موسكو المتوجّسة من سحب واشنطن البساط منها في ليبيا: نحن هنا

سيرجي لافروف يكشف عن دور بلاده في استئناف تدفق النفط الليبي.
الخميس 2020/11/12
واشنطن حريصة على إنجاح الحوار

موسكو - عكست تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الخميس، بشأن اتفاق الممثلين الليبيين على استئناف إنتاج النفط بأنه جرى في موسكو، استشعار روسيا تراجع دورها في الملف الليبي في ظل إمساك واشنطن بخيوطه عبر المبعوثة الأممية للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز.

وقال لافروف، الخميس، إن اجتماعا مع ممثلين ليبيين عقد في موسكو في سبتمبر وجرى الاتفاق خلاله على مبيعات للنفط.

ويأتي تذكير لافروف، في هذا التوقيت بالذات، لنسب فضل بلاده في تدفق النفط الليبي، على ضوء الاختراقات الكبرى التي حققتها وليامز خلال مسارات التفاوض المتعددة بشأن تسوية الأزمة الليبية وآخرها المباحثات المستمرة في تونس.

واتّفق طرفا النزاع الليبي، الأربعاء على تنظيم انتخابات في غضون 18 شهرا، مع تزايد الجهود الدولية الرامية إلى وضع حدّ لأعمال العنف الدائرة في البلاد منذ نحو عشر سنوات.

وقالت وليامز "إن الممثلين القادمين من مختلف أنحاء ليبيا توصّلوا إلى خارطة طريق مبدئية لإنهاء الفترة الانتقالية وتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية حرّة، نزيهة، شاملة، وذات مصداقية".

وتتولى الدبلوماسية الأميركية وليامز منصب رئيسة البعثة بالإنابة، وهو المنصب الذي يبدو واضحا أن الولايات المتحدة لا تريد التفريط فيه لذلك عملت منذ استقالة سلامة على المماطلة وعرقلة تعيين مبعوث جديد.

وسابقت وليامز الزمن منذ تعيينها، لتسارع بوضع خارطة طريق مكثفة للحوار وعلى عدة مسارات، بدأتها باجتماع القاهرة لبحث المسار الدستوري، بين 11 و13 أكتوبر الماضي، ثم المسار العسكري بجنيف في 19 أكتوبر، عبر اجتماع اللجنة العسكرية 5+5، والحوار السياسي في تونس للاتفاق على وثيقة البرنامج السياسي للمرحلة التمهيدية للحل الشامل، التي تتضمن التوافق على تشكيل مجلس رئاسي جديد، وحكومة تعمل على الإعداد لانتخابات عامة تنهي المرحلة الانتقالية.

وانطلقت فعاليات الحوار السياسي الليبي في تونس، الاثنين الماضي، وفق الجدول المعلن مسبقا من قبل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بحضور الرئيس التونسي قيس سعيد، و75 شخصية سياسية ودبلوماسية.

وتهدف المحادثات إلى انتخاب مجلس رئاسي من الأعضاء الثلاثة الممثلين عن الشرق والغرب والجنوب وهي المناطق الكبرى في ليبيا وكذلك انتخاب رئيس حكومة ليشكل فريقا وزاريا يخضع بدوره للتمثيل المناطقي، وفقا لمسودة خارطة الطريق.

 ويأتي الملتقى انطلاقا من مخرجات برلين وقرار مجلس الأمن رقم 2510 إضافة إلى التفاهمات السياسية السابقة للوصول إلى تشكيل حكومة ومجلس رئاسي يبسطان سلطتهما على كامل ليبيا لإنهاء حالة الاحتقان.

وتحرص واشنطن على إنجاح مهمة وليامز من خلال استنساخ وثيقة جديدة تثير مخاوف البعض من تكريس هيمنة تنظيمات الإسلام السياسي على المشهد الليبي تحت عناوين خادعة، وتجلى ذلك في هيمنة التنظيمات الإسلامية وحلفائها على قائمة المدعوين للحوار، في الوقت الذي تم فيه استبعاد الأطراف الوطنية الفاعلة والمُكونات الاجتماعية المؤثرة.

ويبدو أن روسيا قلقة من هيمنة واشنطن على قرار البعثة الأممية عبر مواطنتها وليامز حول مصير ليبيا، خلال المفاوضات الجارية في تونس والتي شهدت العديد من الخروقات من بينها وجود منظمة الحوار الإنساني داخل أروقة الفندق بمقر المؤتمر وتدخلها في مجريات الحوار، واقتراح بعض الأسماء والترويج لاتجاهات محددة، حسب ما عبر عن ذلك نحو مئة نائب ليبي في بيان لهم.