بريق الذهب الأحمر يغري مزارعي الأردن

أردني يزرع الزعفران ويبيع الغرام الواحد مقابل عشرة دنانير أردنية (14 دولارا).
الخميس 2020/12/03
نبتة باهظة الثمن

جرش (الأردن) – أصبحت زراعة نبتة الزعفران المعروفة بالذهب الأحمر تستهوي مزارعي الأردن بعد اكتشافهم مميزات أراضيهم الخصبة التي ينبت فيها الزعفران تلقائيا.

ويقول عادل صبح، صاحب مزرعة صغيرة بمدينة جرش الأردنية، يصفها بأنها أول مزرعة للزعفران في البلاد، إنه استلهم الفكرة من الطبيعة بعد أن لاحظ نمو النبات بشكل تلقائي في المنطقة.

ويوضح “الفكرة اجتني (خطرت ببالي) إنه المنطقة الموجود فيها المزرعة (مزرعة الزعفران) يوجد فيها زعفران طبيعي أردني، ولكن بكميات قليلة.. ومن هنا فكرت أن أستورد زعفرانا طبيعيا من إيطاليا. وبالفعل تمت زراعة الزعفران الإيطالي وكان مناسبا جدا للبيئة”.

واختبر صبح على مدى ثلاث سنوات، ملاءمة الظروف البيئية، وتمكن في نهاية الأمر من تهيئة الأوضاع المثالية لإنتاج ما يكفي من الزهور للاستهلاك على نطاق كبير هذا العام.

وتنتشر أزهار صغيرة أرجوانية اللون في مزرعة صبح لتنتج أغلى أنواع التوابل في العالم، إذ يصل سعر الكيلوغرام الواحد من الزعفران إلى حوالي 5 آلاف دولار، فيما يتطلب إنتاج نصف كيلوغرام منه حوالي 80 ألف زهرة سليمة.

ويستخدم الزعفران في معظم الأحيان لإضفاء نكهة على بعض المأكولات، لكنه يدخل أيضا في العلاج باستخدام الأعشاب ومنتجات التجميل. وبسبب سعره الباهظ وفوائده الجمة، يُعرف الزعفران باسم “الذهب الأحمر”.

وأصبح المزارع الأردني يزرع الآن ثلاثة دونمات من الأرض، ويبيع كل غرام من خيوط الزعفران مقابل عشرة دنانير أردنية (14 دولارا).

عمل شاق
عمل شاق

ويعتبر استخلاص الزعفران أمرا باهظ التكلفة لأنه يحتاج إلى عمالة كثيفة وجهد شاق. فزراعة الزعفران وجمعه، وفصل الخيوط الحمراء وتجفيفها، عمليات يتعين أن تتم يدويا ولها تأثيرها على جودة المنتج.

ويتطلب صنع 100 غرام فقط حوالي 50 ألفا من خيوط الزعفران. وتنتج النبتة الواحدة حوالي ثلاثة خيوط في المتوسط.

وعلى الصعيد العالمي، تصنّف إيران على أنها أكبر منتج للزعفران في العالم، تليها الهند، لكن طموح صبح يمتد إلى تشييد صناعة مزدهرة على هذا النبات في المملكة الأردنية.

ويقول “الاستخدامات ما زالت في بداياتها ولكن الناس بدأوا يعوا بأهمية الزعفران وفوائده الجمة طبيا، وهو من المواد الأساسية المضادة للأكسدة، ويدخل في الكثير من الوصفات سواء العشبية أو الطبية”.

وقالت إحدى زبائنه وتدعى لانا الطيطي إنها تتطلع إلى الحصول على الزعفران الطازج لمجموعة منتجات التجميل الخاصة بها.

وأضافت “لما عرفت عن مزرعة الزعفران وأنها أول مزرعة بالأردن في البداية جيت عليهم فعلا وتعرفت عليهم وشفت الموضوع على أرض الواقع، شيء رائع جدا إنك تأخذ منتج الزعفران بكامل طاقته وعمره أسبوع وأسبوعين وتبلش تدخله بمنتجاتك، وكمان فرق كبير إنك تأخذه مجفف أو قديم وإنك تأخده فرش (طازج) وتحطه على البشرة عندك”.

ويُسمّى الزعفران بـ"الذهب الأحمر" أو "زهرة السعادة"، وهو من أقدم وأغلى التوابل في العالم، إذ يباع بالغرام كالذهب، وتقول دراسات علمية وطبية إنه مفيد في المساعدة على العلاج من أمراض كثيرة، كما يساعد خلال إضافته إلى المأكولات على تحسين الحالة المزاجية وعلاج الاكتئاب.

وتكشف دراسات تاريخية أنّ نبتة الزعفران استخدمت في التعطير والطب لأكثر من 3000 سنة.

وكانت زراعة "الذهب الأحمر" تتمركز لعقود طويلة في المناطق القريبة من أوروبا وفي شمال شرق آسيا، ثم انتشرت بعد ذلك إلى كافة أنحاء العالم.

الزعفران من أقدم التوابل
الزعفران من أقدم التوابل