وصفة من التمارين الرياضية اليومية تحسّن حياة مرضى السكري

ملبورن - أظهرت العديد من الدراسات أن قضاء وقت أقل في الجلوس وممارسة الرياضة بشكل مستمر من شأنه أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى جميع الأشخاص، وليس فقط مرضى السكري فحسب.
غير أن هذه النصيحة المهمة للغاية بالنسبة إلى مرضى السكري، تتمثل في تعديل نمط حياتهم، باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وممارسة الأنشطة الرياضية بانتظام، من أجل الحفاظ على معدل السكر الطبيعي في الدم، وتجنب الكثير من المضاعفات، وبالتالي يمكن القيام بعدة أنشطة مختلفة مع اتخاذ بعض الاحتياطات اللازمة لتجنب مخاطر نقص السكر في الدم.
وينصح الخبراء بإجراء توليفة من تمارين الأيروبيك الهوائية مع تمارين التدريب على رياضة تقوية العضلات. وتعتبر هذه التوليفة أعظم توليفة لتقوية القلب.
وتبدو هذه الاستراتيجية المزدوجة ناجعة، فتمرينات الأيروبيك والمشي أو السباحة تقوّي القلب والرئتين والعضلات. وهي تساعد أيضا في ضبط ضغط الدم وسكر الدم، كما أنها تحافظ على مرونة الشرايين وهي حيوية لإنقاص وزن الجسم الزائد والتقليل من حجم الدهون الكبيرة فيه.
وأظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون أستراليون أن جلسات التمارين القصيرة والمتكررة قد تكون أفضل للأوعية الدموية لدى مرضى السكري من التدريبات الأطول وغير المنتظمة.
الخبراء ينصحون بإجراء توليفة من تمارين الأيروبيك الهوائية مع تمارين التدريب على رياضة تقوية العضلات وتعتبر أعظم توليفة لتقوية القلب
ويؤكد الباحثون أن من شأن هذا النوع من التمارين أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب لأن مرض السكري يمكن أن يسبب مضاعفات في القلب والأوعية الدموية عن طريق إتلاف الأوعية الدموية الكبيرة (الشرايين في الرقبة والساقين والقلب…).
وقال الباحثون في تعليقهم على النتائج التي تمّ التوصل إليها ونشرت مؤخرا في المجلة الأميركية لعلم وظائف القلب وفسيولوجيا الدورة الدموية “نظرا إلى التقدم السريع في التقنيات ووسائل التكنولوجيا في أماكن العمل ووسائل النقل العام وفي المنزل، فإن مثل هذا الأمر قد أدى إلى نمط حياة جديد جعل الناس يضطرون إلى الجلوس لفترات طويلة”.
وقارن فريق البحث الذي قادته فرانسيس تيلور، من الجامعة الأسترالية الكاثوليكية بملبورن، كيفية استجابة تدفق الدم وتمدد الأوعية الدموية لدى البالغين المصابين بالسمنة المفرطة وداء السكري من النوع الثاني للتمارين الرياضية القصيرة والأكثر تكرارا أو الأطول والأقل تكرارا.
وقال الباحثون في بيان صحافي “إن النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن تكرار توقف النشاط قد يكون أكثر أهمية من المدة التي يستغرقها مرضى السكري في ممارسة التمارين، مشيرين إلى أن وظيفة الأوعية الدموية تتدهور مع تقدم مرض السكري من النوع الثاني، ومن أن تكون هناك فترات من الراحة المتكررة للجلوس أثناء أداء التمارين للحفاظ على تدفق الدم إلى الساقين.
وخلصوا إلى أن فترات الراحة الأقصر والأكثر تكرارا قد تكون أكثر فائدة من فترات الراحة الأطول والأقل تكرارا، لتحسين وظائف الأوعية الدموية لدى مرضى السكري من النوع الثاني.