ألمان يطوّرون قطارات مصغّرة للتخلص من كآبة الإغلاق

الكثير من الألمان عكفوا خلال هذه السنة على تطوير نماذج قطارات منمنمة وغيرها من التصاميم المماثلة، إذ دفعهم مكوثهم في منازلهم إلى البحث عن وسائل جديدة للترفيه لا تتطلّب الخروج.
الأحد 2020/12/20
وسائل جديدة للترفيه

برلين – يتفنّن غيرهارد بيرندت منذ ثلاثة عقود في تطوير شبكة قطارات مصغّرة، وقد تسنّى لهذا الرجل المقيم في برلين، خلال الحجر المفروض لاحتواء جائحة كورونا، أن يزوّد مجسّمه ببخار فعلي.

وأفاد بيرندت وهو نجار متقاعد يبلغ من العمر 72 عاما، من وقت الفراغ الذي أتاحته له هذه القيود ليطوّر مجسّمه في صالونه.

ويقول بيرندت “هذه الهواية تتطلّب وقتا. وقد انتهزت الوضع الناجم عن انتشار الفايروس لتخصيص المزيد من الوقت لها”.

وأنفق النجار السبعيني أوّل راتب له لشراء رزمته الأولى ولم يتوقف مذاك عن تنمية هوايته هذه. وباتت شبكته تضمّ اليوم 30 قطارا و300 مجسّم صغير وتحتلّ الصالون بأكمله.

وعلى غرار بيرندت، عكف الكثير من الألمان هذه السنة على تطوير نماذج قطارات منمنمة وغيرها من التصاميم المماثلة، إذ دفعهم مكوثهم في منازلهم إلى البحث عن وسائل جديدة للترفيه لا تتطلّب الخروج.

وانعكس هذا الوضع إيجابيا على قطاع الألعاب في ألمانيا الذي يتبوأ الصدارة على الصعيد الأوروبي، ومن المتوقّع أن يحقّق رقم أعمال بقيمة 3.7 مليار يورو سنة 2020، بارتفاع نسبته 8 في المئة في خلال سنة، بحسب اتحاد صانعي الألعاب “بي.في.أس”.

هواية لا تتطلب الخروج من المنزل
هواية لا تتطلب الخروج من المنزل

وشهدت مبيعات ألعاب الطاولة الجماعية والأحاجي والألعاب الخارجية ورزم البناء ارتفاعا شديدا، وفق المصدر عينه.

واشتدّ الطلب إثر إغلاق الحانات والمطاعم وأماكن الترفيه الأخرى طوال أشهر عدّة، فضلا عن حظر التجمّعات في بلد سجّل حتّى الساعة 1.34 مليون إصابة وقرابة 22 ألف وفاة.

وعادت سوق القطارات المصغّرة إلى سكّة السلامة بعد سنوات من الركود.

وتلقى هذه الهواية إقبالا خاصا في ألمانيا حيث أكبر شبكة للقطارات المصغّرة في العالم، “مينياتور فوندرلاند” في هامبورغ. ولا يتوانى حتّى وزير الداخلية المحافظ هورست زيهوفر عن التباهي بمجسّمه الخاص.

وشهدت شركة “ميركلين”، المحرّك الرئيسي لسوق النماذج العالية المستوى، ارتفاعا بنسبة 50 في المئة في طلبياتها في خلال سنة، وذلك في شهر نوفمبر الماضي في وقت فرضت قيود جديدة في ألمانيا.

ويقول مديرها التنفيذي فلوريان زيبر “صناعتنا من القطاعات النادرة التي أضفى كورونا زخما على أنشطتها”، مشيرا إلى أن مردّ ذلك “تزايد عدد الأشخاص الذين يبقون في منازلهم ويبحثون عن أنشطة شيّقة يمكنهم ممارستها في المنزل بمنأى عن خطر الإصابة بالفايروس”.

واضطرت الشركة التي تتّخذ غوبينغن (ولاية بادن فورتمبيرغ) مقرّا لها إلى توظيف المزيد من الأشخاص، في ظلّ وابل الاتصالات التي يتلقّاها مركزها.

24