العيش في بيئة معزولة يؤثر على الذاكرة

لندن- يعرف علم النفس الإدراكي الذاكرة على أنها إحدى قدرات الدماغ التي تُمكِّنه من تخزين المعلومات واسترجاعها. كما أن هناك عدة تصنيفات للذاكرة بناء على مدتها وطبيعتها واسترجاعها للحالات الشعورية.
وتعد الذاكرة أمرا حيويا للتجارب، وهي عملية الاحتفاظ بالمعلومات لمدة من الزمن لغرض التأثير على الأفعال المستقبلية، فإذا كان الفرد لا يستطيع تذكر الأحداث السابقة، فلن يكون قادرا علی أن يطور اللغة والعلاقات والهوية الشخصية.
ويشير الخبراء إلى أن الثرثرة والأحاديث الجانبية مفيدتان في عملية التذكر وفي المقابل يؤدي العيش في بيئة معزولة إلى إضعاف الذاكرة.
وقال الخبراء إن إجراء الحجر الصحي الذي تم اتخاذه للحد من انتشار فايروس كورونا قد أضاع على الناس الأحاديث الجانبية المفيدة للذاكرة. ونصحوا بالتواصل الجيد مع الآخرين وبناء روابط عاطفية مع الأهل والأصدقاء والعمل على استرجاع اللحظات العاطفية السعيدة، مشيرين إلى أن الذاكرة ترتبط بالعواطف.
التواصل الجيد مع الآخرين وبناء روابط عاطفية مع الأهل والأصدقاء والعمل على استرجاع اللحظات العاطفية يحسن الذاكرة
ووفق هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي”، كشف استطلاع للرأي أجرته جمعية ألزهايمر، أن نصف المشاركين فيه قالوا إن ذاكرة أقاربهم وأصدقائهم المقربين تدهورت بعد أن عاشوا في عزلة. إذ يبدو أن القيود التي وضعت في دور رعاية المسنين للحد من مخالطة الآخرين، والتي وصلت في بعض الحالات إلى حظر دخول زوار لشهور، قد أثرت سلبا على صحة نزلائها.
وغالبا ما تفهم الذاكرة على أنها نظام معالجة معلومات لها وظائف صريحة وضمنية مكونة من معالجات حسية: ذاكرة قصيرة الأمد وأخرى طويلة الأمد. وتساعد المعالجات الحسية على الشعور بالمعلومات من العالم الخارجي على شكل إيعازات فيزيائية وكيميائية، والتعامل معها على أساس مستويات مختلفة من التركيز والعزم.
ويرى الخبراء أنه من الممكن الاعتماد على طريقتَي تسجيل الصوت البشري واستنطاق ذلك الصوت الذي يمكن له أن يَسرُد ما يحلو له، ومن ثمَّ البدءُ بتحويل الكلام إلى تدوين وأحرف، لحفظ الذاكرة.
ويساعد تكرار القصص على ترسيخ الذكريات، من خلال نقل المعلومات عن الأحداث والتجارب إلى الذاكرة طويلة الأمد. أما إذا مُنع الأشخاص من مخالطة الآخرين، فإن الذكريات ستطمس.