميركية قرب مطار بغداد.
وتستهدف صواريخ بشكل متكرر السفارة الأميركية في العاصمة العراقية، فيما ينسب مسؤولون أميركيون وعراقيون هذه الهجمات إلى فصائل موالية لإيران.
في أكتوبر، هدّدت الولايات المتحدة بأنها ستغلق سفارتها في بغداد في حال استمرّت الهجمات الصاروخية، ما دفع الفصائل المتشددة إلى الموافقة على هدنة دائمة.
ومنذ أن أعلن العراق الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية في أواخر العام 2017، قلّص التحالف الدولي عديد قواته في العراق إلى ما دون 3500 عنصر، بينهم 2500 جندي أميركي.
وتتمركز غالبية القوات الأجنبية في المجمع العسكري في مطار أربيل بحسب مصدر في التحالف.