ويليامز تهدد الليبيين بفرض حل من الخارج

غوتيريش يدعو إلى تشكيل لجنة دولية لمراقبة وقف إطلاق النار في ليبيا.
الخميس 2020/12/31
ويليامز تجاوزت صلاحياتها واختصاصاتها في ليبيا

طرابلس - حذرت المبعوثة الأممية إلى ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز، في اجتماع ملتقى الحوار السياسي الليبي عبر الاتصال المرئي الأربعاء، من فرض حل مصنوع خارج البلاد على الليبيين بطريقة أو بأخرى، حال عدم تقديم تنازلات من شأنها التوصل إلى اتفاق.

وقالت ويليامز "علينا أن نرتقي جميعا إلى مستوى هذه المهمة من أجل مواطنيكم وإخوتكم وأخواتكم وبناتكم وأبنائكم، وأنا أطلب ذلك منكم الآن لأن الوقت رفاهية لم تعد متاحة في هذه العملية، خاصة إذا كنتم تريدون – وأعتقد أن هذا ما تريدونه - التوصل إلى حل مصنوع فعليا في ليبيا، فما لا تريدون المجازفة به هو الحصول على حل مصنوع خارج ليبيا ومفروض عليكم بطريقة أو بأخرى".

وتتزامن تحذيرات ويليامز مع مقترح تقدم به أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى مجلس الأمن، يقضي بإرسال مراقبين دوليين إلى ليبيا لمراقبة وقف إطلاق النار.

واعتبر خبراء أن تلويح البعثة الأممية بفرض حلول خارجية على الليبيين حال عدم توصلهم إلى اتفاق، سابقة خطيرة من نوعها، مؤكدين أنه لم يسبق أن صرح مبعوثون دوليون في العشرات من الدول بمثل هذه التهديدات رغم وجود نزاعات مسلحة أسوأ من التي تجري في ليبيا.

ويرى محللون أن تهديدات ويليامز هي محاولة للضغط على الأطراف السياسية من أجل تمرير أسماء محددة اختارتها لقيادة الفترة الانتقالية.

وانتقد عضو مجلس النواب محمد العباني، عمل البعثة الأممية للدعم في ليبيا، معتبرا أنها قد تجاوزت صلاحياتها واختصاصاتها في ليبيا.

وقال العباني إن "الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز، تحاول إخلاء منطقة 'سرت والجفرة' من السلاح، في الوقت الذي تسمح فيه بفتح أبواب المنطقة الغربية على مصراعيها لدخول العتاد والمرتزقة، الذين يعملون مع العدوان التركي، للسيطرة على الهلال النفطي"، حسب وصفه.

وأشار إلى أن البعثة ذاتها أصبحت جزءا من المشكلة، بتحولها من بعثة للدعم إلى بعثة للإدارة، مؤكدا أنها تعمل على استيراد الحلول، وتستبعد مشاركة الآراء والحلول الليبية.

وعبر عن عدم تفاؤله بأن تشهد الأيام الأخيرة في رحلة ترامب داخل البيت الأبيض حلولا للأزمة الليبية، إلا أنه أكد أن رحيل الرئيس الأميركي ومباشرة خلفه جو بايدن والتي تأتي بالتزامن مع الضغوط الأوروبية على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد يكون مقدمة لانفراجة في أزمة ليبيا.

وقالت ويليامز إن "موعد الانتخابات في 24 ديسمبر 2021، والطريق إلى هذه الانتخابات إنجاز وهدف لن نتراجع عنهما.. وأريد أن أؤكد على ذلك".

وأضافت "بهذه الروحية، أرى أننا نحتاج إلى تشكيل لجنة استشارية مكونة من 15 مشاركا في ملتقى الحوار، لتساعدنا وتساعدكم في التوصل إلى توافق بشأن هذه القضايا الخلافية".

وتابعت "لدينا هدف واضح وهو الانتخابات، وهناك حاجة ماسة إلى توحيد المؤسسات، ومع ذلك، فإننا نواجه تأخيرا في التقدم نحو تحقيق مستوى مقبول من الإجماع على آلية لاختيار السلطة التنفيذية".

وأشارت إلى أن نجاح العملية السياسية لن يتحقق إذا كان النهج المتبع في المداولات مبنيا على حسابات الربح والخسارة، وما تحتاجه ليبيا ليس معادلة لتقاسم السلطة بل معادلة لتحمل المسؤولية بشكل تشاركي يقود نحو الانتخابات.