هل يؤيد الجمهوريون عزل ترامب في خضم تصاعد حملة الديمقراطيين

جهود إطاحة ترامب لم تحظ سوى بتأييد محدود من الجمهوريين الذين شهد حزبهم انقسامات بسبب سلوك الرئيس.
الأحد 2021/01/10
الديمقراطيون يواصلون مساعي مساءلة ترامب

واشنطن - اكتسبت جهود يقودها الديمقراطيون لمساءلة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب لمرة ثانية في سابقة تاريخية قوة دافعة، غير أن تأييد ما يكفي من الجمهوريين للخطوة يبدو غير مرجح مع بقاء أيام قليلة في ولايته الرئاسية.

 وقال ويب جيمس كلايبورن النائب الديمقراطي في مجلس النواب الأميركي إن بنود مساءلة ترامب يمكن أن تطرح على المجلس الثلاثاء أو الأربعاء المقبل.

 وتأتي تلك الجهود كرد فعل على اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكونغرس الأميركي (الكابيتول) الأربعاء في أحداث عنف أوقعت قتلى وخلفت صدمة واسعة.

وأضاف جيمس لشبكة سي.أن.أن الإخبارية "أعتقد أن المساءلة ستطرح هذا الأسبوع".

وكان النائب الديمقراطي تيد ليو الذي يشارك في صياغة الاتهامات بحق ترامب أعلن أن الديمقراطيين سيطرحون تشريعا الاثنين يدعو إلى مساءلة ترامب، مضيفا أن هناك 190 داعما لتشريع مساءلة الرئيس بغرض عزله.

وأورد ليو في تغريدة مساء السبت "لدينا مقاطع مصورة للخطاب الذي حرض فيه (ترامب) الحشد. ولدينا مقاطع مصورة للحشد وهم يهاجمون الكابيتول بعنف. هذا ليس بالأمر الملتبس".

وأشاد ترامب في البداية بأنصاره في الكابيتول لكنه استنكر العنف في ما بعد في تسجيل مصور، وأكدت مصادر أن قرار الدعوة إلى الهدوء جاء بناء على ضغوط من كبار مستشاريه، إذ قال البعض إنه قد يواجه الإقالة من منصبه أو ملاحقة قانونية.

ومنذ خسارته في الانتخابات التي جرت في الثالث من نوفمبر لم يتوقف ترامب عن القول إن التصويت شابه التزوير.

وقال السيناتور الجمهوري بات تومي الأحد إن على ترامب الاستقالة، وأضاف في مقابلة مع شبكة تلفزيون أن.بي.سي "أعتقد أن أفضل مسار لبلادنا هو أن يستقيل الرئيس ويرحل بأسرع وقت ممكن... أعترف بأن هذا ربما يكون غير مرجح، لكنني أعتقد أنه سيكون الخيار الأفضل". كما كرر تومي نفس الدعوة في مقابلة منفصلة أجراها مع شبكة سي.أن.أن الإخبارية.

ويصبح بذلك تومي، الذي كان من الداعمين لترامب حتى وقت قريب، ثاني جمهوري بمجلس الشيوخ يدعو ترامب إلى الاستقالة، لكنه قال إنه لا يعتقد بأن هناك ما يكفي من الوقت لمساءلته مع بقاء عشرة أيام فقط على تسلم الرئيس المنتخب جو بايدن السلطة.

وكانت السيناتور ليزا مركاوسكي عن ولاية ألاسكا صرحت بأن على ترامب الاستقالة على الفور، وألمحت إلى أنها ستفكر في ترك الحزب إذا لم يتمكن الجمهوريون من النأي بأنفسهم عن أفعاله.

وتحقق السلطات في الثغرات الأمنية التي وقعت يوم اقتحام الكابيتول، إذ يتساءل بعض النواب عما إذا كان مثيرو الشغب قد تلقوا مساعدة من الداخل بعد انتشار صور لبعض ضباط الشرطة وهم يفتحون الحواجز الأمنية ويلتقطون الصور الذاتية (السلفي) مع المقتحمين.

ودعت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي الأعضاء إلى صياغة تشريع يهدف إلى تفعيل البند الخامس والعشرين من الدستور، الذي يسمح بتجريد الرئيس من سلطاته إذا لم يكن قادرا على القيام بمهام منصبه.

ولم تحظ الجهود المكثفة للإطاحة بترامب سوى بتأييد محدود من الجمهوريين الذين شهد حزبهم انقسامات بسبب سلوك الرئيس. وضغط ديمقراطيون على مايك بنس نائب الرئيس لتفعيل المادة الـ25 من الدستور، لكن مستشارا قال إنه يعارض الفكرة.

وذكرت شبكة سي.أن.أن مساء السبت نقلا عن مصدر مقرب من بنس أن نائب الرئيس لم يستبعد كليا تفعيل البند الـ25، لكن البعض في فريقه يخشون من أن جهود إقالة ترامب قد تستفزه ليقوم بسلوكيات متهورة.

ولا يزال احتمال عزل ترامب قبل موعد تنصيب الرئيس المنتخب مستبعدا، فأي مساءلة في مجلس النواب ستفضي إلى محاكمة بمجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، ولا يزال المجلس في عطلة حتى 19 يناير.

وقال مصدر مطلع إن زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ ميتش مكونيل بعث بمذكرة إلى رفاقه الجمهوريين بالمجلس تشير إلى أن أي محاكمة لترامب لن تبدأ حتى خروجه من السلطة. وتحتاج الإدانة في مجلس الشيوخ إلى موافقة الثلثين.

وتسبب دور ترامب في التشجيع على الفوضى يوم الأربعاء في صدع يزداد اتساعا داخل الحزب الجمهوري.

وقال بن ساس، وهو سيناتور من ولاية نبراسكا ينتقد ترامب كثيرا، لقناة سي.بي.أس.نيوز إنه سيفكر "حتما" في العزل لأن الرئيس لم يحترم يمين توليه المنصب.

لكن حلفاء ترامب، ومنهم السيناتور لينزي غراهام وزعيم الجمهوريين بمجلس النواب كيفن مكارثي، دعوا الديمقراطيين إلى وقف مسعى المساءلة بدعوى الحفاظ على الوحدة.