السوري سامر روماني يستلهم أسطورة الثور والكرة في منحوتاته

دمشق – شكلت الأعمال النحتية التي قدمها النحات سامر روماني في معرضه الفردي بعنوان “بقاء” اختزالات بصرية مدروسة ورصينة لأفكار متعددة تدور في فلك موضوع واحد هو الصراع لأجل البقاء، اختار له الفنان عنصرين لتمثيله هما الثور والكرة.
المعرض الذي تستضيفه صالة تجليات ضمن فعاليات احتفالية أيام التشكيل السوري ضم 23 منحوتة بخامتي البرونز والخشب، وبثيمة أساسية تشكل علاقة الثور بالكرة التي ترمز للصراع حول مفهوم البقاء. ويستمر المعرض إلى غاية 9 يناير 2021، حيث يفتح أبوابه أمام الزوار من الساعة 11 صباحاً وحتى الساعة 5 مساءً.
وحول فكرة المعرض يقول النحات روماني في تصريح له “العنوان جاء من مجموعة أسئلة تراود معظم الناس حول الهدف من البقاء والسبيل إليه وعلاقته مع فكرة الموت ولهذا اخترت كتلة قوية قادرة على تحمل الموضوع تدمج ما بين الثور والجاموس بتكوينات إنسانية في بعض الأعمال وتخص الحيوان في أعمال أخرى”.
ويوضح أن الكرة ترمز للهدف والغاية والحلم وهي غير مستقرة في زمن يتسم بالفوضى وبعلاقة متناوبة بينها وبين الجاموس الذي يحاول البقاء معتمداً على قوته.
ويقول “من خلال أعمالي أعتمد على ذروة الفعل الحركي للوصول إلى الفكرة أو المشهد الذي أريد إيصاله أثناء هذه اللحظة وأفضل خامة البرونز لأنها تدمج بين الصلابة والليونة” مشيراً إلى أنه يسعى إلى تجديد أفكاره وتطويرها وتغيير الخامات بين تجربة وأخرى.
وتعيدنا أعمال الفنان روماني إلى الأسطورة التي تقول إن الأرض تثبت على صخرة والصخرة مثبتة بدورها على قرن ثور فإذا حرك الثور قرنه تحركت الصخرة فتحركت الأرض. من هذه الأسطورة قام الفنان بتوليد معاني كثيرة مختلفة، تحيلنا كلها إلى ثيمة الصراع والبقاء.
من جهته يقول التشكيلي والناقد عمار حسن “قدم النحات سامر تجربة نحتية مختلفة وفاجأنا بوجود الثور والكرة فشدنا في البداية إلى أسطورة الكرة الأرضية التي يحملها الثور على قرنيه ولكن سرعان ما نكتشف أن الكرة هي الهدف الذي نصارع للوصول إليه مع وجود علاقات متعددة ومختلفة بين عمل وآخر وإن دارت حول فكرة واحدة”.
ويرى الناقد حسن أن الأعمال شكلت إضاءة على حالة الصراع التي تحدث داخل الإنسان في طريقه للوصول إلى هدفه مبينا أن النحات استطاع مطابقة تصوراته الفكرية مع منجزه النحتي الذي يحمل مفاهيم نحتية متقدمة فيها ثنائية الحركة والسكون مع إيجاد حلول لها مع التوازن وكسره إضافة إلى عدة رموز تحمل فكرة الصراع من أجل البقاء.
ومشروع “بقاء” هو أحد المشاريع الحاصلة على دعم برنامج مختبر الفنون في دورته الخامسة. وهو معرض لأعمال نحتية بأسلوب تعبيري، يقوم على إبراز حركات تعبيرية تدل على الصراع مع الواقع من أجل البقاء والتشبث بالحياة والمكان، وذلك من خلال توازن العمل وحركته في الفضاء الموجود فيه.
في دمشق، حيث نفذ روماني مشروعه، انطلق من مرحلة بحثية تضمنت إنجاز دراسة تصويرية للمشروع على الورق لتطوير المفهوم العام له وأفكار الأعمال النحتية. وانتقل بعدها إلى تجريب مجموعة من الخامات مثل البرونز والخشب والمعدن قبل أن يستقر على البرونز كخامة أساسية لأغلب أعمال المعرض.
وقد أنجز الفنان في البداية من خلال الطين منحوتاته قبل أن ينتقل إلى مرحلة صب البرونز في قوالبها.
يشار إلى أن سامر روماني من مواليد دمشق 1983 وخريج المعهد التقاني للفنون التطبيقية قسم النحت، وهو عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين، شارك في العديد من المعارض الجماعية والملتقيات النحتية داخل سوريا، وحاز على جائزة النحت الأولى في مسابقة الفنانين الشباب عام 2013.