كورونا يوصد أبواب الحانات التاريخية في أكسفورد

الإغلاق العام المفروض يهدّد استمرارية العمل بمعظم حانات المدينة الجامعية الشهيرة.
الأحد 2021/02/07
لا يمكننا الاستمرار

أكسفورد (بريطانيا) - تواجه الحانات التاريخية في أكسفورد خطرا وجوديا بسبب “التبعات المدمّرة” للأزمة الصحية، التي أرغمت الكثير من هذه المواقع على إغلاق أبوابها بعدما صمدت لقرون وشكّلت جزءا من ذاكرة المنطقة.

وتعج هذه المواقع في المدينة الجامعية الشهيرة في إنجلترا في الظروف العادية، بالطلبة والسكان المحليين والسياح.

لكن منذ بدء جائحة فايروس كورونا في مارس الماضي، تخضع الحانات لسلسلة من القيود تتبدل باستمرار. وبسبب الإغلاق العام المفروض حتى مارس المقبل على الأقل، لا تستطيع الحانات سوى تقديم أطباق لتناولها خارج الموقع.

وفي يناير الماضي، اضطرت سانت جونز كولدج، إحدى كليات أكسفورد، إلى التخلي عن حانة “لامب أند فلاغ” الشهيرة العائدة إلى القرن السادس عشر، بعدما باتت غير قابلة للحياة من الناحية المالية. كما أن تصنيفها كجمعية لا يتيح لها إدارة شركة متعثرة ماليا.

وأغلقت في الجانب الآخر من الحي، حانة “إيغل أند تشايلد” أبوابها نهائيا، وستُحوّل إلى فندق بعدما استضافت في الماضي نادي “إينكلينغ” الأدبي، الذي كان ينتمي إليه الكاتبان الشهيران جون رونالد تولكين وسي. إس. لويس.

وقال باز بوتشر الذي يدير حانة “وايت هارت” في ويثام قرب أكسفورد “أعرف مالكي حانات كثيرة قرروا التوقف عن العمل، لا يمكننا الاستمرار”.

وأوضح ديف ريتشاردسون الناطق باسم جمعية للمستهلكين المحليين أن “بعض عمليات الإغلاق حتمية”، لافتا إلى أن هذا المصير سيطاول خصوصا الحانات الصغيرة ذات الطابع “التقليدي للغاية” والتي تتخلى عنها الشبكات الكبرى أوّلا.

ويتركز عمل هذه المؤسسات خصوصا على بيع المشروبات، لذا فإنها تخضع لقيود أكثر تشددا مقارنة مع المطاعم العادية.

وأكدت جاكلين بافيتيس التي تملك حانة “وايت هورس” منذ 15 عاما أن كوفيد – 19 كان “مدمّرا تماما”، مبدية خشيتها من أن تأتي الجائحة نهائيا على بعض الحانات “خصوصا المستقلة منها”.

وشهدت هذه الحانة العائدة إلى القرن السادس عشر، بديكورها الخشبي وتماثيلها النصفية الشهيرة لأباطرة تصوير أفلام ومسلسلات. لكن جميع موظفيها حاليا في بطالة تقنية.

ومع خفض قيمة الإيجار ومساعدة من السلطات المحلية بقيمة 25 ألف جنيه إسترليني (34340 دولارا)، تقول بافيتيس “نستطيع البقاء على قيد الحياة”، وتضيف “مع أن الأمر محبط، لكني أفضل الاستمرار في الإغلاق على التسرع في إعادة الفتح”.

وأشارت إلى أن “الحانات هي المكان الأنسب للتحدث والتقارب مع الآخرين والمجادلة وتبادل الصراخ والاستماع والضحك… وهذا كلّه يوزّع فعلا الرذاذ في كل مكان”.

وبفضل قروض ومساعدات حكومية، صمدت هذه الحانة المشيدة بالحجر الأحمر التي لا تقدم سوى أطباق نباتية وتضم بين زبائنها مغني فرقة “راديوهيد” توم يورك، وصاحبها ليس “مذعورا بعد حيال فكرة الإفلاس”.

لكنه يتوقع “خسائر لا يستهان بها” لأصحاب الحانات في أكسفورد التي ستبقى مغلفة حتى مايو المقبل، قائلا “إن المواقع التي تقدم المشروبات حصرا من دون الطعام تلقت ضربة قاضية”.

وتحوّلت حانة “وايت هارت” في ويثام من أجل البقاء، إلى خدمات توصيل الطعام.

وشدد بوتشر على أنه “متعاطف تماما مع الحانات التي لا تقدم سوى المشروبات”، فمنذ بدء الجائحة، وهو يسعى إلى تكييف مؤسسته مع مستلزمات المرحلة.

وفي الصيف الماضي، أقام في الحديقة فقاعات بلاستيكية شفافة ليتمكن زوار الموقع من تناول الطعام من دون التعرض لمخاطر الطقس أو الفايروس.

غير أن إغلاق الحانات بعد عيد الميلاد خلّف فائضا كبيرا من الطعام والمشروب في الحانة توازي قيمته الآلاف من الجنيهات الإسترلينية.

ورغم المساعدات والقروض الحكومية، بات بوتشر مدينا بـ”أكثر من 137 ألف دولار”، وهو “أمر مريع للكثير من الناس”.

24