إينجه يعيد ترتيب أوراق المعارضة التركية

أنقرة - يفتح إعلان المرشح السابق للانتخابات الرئاسية محرم إينجه عن استقالته من حزب الشعب الجمهوري وإطلاقه حزبا جديدا، ترتيبات جديدة في المشهد السياسي التركي قبل انتخابات 2023، إلا أن الرئيس رجب طيب أردوغان يرى في ذلك انهيارا لأكبر أحزاب المعارضة.
وقال أردوغان إن حزب المعارضة الرئيسي في تركيا ينهار. وأضاف أنّ زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو يقود حزبه من خلال نهج “حكم الفرد” ونبذ المعارضين.
وفي الأشهر الأخيرة، كثّف إينجه الذي كان يمثل الجناح القومي من حزب الشعب الجمهوري، هجماته ضد الحزب معتبرا أنه لا يُدار بشكل ديمقراطي.
واتّهمه أيضا الاثنين “بعدم فهم” السياسية الخارجية لأنقرة المتعلقة بشرق المتوسط وليبيا وأذربيجان، حيث تتهم دول غربية عدة تركيا بالقيام بتحركات عدائية.
وعلى العكس مما ذهبت إليه استنتاجات أردوغان التي وصفها مراقبون بمحاولة تسجيل نقاط سياسية، يمثل إينجه السياسي المخضرم أبرز المنافسين للرئيس التركي في الانتخابات القادمة والأقدر على هزيمته رغم انشقاقه.
وخسر إينجه انتخابات 2018 بحصوله على أكثر من 30 في المئة من أصوات الناخبين مقابل حصول أردوغان على أكثر من 52 في المئة.
ولا يستبعد مراقبون اصطفاف عدد كبير من الناخبين من مختلف الحساسيات السياسية خلف إينجه إذا ما ترشح للانتخابات الرئاسية القادمة المزمع إجراؤها في 2023، بعد أن أظهرت انتخابات 2018 أنه منافس حقيقي لأردوغان.
ويرجح سياسيون أتراك أن ينكب إينجه قبل ثلاث سنوات على الانتخابات الرئاسية القادمة على استقطاب جزء من الأتراك المتديّنين الغاضبين من سياسات أردوغان،
خاصة وقد عرف عن الرجل تعهده بعدم إدخال السياسة إلى المساجد والثكنات والمدارس في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية، مؤكدا أنه ليس لديه أي تحفظ على المتدينين، وأن على الأسر تثقيف أبنائها دينيا، ولكن يجب إبعاد السياسة عن الجيش والمساجد والجامعات.
وإذا ما تمكن إينجه، وفق ما هو متوقع، من بلوغ الدور الثاني للرئاسيات القادمة كما فعل في 2018، فإن حزب الشعوب الديمقراطي سيكون على موعد في الاصطفاف خلفه ودعمه رغم الخلافات، فكلا الحزبين يشتركان في الهدف رغم اختلاف الطرق.
ويرى محللون أن تأسيس حزب جديد في خضم حالة الوهن التي يعيشها حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم، يعتبر تطورا مهمّا في ساحة سياسية مضطربة ومزدحمة بالأحزاب المعارضة للرئيس أردوغان.
وسينضم الحزب الوليد المنتظر إلى أحزاب أخرى ناشئة لعل أهمها حزب المستقبل لأحمد داود أغلو رئيس الوزراء التركي السابق الذي انشق عن حزب العدالة والتنمية وأيضا حزب العلاج الذي أسسه الوزير السابق علي باباجان في نفس الفترة تقريبا.
وكل هذه الأحزاب ترفع شعارا واحدا تقريبا وهو العمل على عزل الرئيس الحالي الذي يعكف حزبه وحليفه الحركة القومية على إعداد دستور جديد على المقاس يؤبد حكم الفرد الواحد في تركيا.
ومن المتوقع على نطاق واسع قبل الانتخابات الرئاسية أن تتشكل تحالفات حزبية لتشكيل جبهة أو جبهتين لخوض الاستحقاق الرئاسي والتشريعي في مواجهة حزب العدالة والتنمية الذي يبدو أضعف بكثير مما كان عليه.