أول منصة إلكترونية سعودية لمنح تراخيص العمل الثقافي الخاص

الرياض - وافقت وزارة الثقافة السعودية على إصدار أول رخصتين للتدريب الموسيقي في المملكة، ليحصل بموجبها “مركز الدولية الموسيقي للتدريب” ومعهد “البيت الموسيقي للتدريب” على رخصتين لممارسة نشاطهما في التعليم والتكوين الموسيقي، وهما معهدان متخصصان في التدريب وتنمية المواهب في المجال الموسيقي.
وكانت المملكة قد أقرّت خلال العام 2019 عودة الموسيقى إلى مناهج التعليم العام والأهلي بعد نحو 60 عاما من الغياب، إذ كانت الموسيقى تدرّس في مدارس جدة في الأربعينات، كما كانت في المملكة مراكز لتعليم البيانو والغيتار والربابة والدف وما إلى ذلك من فنون العزف على الآلات الموسيقية.
ويأتي إصدار الرخصتين، وفق بيان لوزارة الثقافة، ضمن الإطلاق التجريبي لمشروع تأسيس المعاهد التدريبية المتخصصة في مجالات الثقافة والفنون، الذي تعمل عليه وزارة الثقافة السعودية، لتمكين ودعم المواهب وتنمية القدرات الثقافية والفنية، إضافة إلى تطوير الصناعة الفنية عبر إيجاد فرص تعليمية وتدريبية في مختلف التخصصات الإبداعية.
ودعا وزير الثقافة السعودي بدر آل سعود عبر تويتر “جميع المهتمين بالقطاع الخاص وغير الربحي إلى تقديم طلبات الحصول على تراخيص لمعاهد في مختلف المجالات الثقافية على منصة متخصصة ستبدأ عملها بعد 90 يوما”.
وستتيح المنصة الإلكترونية للأفراد تراخيص متنوعة تشمل مجالات فنية وثقافية مختلفة بينها المسرح والموسيقى والأدب والنشر والترجمة والمتاحف؛ وستمكن المهتمين بمجال المسرح من الحصول على رخصة تدريب فنون أدائية، وفي الجانب الموسيقي رخص ثلاث لممارس العزف الموسيقي وممارس إدارة الصوتيات الموسيقية وممارس الإنتاج الموسيقي، ورخصتين في نطاق عمل هيئة الأدب والنشر والترجمة وهما: ترخيص نشاط الوكالة الأدبية، ورخصة الوكيل الأدبي، بينما تم تخصيص رخصة في مجال المتاحف بمسمّى “خبير رعاية مقتنيات المتحف”.
وتشمل قائمة التراخيص المتاحة للمراكز والمعاهد التدريبية؛ تراخيص إقامة معاهد أو مراكز تدريب في قطاعات الموسيقى والفنون البصرية والمسرح والفنون الأدائية والأزياء وفنون الطهي والمتاحف والتراث والأفلام والتصميم وفنون العمارة والأدب والترجمة والآثار والحرف اليدوية.
المنصة الإلكترونية ستتيح للأفراد تراخيص تشمل مجالات ثقافية مختلفة بينها المسرح والموسيقى والأدب والنشر والترجمة
كما تتيح المنصة عدة خدمات تمنح من خلالها الزبائن جميع التفاصيل والمعلومات اللازمة لكيفية الحصول على التراخيص والتصاريح الخاصة، والإجراءات والمتطلبات الضرورية لإكمال هذه الطلبات.
وتسعى وزارة الثقافة السعودية من خلال هيئة الموسيقى إلى تنظيم القطاع وتطويره ودعم الراغبين في العمل فيه، كما ستعمل مع الجهات المختصة على دعم حماية حقوق الملكية الفكرية في المجالات ذات العلاقة بالموسيقى، إضافة إلى إقامة الدورات التدريبية واعتماد البرامج المهنية ذات العلاقة، وتشجيع الناشطين في المجال على إنتاج وتطوير المحتوى وكذلك الحفاظ على التراث الموسيقي.
ومن المقرر أن يتم الإعلان عن الخطوات والآليات الإجرائية لبدء التقديم على طلبات ترخيص معهد ثقافي وفني أمام المعاهد ومراكز التدريب الراغبة عبر تقديم برامج تدريبية ثقافية وفنية، وكذلك بالنسبة إلى الأفراد المتطلعين للحصول على رخص التدريب في المجالات الثقافية والفنية؛ من خلال منصة إلكترونية تعمل عليها وزارة الثقافة خاصة بالتراخيص ستكون جاهزة بعد ثلاثة أشهر لاستقبال هذه الطلبات.
وتهدف وزارة الثقافة من خلال هذه الخطوة التي تعمل عليها مع منظومة التدريب التقني والمهني في المملكة إلى تنظيم مجال التدريب ورفع جودة المخرجات العلمية في القطاعات الفرعية للثقافة والفنون للقيام بأدوارها المهمة لخدمة الثقافة السعودية وفق رؤية “المملكة 2030”.
وتستعد الأوساط الثقافية في المملكة أيضا لمواكبة النسخة الثانية من برنامج الإقامة الفنية للفترة 2021-2022، الذي يستهدف الفنانين السعوديين والعالميين والنقاد والباحثين والكتاب، وسيقام في مبنى رباط الخنجي، أحد مواقع التراث الثقافي لليونسكو في مدينة جدة التاريخية.
والبرنامج مصمم لتشجيع الحوار الثقافي والتفكير النقدي وتبادل المعرفة والخبرة، وكذلك الحوار بين الأجيال المختلفة.
وأظهر تقرير نشر قبل أيام عن الحالة الثقافية بالسعودية، طفرة كبيرة وسمت الأنشطة الثقافية والأدبية في المملكة خلال العامين الماضيين، الأمر الذي أسهم في تكوين بيئة جديدة داعمة للإبداع والحياة الثقافية التي تقطع مع عقود عاش فيها السعوديون دون إمكانية تعلم الموسيقى أو تعليمها بحرية.
وتلقى جهود المملكة التي بدأتها منذ سنوات قليلة للتوجه نحو السماح بممارسة مختلف الفنون وإقامة الحفلات الموسيقية والعروض السينمائية وغيره اهتماما كبيرا من الأوساط المحلية والدولية، كما يعتبر الكثير من المثقفين والمهتمين بالشأن التعليمي والثقافي برمجة الثقافة والفنون، ومن بينها الموسيقى، في المناهج التعليمية العامة والخاصة خطوة ستحافظ على هوية السعودية الفنية وتتيح للأفراد ممارسة الفن وتمكن من أنسنة مناهج التعليم.
وتاريخيا، فإن للسعودية كسائر الدول تاريخا فنيا وموسيقيا كبيرا يعيده البعض من المؤرخين إلى عصر ما قبل الإسلام. وتتنوع الفنون الموسيقية في المملكة كفن الخبيتي والصهبة والدان وفن النهمة وفن المجس الذي يلقب بـ”الموال المكي”، بالإضافة إلى فني العرضة والسامري.