أجواء كئيبة تسبق عيد الميلاد في بيت لحم

الفلسطينيون والسياح من عادتهم أن يحتفلوا بإضاءة شجرة العيد في بيت لحم، لكن هذه السنة غاب الزوار بسبب كورونا.
الجمعة 2020/12/11
احتفالات باهتة

بيت لحم ـ يعيد الفلسطيني سامي خميس إدخال المقاعد إلى داخل المقهى الشعبي خاصته، بعد أن يئس في انتظار قدوم الزبائن، لكن هذا الوضع لم يكن هكذا سابقا.

في مثل هذه الأوقات من كل عام، كان المقهى الموجود في أحد الأزقة المؤدية إلى ساحة كنيسة المهد في بيت لحم، يعج بالزوار والسياح، ولم يكن من السهل إيجاد مكان للجلوس لاحتساء المشروبات الساخنة أو الباردة، لكنه بات اليوم شبه فارغ. هذا ما فرضه انتشار فايروس كورونا.

وبيت لحم مدينة تاريخية تقع في جنوبي الضفة، وتكتسب قدسيتها من وجود كنيسة المهد، التي يعتقد المسيحيون أن المسيح عيسى بن مريم، ولد في الموقع الذي قامت عليه.

وعلى غير العادة، أُضيئت شجرة عيد الميلاد مساء السبت في بيت لحم دون جمهور، بسبب التدابير التي فُرضت لمواجهة فايروس كورونا. حيث أعلنت السلطة الفلسطينيّة حظر تجول ليليا بهدف مكافحة “الانتشار المقلق” للفايروس.

وجرت العادة أن يحتفل الفلسطينيون والسياح ببداية موسم الميلاد في بيت لحم، بإضاءة شجرة العيد، وتتجمع حشود أمام كنيسة المهد لحضور العرض، لكن هذه السنة لم يتمكن سوى عدد قليل من الصحافيين من حضور حفل إضاءة الشجرة، وغاب الزوار الذين كانوا ينشطون الحركة التجارية في المدينة.

يقول خميس “إن كورونا قلب الموازين، حيث لا يوجد سياح في مدينة مهد المسيح، وكأن المدينة ‘خرابة’، لأن الناس هنا يعتمدون على السياحة بشكل رئيسي في دخلهم”. ويضيف أن “شهر ديسمبر يعتبر من أجمل أشهر السنة لأن بيت لحم تعج بالزوار والسياح، الذين يبث وجودهم فينا الأمل والحياة، لكن مع انتشار الفايروس خلت الشوارع وبدا الحزن على مدينتنا”.

يقول صاحب المقهى “افتتحت هذا المقهى قبل 10 أعوام، ورغم تضييق الاحتلال الإسرائيلي على أبناء شعبنا، كنا ننتزع الفرح، وكان وجود السياح من كل أنحاء العالم يدفعني إلى العمل بكل حب فنحن شعب محب للحياة، ولكن مع كورونا تدمرت السياحة”.

رجل الأعمال السبعيني أحمد عابدين قال “إن بيت لحم مدينة منكوبة بسبب جدار الضم والتوسع، ثم فاقم فايروس كورونا من وضعها السيء، فهي تعتمد على السياحة بشكل أساسي، وقد توقفت من بداية الجائحة، فلا سياح ولا محلات لبيع التحف والمنحوتات الخشبية، ولا مطاعم ولا فنادق”.

غياب الزوار الذين كانوا ينشطون الحركة التجارية في المدينة
غياب الزوار الذين كانوا ينشطون الحركة التجارية في المدينة

ودعا عابدين الناس إلى اتباع إجراءات السلامة العامة والالتزام بالتباعد الاجتماعي، وألا يتعاملوا مع الأمر باستهتار وإهمال.

من جانبه، قال أبوجورج الأعمى “إن الحزن يخيم على أجواء أعياد الميلاد في بيت لحم، التي لم يقصدها الحجاج لهذا العام، كما أن المحال التجارية المجاورة لكنيسة المهد حيث شجرة الميلاد مغلقة، والوضع الاقتصادي صعب جدا”.

رئيس جمعية الفنادق العربية إلياس العرجا أوضح أيضا “أن حجم الخسائر التي تتعرض لها بيت لحم في موسم أعياد الميلاد تقدر بمليون و200 ألف دولار يوميا، ولم تتجاوز نسبة الإشغال في الفنادق هذا العام 2 في المئة خلافا لما كانت عليه في الأعوام السابقة، والتي بلغت فيها نسبة الإشغال 100 في المئة، حيث هناك 5 آلاف غرفة فندقية موزعة على 73 فندقا، تكبدت خسائر فادحة”.

رئيس غرفة تجارة بيت لحم سمير حزبون قال “إن خسائر الاقتصاد بين السياحة والقطاعات الإنتاجية تقدر بـ2 مليار دولار”، مشيرا إلى تراجع يفوق 50 في المئة في قطاعات التجارة والصناعات التحويلية والمنشآت الصغيرة منذ بداية الجائحة.

وأكد أن بيت لحم تكبدت خسائر أكثر من المحافظات الفلسطينية الأخرى كونها تم إغلاقها 40 يوما حينما ظهرت أول حالات الإصابات بفايروس كورونا.

بدوره قال مدير صحة بيت لحم شادي اللحام “إن الحالة الوبائية في بيت لحم تزداد تعقيدا، حيث بلغ إجمالي الإصابات في المحافظة 6400 إصابة، بينها 1600 إصابة نشطة و80 حالة وفاة من الفايروس”.

وأشار إلى أن “المقلق في الأمر النسبة العالية في الإصابات من العينات العشوائية التي أُخذت من أشخاص لا تظهر عليهم الأعراض حيث بلغت 25 في المئة وتحمل المركز الوطني فوق طاقته في التعامل مع المرضى، حيث بلغت نسبة استيعابه 120 في المئة وتحويل بعض المرضى إلى محافظات أخرى”.

ودعا الفلسطينيين إلى ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية للحفاظ على كبار السن والأطفال الصغار، والخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر البشرية، وأن الحالة الوبائية في المحافظة خطيرة جدا، وتنذر بصعوبة المرحلة المقبلة إذا ما تم اتباع تعليمات الجهات الرسمية لحصر الوباء.

 الحزن يخيم على أجواء أعياد الميلاد في بيت لحم
 الحزن يخيم على أجواء أعياد الميلاد في بيت لحم

 

20