تويتر في إيران لا يزال محرما على الشعب فقط

طهران - دعا النائب في البرلمان الإيراني معين الدين سعيدي، المسؤولين في البلاد، بالسماح للشعب باستخدام موقع تويتر المحظور في البلاد منذ عدة سنوات، أو توقفهم (المسؤولين) عن استخدامه.
وبحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، تطرق سعيدي إلى مسألة حظر تويتر، في الوقت الذي يلجأ فيه مسؤولو البلاد لاستخدامه، قائلاً “إما أن ترفعوا الحظر المفروض على الشعب للوصول إلى تويتر، أو أن تتوقفوا أنتم عن استخدامه”.
وتويتر محظور في إيران منذ المظاهرات التي شهدتها البلاد ضد الرئيس السابق أحمدي نجاد عام 2009.
ويجد المجتمع الإيراني قادته في حالة تناقض بالغة إزاء السياسات الرسمية تجاه وسائل التواصل الاجتماعي، فبينما تحظر الدولة رسميا هذه الشبكات الاجتماعية، بل وتنادي بإنشاء شبكة تواصل اجتماعية إيرانية خاصة على غرار النموذج الصيني، ينخرط كل قادة الدولة الإيرانية في تلك المواقع ويستخدمونها لإيصال رسائلهم باللغات المختلفة إلى الداخل والخارج، تاركين المجتمع الإيراني أمام الإجابة على علامة الاستفهام: هل مواقع التواصل الاجتماعي حرام علينا حلال على المسؤولين؟
ويعتبر المرشد الأعلى علي خامنئي أشهر المسؤولين الإيرانيين المغردين على موقع تويتر. ولخامنئي حسابات بمختلف لغات العالم على تويتر، ويخاطب العرب بالعربية. وتم تدشين الموقع الإلكتروني الرسمي لخامنئي باللغة العربيّة عام 2018.
ولا يكتفي خامنئي بالتغريد على تويتر فقط، بل له حسابات على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
كما يستخدم الرئيس حسن روحاني، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، والمسؤولون الكبار في الدولة تويتر باستمرار.
وكان علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري السياسة الخارجية للمرشد الأعلى علي خامنئي، قال صراحة إن “تأثير إيران في القوة الناعمة يساعد على نشر الإسلام (الشيعي) في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الصين والهند والعالم العربي”.
ويستخدم الملايين من الإيرانيين تويتر من خلال شبكة خاصة افتراضية “في.بي.إن” مجانية في إيران.
وكان وزير الاتصالات والتكنولوجيا، محمد جواد آذري جهرومي، تقدم بطلب إلى القضاء الإيراني في أغسطس 2018 لرفع الحظر المفروض على موقع تويتر، إلا أنّ طلبه قوبل بالرفض لـ”مخالفته قوانين البلاد”.
واكتسب الإيرانيون منذ 2009، خبرة في توظيف مواقع التواصل الاجتماعي لخدمة أهدافهم وخاصة في إخراج الإيرانيين إلى الشوارع للاحتجاج ضد النظام.
وفي نوفمبر 2019، عزل النظام الإيراني شعبه عن العالم، بقطع شبكة الإنترنت والاتصالات على مدى أربعة أيام لقمع انتفاضة الإيرانيين.
يذكر أنه في عام 2011، وقف المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي وسط حشود، وأصدر فتواه بخصوص مواقع التواصل الاجتماعي قائلا “إذا كان استخدام مواقع التواصل الاجتماعي سيؤدي إلى فعل الشر، ونشر الأكاذيب التي تساعد الأعداء ضد المسلمين، فاستخدامه محرم”.
لكن النظام الإيراني لم يشنّ حربه على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تلك الفتوى، ولكن قبلها، تحديدا منذ عام 2009 والمظاهرات التي عرفت باسم “الحركة الخضراء” احتجاجا على فوز محمود أحمدي نجاد بفترة رئاسية جديدة بعد أن استخدم الإيرانيون مواقع التواصل الاجتماعي لإطلاع العالم الخارجي على ما يحدث في إيران في تلك الفترة. وتحتل إيران المرتبة الـ85 من بين 100 دولة في حرية الإنترنت.