أسود المغرب علامة فارقة في الميركاتو الأوروبي

زياش يضيء عاصمة الضباب وحكيمي فرس رهان إنتر ميلان.
الأحد 2020/12/27
حكيم زياش يفرض نفسه فرس رهان البلوز

صنع نجوم المنتخب المغربي الحدث في الميركاتو الصيفي بأوروبا ليشكلوا استثناء بين باقي لاعبي المنتخبات الأفريقية من خلال نجاحهم في تجاوز إكراهات كورونا والتداعيات الاقتصادية الصعبة التي خلفتها الجائحة داخل معظم الفرق، ليوقعوا عقودا قوية وبقيم مالية كبيرة كانت أحد أهم عناوين عام 2020. وقبل هذا الميركاتو كانت عناصر أخرى قد استهلت هذه الطفرة بتوقيع عقود قوية في مقدمتها يوسف النصيري مهاجم الأسود المنتقل من ليغانيس صوب إشبيلية واحد من أعرق فرق الليغا وليصبح اليوم هدافه الأول محليا وقاريا.

الرباط - اختار حكيم زياش نجم المنتخب المغربي الأول حاليا بل هدافه الأول في الجيل الحالي، وبعدما تردد اسمه بين عديد الفرق بأوروبا عرضا لا يقاوم كما وصفه لدى توقيعه لتشيلسي اللندني وبتوصية خاصة من المدرب فرانك لامبارد الذي كان قد أعجب بمؤهلاته الفنية خلال تجربته السابقة رفقة أياكس أمستردام الهولندي وتحديدا أهدافه في مسابقة دوري الأبطال.

زياش انتقل بأكثر من 46 مليون يورو إضافة إلى متغيرات أخرى سترفع القيمة الإجمالية للصفقة لأكثر من 50 مليون يورو ليصبح الصفقة الأغلى في تاريخ المحترفين المغاربة على الإطلاق. ولم يتأخر زياش في تقديم نفسه بالشكل اللائق في عاصمة الضباب إذ أصبح وبسرعة واحدا من أهم مفاتيح اللعب داخل البلوز والذي يتثأر كلما تغيب نجم المغرب للإصابة.

تحدث المغربي حكيم زياش، نجم تشيلسي، عن حظوظ فريقه في المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز. وقال زياش، في تصريحات أبرزتها صحيفة “تيلغراف” البريطانية “فوز تشيلسي بالبريميرليغ؟ بالطبع، عليك دائما أن تؤمن بهذا الأمر”. وأوضح “يبدأ التتويج من الإيمان به ثم العمل بجد كل يوم لتحقيقه. أعتقد أن هذا ما نقوم به. وفي نهاية الموسم سنرى نتيجة ما نفعله”. وأضاف “المقارنة مع هازارد؟ إيدين لاعب من طراز عالمي. وأضعه كمصدر إلهام لي، وأرى كيف يخوض المباريات، وأشاهد التفاصيل الصغيرة التي يقوم بها، ويمكنني تعلم الكثير منه”.

وتابع “يمكنني التحسن من التدريب واللعب مع هافيرتز وبوليسيتش وفيرنر، وهذا السبب وراء رغبتي في اتخاذ خطوة أكبر في مسيرتي، لتحدي نفسي مع لاعبين أفضل. هذا شيء جيد لكل لاعب”. وواصل “أنا سعيد في تشيلسي، وأشعر أنني بحالة جيدة، وأنني موجود في بيتي، وهذا أهم شيء عندما تلعب”. وأتم “أعرف دائما ما يمكنني فعله، ودائما أثق بنفسي. أنا هادئ ومطمئن، وكل الأشياء الأخرى ستأتي من تلقاء نفسها”.

رغم أن حكيم زياش، نجم تشيلسي، ينشط بصورة أساسية في منتصف الملعب، إلا أن ما يمتلكه من قدرات تجعله يبدع أيضا على الأطراف، وتجعل ويليام غالاس لاعب البلوز السابق يُشبهه بنجم عربي آخر وهو رياض محرز. زياش وصل إلى ستامفورد بريدج في الصيف الماضي قادما من أياكس في صفقة قدرت قيمتها بـ40 مليون يورو، وقد أثبت قدراته سريعا في البريميرليغ على مدار الجولات الماضية. غالاس من أولئك الذين أثار أداء زياش إعجابهم للغاية في الآونة الأخيرة، ما جعله يفترض أنه يقترب نوعا ما من إمكانات محرز، جناح مانشستر سيتي. الفرنسي قال “أنا حقا أحب حكيم زياش، أعتقد أنه إضافة رائعة لفريق تشيلسي وربما يكون التعاقد الصيفي الأفضل والأقوى بالنسبة لهم”.

كما أضاف “إنه لاعب يمكنه صنع الفارق، وعندما يكون على أرض الملعب، فإنك دائما ما تجد تشيلسي قادرا على خلق الفرص وتسجيل الأهداف”. وتابع “إنه لاعب ذكي للغاية ويشبه رياض محرز إلى حد ما، عندما تلعب أمام فريق من الصعب كسر دفاعاته، فإن شخصا مثل زياش يمتلك رصيدا كبيرا لإحداث الفارق”. الجدير بالذكر أن زياش قد أحرز هدفين وقدم ثلاث تمريرات حاسمة حتى الآن مع تشيلسي، الذي تأهل إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا ويتواجد في المركز الثامن بالدوري الإنجليزي الممتاز.

نتائج وإنجازات

زياش لم يتأخر في تقديم نفسه بالشكل اللائق في عاصمة الضباب إذ أصبح وبسرعة واحدا من أهم مفاتيح اللعب داخل البلوز والذي يتأثر كلما تغيب نجم المغرب للإصابة

أشرف حكيمي واحد في رأي العديد من المتابعين من أفضل 3 أظهرة على مستوى العالم بقراءة الأرقام التهديفية الخاصة له في تجربته السابقة داخل نادي دورتموند الألماني الذي لعب له معارا من ريال مدريد لموسمين. حكيمي رفض العودة إلى اللعب احتياطيا داخل ريال مدريد والأخير استجاب لرغبته ليقرر بيعه لنادي إنتر ميلان والذي سدد لأجل التعاقد معه أكثر من 42 مليون يورو تنضاف إليها متغيرات أخرى ترتبط بالنتائج والإنجازات. وبهذا أصبح حكيمي الذي يملك حاليا سجلا رائعا لانطلاقته في الكالشيو بـ4 أهداف ومثلها من التمريرات الحاسمة ثاني أغلى محترف في تاريخ المغرب و”الديك الذي يبيض ذهبا” لريال مدريد كونه نشأ داخل قطاع الناشئين به ولم يكلف بطل إسبانيا الكثير ليستفيد من إيرادات بيعه وبهذه القيمة المرتفعة.

واصل المغربي أشرف حكيمي، الظهير الأيمن لإنتر ميلان، تألقه بقميص نيراتزوري بعدما ساهم في فوز فريقه على هيلاس فيرونا، بنتيجة (2-1)، بالجولة 14 من الدوري الإيطالي. وتمكن حكيمي من صناعة الهدف الأول لإنتر الذي أحرزه لاوتارو مارتينيز، ليتجاوز المغربي “الأسيست” رقم 3 له هذا الموسم. وذكرت شبكة “أوبتا” للإحصائيات، أن حكيمي هو أول لاعب ينجح في أول موسم له بالدوري الإيطالي في تسجيل أكثر من 3 أهداف ويقدم أكثر من 3 تمريرات حاسمة. وخلال 14 مباراة شارك فيها حكيمي مع إنتر هذا الموسم بالكالتشيو، استطاع أن يسجل 4 أهداف وقدم 4 تمريرات حاسمة.

تحدث ظهير أيمن فريق إنتر الدولي المغربي أشرف حكيمي، في تصريحات صحافية قائلا “كنا نعلم أنها مباراة مهمة، فزنا على نابولي الجولة الماضية ولدينا مشاعر طيبة، وهناك مباراة واحدة متبقية قبل الاستراحة”. وأضاف “هل يمكن للإنتر الفوز بالدوري؟ الكثير من الناس يتحدثون عن هذا الأمر، لكن نحن نركز على مباراة واحدة في كل مرة، وسنرى ما سيحدث، ولا نفكر في المستقبل”. واختتم “هل رأيت هدف لياو؟ من الأسرع بينكما؟ الدوري الإيطالي لديه لاعبون رائعون، أنا ولياو من بينهم، لكني لا أعرف من الأسرع بيني وبينه”. يذكر أن رافائيل لياو مهاجم ميلان سجل أسرع هدف في تاريخ الدوري الإيطالي والدوريات الخمس الكبرى بعد مرور 6 ثواني، في مرمى ساسولو في نفس الجولة.

حاضنة الأسود

بداية هذا العام انطلقت بضم نادي إشبيلية المهاجم يوسف النصيري وكان ذلك بتوصية خاصة من المدرب لوبيتيغي الذي تعرف على اللاعب المغربي في مونديال روسيا، لما سجل النصيري هدفا تاريخيا في مرمى الحارس دي خيا بارتقاء عال تفوق فيه على سيرجيو راموس وبيكيه. وكان لوبيتيغي قد غادر منتخب الماتدور مقالا قبل المونديال مباشرة لكنه بالطبع تابع المباريات.

20 مليون دولار كانت كافية لتسحب النصيري من ليغانيس لإشبيلية وبعدها ضم الفريق مواطنه ياسين بونو في الميركاتو المنقضي بتفعيل بند الشراء من نادي جيرونا مكافأة له على تألقه أوروبيا وقيادته الفريق للتتويج بلقب اليوروبا ليغ. وسيتواصل استقطاب الفريق الأندلسي لنجوم الأسود إذ وقع في كشوفاته أسامة الإدريسي قادما من الدوري الهولندي قبل ساعات من غلق الميركاتو بـ12 مليون يورو، في وقت سبق منير حدادي الذي يأمل المغرب في تأهيله لتمثيل الأسود كل هؤلاء لملعب رامون سانشيز بيزخوان.

خصصت صحيفة “ماركا” الإسبانية تقريرا عن الدولي يوسف النصيري، مشيدة بالمستوى الكبير الذي يقدمه خريج أكاديمية محمد السادس، رفقة الفريق الأندلسي. وتحدثت الصحيفة عن مسار اللاعب المغربي، الذي وصل سنة 2016 إلى الدوري الإسباني قادما من أكاديمية محمد السادس، وتحديدا إلى ملقة عندما كان يبلغ من العمر 18 عاما، وأجرى التحضير للموسم مع الفريق الأول وحصل على رقم قياسي، كان تقدمه كبيرا، وعلى الرغم من بدايته الصعبة، استمر في كسر الأبواب لإيجاد مكان له في الفريق ثم تدرب على يد لاعب إشبيلية السابق خواندي راموس، لعب 41 مباراة في موسمين، وسجل خمسة أهداف وقدم تمريرة حاسمة. وفي صيف 2018، بعد أن لعب كأس العالم في روسيا، انتقل إلى نادي ديبورتيفو ليغانيس، لعب 53 مباراة حتى سجل 15 هدفا وقدم 4 تمريرات حاسمة، ثم غادر إلى إشبيلية في 16 يناير الماضي، بمبلغ 20 مليون أورو.

مفاجأة الكرة المغربية في آخر سنتين، شقيق نورالدين أمرابط نجم النصر السعودي، سفيان الذي تخرج من الدوري الهولندي والبالغ من العمر 23 سنة استثمر على نحو مثالي تألقه رفقة هيلاس فيرونا ليصبح حديث كبار الكالشيو ولينقض عليه فريق فيورنتينا بعدما سدد أكثر من 23 مليون يورو لضمه. ويعد أمرابط خليفة كريم الأحمدي في وسط ميدان الأسود واحدا من أغلى صفقات لاعبي الارتكاز بالكالشيو خلال الميركاتو الماضي.

ظاهرة لافتة

حكيمي الذي يملك حاليا سجلا رائعا لانطلاقته في الكالشيو أصبح ثاني أغلى محترف في تاريخ المغرب و"الديك الذي يبيض ذهبا" لريال مدريد
حكيمي الذي يملك حاليا سجلا رائعا لانطلاقته في الكالشيو أصبح ثاني أغلى محترف في تاريخ المغرب و"الديك الذي يبيض ذهبا" لريال مدريد

شكل نايف أكرد ظاهرة جميلة بين باقي المحترفين المغاربة في أوروبا كونه انطلق من الدوري المغربي قبل عامين ليلعب لفريق ديجون بالليغ 1 وبعد موسم مبهر توجه بخوض 28 مباراة وقع خلال الميركاتو المنقضي في كشوفات نادي رين الذي شارك في دوري أبطال أوروبا بعدما دفع الأخير مقابل التعاقد معه 5 ملايين يورو. نايف تألق بسرعة وأصبح أساسيا داخل فريقه الجديد ومعه ضمن مكانا له رفقة منتخب الأسود في محور الدفاع بل سجل له أهدافا حاسمة ومعه ارتفعت أسهمه بشكل كبير في السوق.

أكرد، كان قد رحل الموسم الماضي إلى فريق عادي جدا وهو نادي ديجون، وتمكن من فرض اسمه داخل مجموعة هذا النادي الفرنسي الذي يمارس بالليغ 1.. خاض معه 28 مباراة وسجل 4 أهداف، وبفضل تألقه وأسلوب لعبه الذكي لم يعمر مع ديجون سوى موسم واحد، ليصطاده نادي رين الذي دفع من أجله 4 مليارات سنتيم، وهو الذي جاء لديجون من الفتح بمبلغ أقل من مليار سنتيم، ولم يحتج نايف أكرد لمساحة زمنية من أجل التأقلم مع رين أحد الأندية النشيطة ببطولة فرنسا، حتى فرض نفسه على مدرب النادي، وبات من القطع الأساسية في التشكيل الرسمي، بل أصبح من هدافيه بواقع 3 أهداف سجلها هذا الموسم بقميص رين، والنظر لمردوده الكبير في المباريات، فقد أثار اهتمام تقنيي الفيفا، ووضعوه ضمن نخبة من ألمع نجوم الكرة الأفريقية، ليكون بالتالي أفضل مثال للاعبين المحليين كي يستفيدوا من مسار نجم دفاع الأسود القادم.

ما معنى أن يختار الاتحاد الدولي (فيفا) من خلال برنامجه تاريخ وإحصائيات كرة القدم مدافع الأسود ونجم نادي رين الفرنسي ضمن تشكيلة مثالية لأفضل لاعبي القارة الأفريقية لسنة 2020؟ أكيد أن هذا الاختيار من تقنيي أعلى هيئة كروية لم يأت مجاملة أو صدفة أو حتى مفاجأة.

فمدافع الفتح الرباطي السابق وخريج مركز محمد السادس لكرة القدم، والمنتمي لسلالة كروية قنيطرية، استحق هذا الاختيار الذي هو ثمرة جهد وصبر من العمل والتعلم، وإصرار أيضا على تثبيت اسمه كلاعب يريد أن يقتفي أثر من سبقوه من النجوم المغاربة الذي نزحوا إلى الاحتراف الأوروبي من البطولة الوطنية، ومثال ذلك عميد الأسود السابق نورالدين نيبت المثل الأعلى للاعبين الطموحين الذين يريدون أن يكون لهم اسم يتداول ليسا محليا وقاريا فحسب، بل على المستوى الدولي.

22