تغيير أسلوب الحياة أفضل وسيلة للوقاية من سرطان الأمعاء

التقليل من اللحوم الحمراء وتجنب التدخين والإكثار من التمارين تحمي من الإصابة بالأورام.
الأحد 2020/12/27
التغذية السيئة تلعب دورا كبيرا في نمو الأورام

أثبتت معظم الدراسات أن الإصابة بالسرطانات مرتبطة بشكل مباشر بنمط الحياة غير الصحي، فيما قدمت نتائج العديد من الأبحاث أدلة قوية على أن التغييرات البسيطة في السلوك الغذائي والمواظبة على الأنشطة الرياضية، يحدّان من الإصابة بعدة أنواع من الأورام السرطانية.

برلين - حذّر أطباء الجهاز الهضمي من أن اتباع أسلوب حياة غير صحي يرفع خطر الإصابة بسرطان الأمعاء.

ويصيب سرطان الأمعاء، الذي يُعرف أيضا باسم سرطان القولون والمستقيم، الأمعاء الغليظة وفق ما توضحه “جمعية سرطان الأمعاء في المملكة المتحدة”.

وتتألف الأمعاء الغليظة التي تُعرف أيضا بالأمعاء الضخمة، من القولون والمستقيم.

وعندما تبدأ خلايا في الجسم بالانقسام والتكاثر بطريقةٍ غير منضبطة، يؤدّي ذلك إلى تكوّن ورم خبيث، وفق ما يشرحه “مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة”.

ويؤدي أسلوب الحياة غير الصحي في النظام الغذائي الذي يعتمد على الكثير من الدهون واللحوم الحمراء وقليل الألياف الغذائية، إلى جانب التدخين وشرب الكحول فضلا عن العوامل الوراثية، إلى الإصابة بسرطان الأمعاء.

وقالت مديرة خدمة معلومات السرطان في المركز الألماني لأبحاث السرطان، سوزانه فيغ – ريمرز، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، إنه إلى جانب التدخين والتناول المفرط للمشروبات الكحولية، تلعب التغذية دورا محوريا في نشوء الأورام.

14

مليون شخص يصابون سنويا بالسرطان، ومن المتوقع ارتفاع هذا العدد إلى 19 مليونا بحلول عام 2025

 وأضافت “الكثيرون غير مدركين أن التغذية غير السليمة مسؤولة عما يتراوح بين 5 و 8 في المئة من الإصابات الجديدة”.

وأكدت الخبيرة أنه عبر اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يمكن الخفض من احتمالية الإصابة بأحد السرطانات الأكثر انتشارا، مثل سرطان الثدي أو القولون.

وأوضحت الخبيرة بمناسبة “الأسبوع الوطني للوقاية من السرطان” بغرض لفت الانتباه إلى أهمية الوقاية من هذا المرض العضال، أن السمنة على وجه الخصوص تتسبب في نمو الخلايا بسبب الالتهابات في الجسم، مضيفة أنه ينشأ خلال ذلك خطر تدهور الخلايا.

وذكرت فيغ – ريمرز أن التغذية تمثل على وجه الخصوص عامل خطورة في الإصابة بسرطان الثدي والقولون.

ووفقا للبيانات، فإنه إلى جانب زيادة السعرات المتناولة عن حاجة الجسد، يعزز استهلاك اللحوم وطرق إعدادها المضرّة بالصحة من فرص الإصابة بالسرطان، كما أن تناول اللحوم الحمراء، مثل لحوم الأبقار والخنازير والخراف والماعز، يزيد من خطر الإصابة به، خاصة عندما يتم تمليحها أو تدخينها. وتحتوي اللحوم المحمرة بشدة أو المشوية على الفحم موادّ مثيرة للسرطانات.

وقالت فيغ – ريمرز”من الأفضل شوي اللحوم حتى تكتسب لونا ذهبيا وملمسا طريا، بدلا من اكتسابها اللون البني الغامق”، مشيرة إلى أن استهلاك اللحوم الحمراء والمصنعة لا ينبغي أن يزيد عن 500 غرام أسبوعيا، مضيفة في المقابل أن “لحوم الدواجن والأسماك لا بأس بها في التغذية”.

سوزانه فيغ أوضحت بمناسبة “الأسبوع الوطني للوقاية من السرطان” أن السمنة على وجه الخصوص تتسبب في نمو الخلايا السرطانية بسبب الالتهابات في الجسم

كما حذرت الخبيرة من أن السعرات المفرطة لا توجد فقط في المشروبات الغازية، بل أيضا في عصائر الفاكهة قائلة “من الأفضل شرب الماء أو الشاي أو المياه الفوّارة”.

ويفيد اتباع أسلوب حياة صحي أيضا مع حالات السرطان التي لا يمكن للجسم أن يتجنبها، كالأمراض الوراثية. فالتغذية الصحية تعتبر من أهم العوامل التي تساعد على الوقاية من السرطان، حسبما يشير علماء المركز الوطني لأبحاث السرطان.

وحذرت منظمة الصحة العالمية في تقرير سابق لها من “ارتفاع شديد” في معدلات الإصابة بمرض السرطان، مشيرة إلى ضرورة الحد من تناول الكحول والمواد السكرية.

وتوقعت المنظمة ارتفاعا في عدد حالات الإصابة بمرض السرطان إلى 24 مليون شخص سنويا بحلول عام 2035، مضيفة أنه يمكن تجنب نصف هذه الحالات.

وأضافت أن هناك “حاجة حقيقية” في الوقت الراهن إلى التركيز على الوقاية من السرطان عن طريق الإقلاع عن التدخين، والتوقف عن تناول المواد الكحولية، ومعالجة البدانة.

وأشار الصندوق العالمي لبحوث السرطان إلى أن هناك عدم وعي “مثيرا للقلق” بالدور الذي يلعبه النظام الغذائي في الإصابة بمرض السرطان.

وحاليا يصاب 14 مليون شخص سنويا بالسرطان، ولكن من المتوقع ارتفاع هذا العدد إلى 19 مليونا بحلول عام 2025، و22 مليونا بحلول عام 2030، و24 مليونا بحلول 2035.

ويمكن الاستدلال على الإصابة بسرطان الأمعاء من خلال ملاحظة وجود دم في البراز وآلام البطن الشديدة والمتكررة في صورة تقلصات شديدة وغازات مستمرة، وتصلب في منطقة البطن بشكل ملموس، والرائحة الكريهة للبراز وأصوات البطن العالية، بالإضافة إلى الشحوب والإعياء وانخفاض المجهود وفقدان الوزن.

وعلى أية حال ينبغي استشارة الطبيب فور الاشتباه في الإصابة بسرطان الأمعاء؛ نظرا لأن التشخيص المبكر يزيد من فرص نجاعة العلاج.

18