حملة اعتقالات في صفوف ضباط وصحافيين مع استمرار المعارك في تيغراي

أديس أبابا - اعتقلت السلطات الإثيوبية 17 ضابطا في الجيش بتهمة الخيانة بسبب تواطئهم مع سلطات تيغراي شمال البلاد في وقت تواصل فيه الحكومة حملة عسكرية في الإقليم المضطرب.
واتهمت أديس أبابا الضباط بقطع أنظمة الاتصال بين القيادة الشمالية والوسطى للجيش، وهو ما اعتبرته "خيانة".
ونقلت إذاعة فانا الحكومية عن مصادر بالشرطة القول أنه "تم اعتقال 17 ضابطا في الجيش لانهم خلقوا ظروفا مؤاتية" لجبهة تحرير شعب تيغراي لمهاجمة الجيش الوطني.
ووفقًا للإذاعة فان أحد المشتبه بهم هو رئيس قسم الاتصالات بالجيش، وتم اعتقاله أثناء قيامه بإرسال 11 صندوقا "معبأة بالمتفجرات ومكونات الصواريخ" إلى جبهة تحرير شعب تيغراي.
وتزامنا مع ذلك طالت حملة الاعتقالات أيضا صحافيين وسط مخاوف من أن يهدد ذلك حرية التعبير ويؤدي إلى تراجع المكتسبات الديمقراطية في إثيوبيا مؤخرا.
ونددت اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان باعتقال صحفيين مع مضي رئيس الوزراء آبي أحمد قدما في الهجوم العسكري على تيغراي.
وعبر رئيس لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية دانيال بيكيلي عبر عن قلقه إزاء اعتقال ستة صحافيين بدون إعطاء تفاصيل عن تاريخ توقيفهم او التهم الموجهة اليهم.
وقال ممثل لجنة حماية الصحافيين موثوكي مومو "هذه النزعة تعكس بشكل خطير الخطوات التي كانت اتخذتها حكومة رئيس الوزراء آبي احمد لتحسين حرية الصحافة".
من جهتها وصفت لجنة حماية الصحفيين، وهي منظمة عالمية، الاعتقالات بأنها "تراجع خطير عن الخطوات السابقة التي اتخذتها الحكومة لتعزيز حرية الصحافة".
ويخضع إقليم تيغراي لتعتيم إعلامي منذ بدء العملية العسكرية ما يجعل من الصعب التحقق من الوضع على الارض.
اعتقال الصحافيين يشكل تراجعا خطيرا عن الخطوات السابقة التي اتخذتها الحكومة لتعزيز حرية الصحافة
ويواصل آلاف اللاجئين الإثيوبيين الفرار إلى السودان المجاورة مع مواصلة الجيش حملته العسكرية على إقليم تيغراي.
وارتفع عدد الإثيوبيين الذين عبروا الحدود إلى السودان إلى أحد عشر ألفا الأربعاء وفق مسؤول حكومي سوداني .
ونقلت وكالة السودان للانباء الرسمية ( سونا ) عن مسؤولين حكوميين أن أكثر من ثمانية آلاف إثيوبي لجأوا إلى شرق السودان هربا من القتال في منطقة تيغراي المتمردة خلال 48 ساعة .
وقالت الوكالة الرسمية إن ستة آلاف إثيوبي وصلوا إلى ولاية القضارف و1100 إلى ولاية كسلا الثلاثاء. وكان مسؤولون من هاتين الولايتين الواقعتين في شرق السودان أعلنوا الثلاثاء وصول 1500 لاجئ من إثيوبيا.
وأكد مصدر من القوات المسلحة السودانية، أن الفارين من الصراع ليسوا من المدنيين فقط بل هناك نحو 500 مقاتل من إثيوبيا، وأساسا من جيشها الفيدرالى، فروا إلى السودان والمناطق المجاورة.
وقال خالد محمود، وهو مسؤول محلي عن اللاجئين لوسائل الإعلام السودانية إن عدد اللاجئين بالمنطقة يصل إلى نحو ستة آلاف شخص.
وفي وقت سابق، قالت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إنها تعمل مع السلطات السودانية لمساعدة القادمين من إثيوبيا.
وفي مواجهة حال الطوارئ المستجدة، شرع مزارعون في القضارف في جمع الغذاء وتوفير أماكن إيواء للوافدين، وفق مصدر حكومي نقلت عنه "سونا" قوله إنّ نحو مئتي ألف إثيوبي ممكن أن يلجؤوا إلى السودان.
وأرسل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قوات وطائرات حربية الى اقليم تيغراي الفدرالي بعد خلاف لأشهر مع الحزب الحاكم فيه متهما إياه بالسعي الى زعزعة استقرار البلاد.
وقال آبي الحائز جائزة نوبل للسلام السنة الماضية، إن جبهة تحرير شعب تيغراي تجاوزت "الخط الأحمر" وهاجمت قاعدتين عسكريتين للجيش الفدرالي وهو ما ينفيه الحزب.
وأكّد رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد الثلاثاء أنّ انتهاء العمليات العسكرية في إقليم تيغراي بشمال البلاد بات "قريب المنال"، فيما دعا الاتحاد الأفريقي إلى وقف فوري للقتال.
وهيمنت جبهة تحرير شعب تيغراي على الحياة السياسية في إثيوبيا على مدى ثلاثة عقود قبل وصول أبيي إلى السلطة في 2018 على خلفية تظاهرات مناهضة للحكومة آنذاك، على الرغم من أن المتحدرين من تيغراي لا يشكلون إلا ستة في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم مئة مليون.
وفي عهد آبي، اشتكى قادة تيغراي من استهدافهم من دون وجه حق في إطار إجراءات قانونية تستهدف الفساد وإزاحتهم من المناصب العليا واستخدامهم الواسع ككبش فداء في المشاكل التي تواجه البلاد.
وارتفعت حدة التوتر عندما أجرت تيغراي انتخاباتها بشكل أحادي في سبتمبر، بعدما قررت أديس أبابا تأجيل الاقتراع الوطني جرّاء فايروس كورونا المستجد.
واعتبرت أديس أبابا أن حكومة تيغراي غير شرعية، ما دفع بالأخيرة لسحب اعترافها بإدارة أبيي. وقطعت الحكومة الفدرالية التمويل عن المنطقة ما اعتبرته جبهة تحرير شعب تيغراي "عملا حربيا".