قمة استثنائية تجمع الزمالك بالأهلي في أبطال أفريقيا

القاهرة – لن يكون نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم الجمعة بين الأهلي والزمالك المصريين والمقام بشعار “لا للتعصّب”، الأوّل فقط بين فريقين من دولة واحدة، بل أيضا مواجهة تاريخية نارية بين غريمين من مدينة واحدة هيمنا على المسابقات القارية والمحلية. ويختصر الأهلي والزمالك إلى حد كبير المشهد الرياضي في مصر، فصحيح أن لاعب كرة القدم محمد صلاح، أنجح رياضي مصري على الإطلاق، لم يتخرّج من صفوفهما (المقاولون العرب)، إلا ن فريقي العاصمة القاهرة يهيمنان على الأحاديث اليومية لمئات الملايين من المصريين داخل البلاد وخارجها.

ويصف الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية المصري عمرو موسى الأهلي والزمالك بـ”أكبر حزبين شعبيين في مصر”. إذ يملك الأهلي الرقم القياسي بعدد مرات إحراز اللقب القاري للأبطال (8) والدوري المحلي (42)، مقابل خمسة ألقاب قارية للزمالك الذي يتساوى بها مع مازيمبي الكونغولي الديمقراطي و12 في الدوري المحلي.

السجل الذهبي

يخيّم هاجس فايروس كورونا على المباراة، وذلك بعد إصابة وليد سليمان وصالح جمعة والمالي أليو ديينغ من الأهلي، ومحمود حمدي “الونش” ويوسف أوباما وعبدالله جمعة من الزمالك مع مساعد المدرب مدحت عبدالهادي، فيما تعافى الثنائي حازم إمام ومحمد حسن ولاعب الاهلي محمود عبدالمنعم (كهربا). ويرى النجم السابق إمام أن “ما يميز الأهلي كرته الجماعية منذ تولي (المدرب الجنوب أفريقي بيتسو) موسيماني تدريبه، مقارنة بالبرتغالي (جايمي) باتشيكو الذي لم يضف أية بصمات على الزمالك”. ويملك موسيماني أفضلية التفوق على الزمالك، حيث قاد ماميلودي صنداونز إلى إحراز لقبه القاري الوحيد على حساب الزمالك في 2016 (3-صفر وصفر-1).

يعوّل موسيماني الذي حل بدلا من السويسري رينه فايلر مطلع الشهر الماضي، على المحليين الحارس محمد الشناوي وصانع الألعاب محمد مجدي “أفشه”، ومعه المحترفون التونسي علي معلول ولاعب الوسط المالي أليو ديانغ والنيجيري جونيور أجايي. ويضيف صلاح الدين “حرّر موسيماني لاعبي الأهلي من القيود التي فرضها عليهم المدرب السابق فايلر، ما يرجح كفة لاعبيه في مواجهة خبرات لاعبي الزمالك ومهاراتهم الفردية العالية خصوصا بن شرقي وفرجاني ساسي”.

قلب الطاولة

في المقابل يملك البرتغالي باتشيكو العائد حديثا إلى الزمالك، لاعبين مهرة قادرين على قلب الطاولة على منافسهم التقليدي “أثق في اللاعبين وشخصيتهم القوية، وهم قادرون على إسعاد الجماهير”. وكان الزمالك بقيادة مدربه السابق الفرنسي باتريس كارتيرون، قد انتزع كأس السوبر المحلي من الزمالك خلال فبراير الماضي في الإمارات بركلات الترجيح، ثم تفوق عليه 3-1 في الدوري المحلي في أغسطس الماضي.

ورغم غياب محمود حمدي “الونش” أحد أفضل المدافعين في مصر حاليا، إلا أن محمود علاء يبدو قادرا على تعويض غيابه إضافة إلى لاعب الوسط المخضرم طارق حامد وبجواره الدولي التونسي فرجاني ساسي، وأمامهم ثلاثي الهجوم المغربي أشرف بن شرقي والدوليان أحمد سيد (زيزو) ومصطفى محمد. 13 هدفا سجلها الفريق في بداية مسيرته بالبطولة برهنت على رغبة الزمالك المصري في ترك بصمة حقيقية في النسخة الحالية من بطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم والمنافسة على اللقب الغائب عنه منذ 2002.

واستهل الزمالك مسيرته في البطولة بنفس القوة التي قدمها منافسه التقليدي العنيد الأهلي، الذي يلتقيه في المباراة النهائية للبطولة غدا الجمعة على ملعب القاهرة الدولي حيث تغلب على ديكيداها الصومالي 7-0 ذهابا و6-0 إيابا في الدور التمهيدي علما بأن المباراتين أقيمتا على ملعب برج العرب بالإسكندرية مثلما كان الحال في مباراتي الأهلي أمام “اطلع بره” الجنوب سوداني في الدور التمهيدي للنسخة نفسها.

موسيماني يملك أفضلية التفوق على الزمالك، حيث قاد صنداونز إلى إحراز لقبه القاري الوحيد على حساب الزمالك في 2016

وكانت هذه هي الخطوة الأولى على طريق وصول الزمالك للمباراة النهائية في النسخة الحالية والتي ستكون أول نهائي مصري خالص للبطولة. وعلى مدار مسيرته نحو المباراة النهائية، خاض الزمالك 14 مباراة تغلب فيها على جميع منافسيه باستثناء مازيمبي الكونغولي الذي فاز على الزمالك 3-0 وتعادل معه سلبيا في دور المجموعات.

وخلال هذه المباريات الـ14، حقق الزمالك الفوز في ثماني مباريات مقابل ثلاثة تعادلات وثلاث هزائم علما بأنه حافظ على سجله خاليا من الهزائم في جميع المباريات السبع التي خاضها على ملعبه بينما جاءت الهزائم الثلاث في المباريات التي خاضها خارج ملعبه. وخلال هذه المسيرة الناجحة بمباريات البطولة هذا الموسم ، قدم الزمالك معدلا تهديفيا عاليا حيث سجل لاعبوه 27 هدفا (نحو هدفين في المباراة الواحدة) مقابل تسعة أهداف اهتزت بها شباك الفريق بمتوسط 0.64 هدف في المباراة الواحدة.