كورونا يغيّب السياسي المخضرم و"صانع الرؤساء" في لبنان ميشال المر

رئيس السنّ في البرلمان اللبناني تقلد العديد من المناصب في حكومات كثيرة طيلة ستة عقود.
الأحد 2021/01/31
علامة فارقة في الحياة السياسية اللبنانية

بيروت - توفي النائب في البرلمان اللبناني ميشال المر الأحد عن عمر ناهز الـ89 عاما جراء مضاعفات صحية، إثر إصابته بفايروس كورونا.

والمر، سياسي لبناني عريق، ولد عام 1932، ولعب دورا بارزا في الحياة السياسية اللبنانية في مختلف الحقبات التي مر بها لبنان، حيث كان نائبا في العديد من الدورات الانتخابية. كما عين وزيرا في حكومات كثيرة ووصل إلى منصبي نائب رئيس الحكومة ونائب رئيس مجلس النواب، كما أن البعض لقبه بـ"صانع الرؤساء" لمساهمته في وصول العديد منهم إلى سدة الرئاسة الأولى.

ودرس المر في مدرسة الآباء اليسوعيين، ثم في جامعة القديس يوسف ونال منها العام 1955 شهادة في الهندسة المدنية، وسافر بعد تخرجه إلى عدد من دول الشرق الأوسط وأفريقيا وأسس فيها شركات أشغال عامة حققت نجاحا واسعا.

ويعتبر المر رئيس السنّ في المجلس النيابي الحالي (النائب الأكبر سنّا)، هو منصب فخري، حيث يتسلم هذا المنصب أكبر الأعضاء سنا في مجلس النواب (البرلمان)، ويشغل رئاسة مجلس النواب مؤقتا، إلى حين انتخاب رئيس جديد.

وترشّح المر مرتين للانتخابات النيابية ولم يحالفه الحظ. وفي دورة عام 1968 ترشّح عن المتن وعقد تحالفا مع حزب "الكتائب اللبنانية" ضمن لائحة "الحلف الثلاثي"، واستطاع فيها أن يصبح نائبا في البرلمان.

وترشّح في دورة عام 1972 لكنّه لم ينجح. وكان أثناء الحرب اللبنانية يعدّ من المقربين من "القوات اللبنانية" تحت قيادة الرئيس الراحل بشير الجميّل، ثم الوزير السابق الراحل إيلي حبيقة، وقد ساهم عام 1985 في توقيع "الاتفاق الثلاثي".

وتعرض في 20 مارس 1991 لمحاولة اغتيال إثر تفجير سيارة مفخخة لدى مروره في منطقة انطلياس.

وبعد اتفاق الطائف عُيّن نائبا عن مقعد الروم الأرثوذكس في عاليه، وترشّح بعدها لانتخابات أعوام 1992 و1996 و2000 و2005 و2009 واستطاع النجاح فيها، وخلال دورة عام 1992 ترأس كتلة نيابية مكوّنة من 10 نوّاب، وفي دورتي العامين 1996 و2000 ترأس كتله من 7 نواب، بينما في دورة عام 2005 كان عضوا في تكتل "التغيير والإصلاح" الذي كان يرأسه حليفه بالانتخابات الرئيس اللبناني ميشال عون، وذلك قبل أن يترك التكتّل ويعلن استقلاليته.

 وقام المر بدور سياسي مهم منذ عام 1968، وكان له إسهام في وصول كل من الرؤساء إلياس سركيس وبشير الجميّل وإميل لحود وميشال سليمان إلى سدّة الرئاسة، ويعتبره البعض "صانع الرؤساء".

وحمل طوال مشواره السياسي حقائب وزارية متعددة مع توليه منصبي نائب رئيس مجلسي النواب والوزراء، وعين رئيسا لـ114 لجنة وزارية ذات طابع مالي واقتصادي ومعيشي، وعضوا في هيئة الحوار الوطني.

وانتخب في أكتوبر 2004 نائبا لرئيس مجلس النواب، وعين وزيرا للإسكان والتعاونيات ووزيرا للبرق والبريد والهاتف من يوليو 1979 حتى 1980، في حكومة سليم الحص في عهد الرئيس إلياس سركيس.

وعين وزيرا للبرق والبريد والهاتف من أكتوبر 1980 حتى أكتوبر 1982 في حكومة شفيق الوزان في عهد الرئيس إلياس سركيس، كما عين نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع الوطني من ديسمبر 1990 حتى مايو 1992 في حكومة عمر كرامي في عهد الرئيس إلياس الهراوي.

وتولى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء من أكتوبر 1992 حتى مايو 1995 في حكومة رفيق الحريري في عهد الرئيس إلياس الهراوي، وفي سبتمبر 1994 أصبح بالإضافة إلى ذلك وزيرا للداخلية.

وفي مايو 1995، تم تعيين المر نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية في حكومة الرئيس رفيق الحريري في عهد الرئيس إلياس الهراوي.

وشغل المر منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية ووزير دولة للشؤون البلدية والقروية من يناير 1998 حتى أكتوبر 2000، في حكومة الرئيس سليم الحص في عهد الرئيس إميل لحود.

وسجل لبنان صعودا لافتا في إصابات ووفيات كورونا، ما جعل السلطات تفرض حالة طوارئ صحية تشمل حظرا للتجوال وإغلاقا للمحال التجارية، منذ 25 يناير الجاري إلى 8 فبراير المقبل.

وحتى مساء السبت، بلغ إجمالي عدد إصابات كورونا نحو 299 ألفا، منها 3031 وفاة، وأكثر من 178 ألف حالة تعاف.

ويتوقع أن يحصل لبنان على شحنة أولى من لقاح فايزر - بيونتيك ضد كوفيد - 19 في منتصف شهر فبراير المقبل.

وطلبت الحكومة ما يكفي لتلقيح 15 في المئة من السكان. وقالت إنها تسعى للحصول على كمية لقاحات تكفي 20 في المئة أخرى عن طريق منظمة الصحة العالمية.