السودان مستعد لحل سلمي للتوتر الحدودي مع إثيوبيا

الخرطوم - أعلن محمد أحمد صبير رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية بالجيش السوداني الثلاثاء، عدم وجود نوايا عدوانية لقوات بلاده تجاه إثيوبيا، في وقت تشتد فيه التوترات بين البلدين على الحدود.
وأكد صبير "مضي القوات المسلحة في تأمين الحدود السودانية لاسترداد الأراضي الزراعية في حدوده الشرقية مع إثيوبيا التي تقدر بأكثر من مليونين و500 ألف فدان كانت خارج السيطرة".
وأضاف "القوات المسلحة تتحرك بمسؤولية داخل حدود الأراضي السودانية وتأمينها في إطار عملها الروتيني وفق الدستور"، مشددا على "عدم وجود نوايا عدوانية تجاه إثيوبيا".
وتأتي تصريحات المسؤول العسكري بالتزامن مع تأكيد جمعة كندة مستشار رئيس الوزراء السوداني أن بلاده تسعى للحل مع إثيوبيا ولكن مع الحفاظ على حدودها.
واتهم جمعة الميليشيات الإثيوبية بتفجير الوضع على الحدود، مشيرا إلى أنه "كان لزاما على الجيش السوداني الرد".
وعقد مجلس الأمن والدفاع السوداني مساء الثلاثاء جلسة طارئة برئاسة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، لمناقشة تطورات الأوضاع على الحدود الشرقية.
وأشاد مجلس السيادة في بيان بـ"الجهد المقدر الذي قامت به القوات المسلحة في منطقة الفشقة السودانية دفاعا عن الأراضي وتأمينا للحدود".
وقال وزير الدفاع السوداني الفريق ركن يس إبراهيم يس مساء الثلاثاء إن "المجلس أكد اهتمامه بأزمة تدفق اللاجئين الإثيوبيين وموجات اللجوء المستمرة، إذ وجه الجهات المختصة بتقديم الرعاية اللازمة لهم بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي".
ومنذ نحو 26 عاما، تستولي عصابات إثيوبية على أراضي مزارعين سودانيين في منطقة الفشقة بعد طردهم منها بقوة السلاح، وتتهم الخرطوم الجيش الإثيوبي بدعم هذه العصابات، لكن أديس أبابا عادة ما تنفي ذلك.
وكان فيصل محمد صالح وزير الإعلام السوداني أعلن الثلاثاء الماضي أن "بلاده جاهزة لكل الاحتمالات بشأن الاشتباكات على الحدود مع إثيوبيا"، مؤكدا أن "المضي قدما في الحوار مرتبط بترسيم الحدود".
وأكد صالح أن بلاده سيطرت على معظم الأراضي التي يتهم الإثيوبيين بالتعدي عليها قرب الحدود بين البلدين، وذلك بعد وقوع اشتباكات مسلحة بين الطرفين خلال الأسابيع الأخيرة، اتهم كل من الجانبين الآخر بالتحريض عليها وإثارة العنف.
وفي 19 ديسمبر، أعلن السودان إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الحدود مع إثيوبيا، لـ"استعادة أراضيه المغتصبة من ميليشيا إثيوبية" في الفشقة، وفق وكالة الأنباء "سونا".
والأسبوع الماضي، بحث رئيس الحكومة السودانية عبدالله حمدوك مع نظيره الإثيوبي آبي أحمد علي ملف ترسيم الحدود بين البلدين، خلال مشاركتهما في قمة الهيئة الحكومية للتنمية بدول شرقي أفريقيا "إيغاد" في جيبوتي، دون التوصل إلى اتفاق.
وتأتي تصريحات صبير في أعقاب معارك شهدها إقليم تيغراي الإثيوبي الحدودي مع السودان في نوفمبر بين الجيش الفيدرالي وقوات "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي".
وتصاعد التوتر في المنطقة الحدودية منذ اندلاع الصراع في إقليم تيغراي بشمال إثيوبيا في أوائل نوفمبر ووصول ما يربو على 50 ألف لاجئ إلى شرق السودان، وتركزت الخلافات على الأراضي الزراعية في الفشقة، التي تقع ضمن الحدود الدولية للسودان لكن يستوطنها مزارعون إثيوبيون منذ فترة طويلة.
ووقعت اشتباكات مسلحة بين القوات السودانية والإثيوبية في الأسابيع الأخيرة سقط خلالها قتلى، واتهم كل من الجانبين الآخر بالتحريض على العنف، وأجرى البلدان محادثات هذا الأسبوع في الخرطوم حول تلك القضية.