أصغر حرباء في العالم بحجم حبّة فول سوداني

أنتاناناريفو - عثر العلماء في شمال مدغشقر على ما يعتقدون أنه أصغر الزواحف على وجه الأرض، وهو نوع من أنواع الحرباء بحجم حبّة الفول السوداني.
فقد اكتشف فريق من الباحثين من ألمانيا ومدغشقر سحليتين صغيرتين، وحذروا من أن التدمير المستمر للغابات في شمال مدغشقر يهدد بقاءها.
وتتمتع الحرباء فائقة الصغر والتي يطلق عليها اسم “بروكيسيا نانا”بنفس ملامح أبناء فصيلتها الأكبر في جميع أنحاء العالم.
وقال فرانك جلاو أمين قسم علم الزواحف في مجموعة ولاية بافاريا لعلم الحيوان، “اكتشفناها في جبال شمال مدغشقر”، موضحا أن بعثة مشتركة لعلماء من ألمانيا ومدغشقر لم يعرفوا في البداية إذا ما كانت العيّنتان اللتان تم العثور عليهما -أنثى وذكر- بالغين.
وأضاف “اكتشفنا أن الأنثى لديها بويضات في جسدها، وأن الذكر لديه أعضاء تناسلية كبيرة، لذلك كان من الواضح أنهما بالغين”.
ولفت جلاو وزملاؤه في دورية “ساينتفك ريبورتس” إلى أنه تبين أن الأعضاء التناسلية كبيرة بشكل استثنائي، تمثل ما يقرب من 20 في المئة من حجم الجسم.
وكان جسم الذكر بحجم حبة الفول السوداني، يبلغ طوله 13.5 ملم (نصف بوصة)، مع إضافة الذيل تسعة ملّيمترات أخرى. وعلى النقيض من ذلك، يبلغ قياس الأنثى 29 ملّيمترا من أنفها إلى طرف ذيلها.
ولم يعثر فريق الباحثين على عينات أخرى على الرغم من الجهود الكثيفة، فقد ظل الزوجان يمثلان العينات الوحيدة من الأنواع التي تم العثور عليها حتى الآن.
وتشتهر الجزر التي كانت مرتبطة منذ فترة طويلة بالقارات المجاورة بنسخ مصغرة من الحيوانات، وهي ظاهرة تُعرف باسم “تقزم الجزيرة”.
وقال المؤلف المشارك أندولالاو راكوتوريسون من جامعة أنتاناناريفو في مدغشقر “هناك العديد من الفقاريات شديدة الصغر في مدغشقر، بما في ذلك بعض أصغر الضفادع في العالم”.
وخلص الباحثون إلى أن “تأثير الجزيرة” لا ينطبق على بروكيسيا نانا، التي تعيش حصريا في المناطق الجبلية على ارتفاع 1300 متر (4200 قدم) فوق مستوى سطح البحر.
وأضاف جلاو “ليس لدينا تفسير جيد لسبب صغر حجم هذه الأنواع”.
وأوصى العلماء في تقريرهم بأن تسجل الحرباء في قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، من أجل حمايتها وحماية بيئتها الطبيعية.
وتابع جلاو “تدمير الموائل هو أكبر تهديد للبرمائيات والزواحف في مدغشقر، ربما في المستقبل سيكون تغير المناخ، ولكن الآن هو إزالة الغابات”.
ومنذ منتصف القرن العشرين، فقدت مدغشقر حوالي 45 في المئة من غطاء غاباتها.
نانا وحرباء صغيرة أخرى اكتشفها جلاو وزملاؤه على جزيرة صغيرة قبالة سواحل مدغشقر معرضة للخطر بشكل خاص، لأن موقع وجودها صغير جدا. وأوضح جلاو أن بروكسيا ميكرا تتواجد في مساحة لا تتعدى كيلومترين مربعين.
تقع مدغشقر في “نقطة ساخنة للتنوع البيولوجي”، وتشمل خمسة في المئة من الأنواع النباتية والحيوانية الفريدة في العالم.