إخوان العراق وميليشياته يتنفسون الصعداء بهزيمة ترامب

نوري المالكي يسارع إلى تهنئة بايدن بالفوز دون انتظار الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات.
الاثنين 2020/11/09
هل تتغذى الحساسيات الطائفية مجددا؟

بغداد - تعيش الأحزاب والميليشيات الشيعية العراقية التابعة لإيران حالة من الفرح الغامر بسبب انتصار المرشح الديمقراطي في سباق الرئاسة الأميركية جو بايدن على غريمه الجمهوري دونالد ترامب.

وتشترك أذرع من حركة الإخوان المسلمين في العراق مع هذه الأطراف في الاحتفال بفوز المرشح الديمقراطي، حيث يراهن الكثيرون على تغيير مسار السياسة الأميركية في المنطقة.

وسارع زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، الذي يعد أبرز ممثلي المشروع الإيراني في العراق، إلى تهنئة بايدن بالفوز، بمجرد نقل وسائل أميركية النبأ يوم السبت، دون انتظار الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات.

وخاطب المالكي في رسالة التهنئة بايدن بقوله “فخامة الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأميركية”. وقال “على إثر انتخابكم رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، أبعث لكم تحياتي وأبارك لكم نيل ثقة الشعب الأميركي الصديق”.

وتمنى المالكي لبايدن “النجاح في مهمتكم الصعبة والتوفيق في معالجة المشاكل والأزمات الموروثة التي تواجهكم لتغيير صورة أميركا وتطوير العلاقات مع الدول الصديقة والعالم”.

ويرتبط بايدن بعلاقات وثيقة مع العديد من الشخصيات المحسوبة على الإسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني في العراق، ومن بين هذه الشخصيات المالكي، زعيم حزب الدعوة الإسلامية.

كذلك لدى بايدن علاقات وثيقة برئيس الوزراء السابق عادل عبدالمهدي، الذي يوصف بأنه مرشح إيران لقيادة الحكومة العراقية، ووزير الخارجية السابق إبراهيم الجعفري، وزعيم جبهة الإنقاذ أسامة النجيفي، المقرب من تركيا والصديق الشخصي للرئيس رجب طيب أردوغان، وسليم الجبوري رئيس البرلمان السابق والقيادي السابق في حركة الإخوان المسلمين، ونائب رئيس الجمهورية السابق طارق الهاشمي الذي يقيم في تركيا حاليا.

وعمل بايدن إلى جانب هؤلاء جميعا عندما كان نائبا للرئيس الأميركي، حيث تولى إدارة الملف العراقي، نظرا لخبرته الكبيرة فيه.

طهران تتخوف من أن يحيي بايدن مشروعه القديم لتقسيم العراق إلى ثلاث مناطق، كردية وشيعية وسنية

وأبرق أسامة النجيفي إلى بايدن مهنئا، وقال “لمناسبة فوزكم بانتخابات الرئاسة الأميركية، يسرنا أن نتقدم إلى سيادتكم والشعب الأميركي الصديق بخالص التهاني وأجمل التبريكات بهذا الفوز الكبير الذي حققتموه، والذي سيسهم في الحفاظ على النظام الديمقراطي وأن يكون لبلدكم الصديق دور إيجابي فاعل في إرساء السلام والاستقرار في العالم أجمع، والعراق على وجه الخصوص”.

وأضاف النجيفي “إننا في العراق نتطلع إلى دور ريادي ومحوري لإعادة الاعتبار للشعب العراقي وقواه السياسية الخيرة، وكلنا أمل بأن نجد في ولايتكم الداعم الرئيس لتعزيز دائم للأمن والاستقرار والتوازن في العراق والمنطقة، وأن يتحرر بلدنا وشعبنا من التدخلات الإقليمية التي تنخر جسده، وتؤجج عوامل الصراع والتناحر بين أبنائه”.

من جهته قال سليم الجبوري عن فوز بايدن، إنها “مرحلة جديدة يمر بها العالم ننشد من خلالها الأمن والاستقرار لجميع الشعوب وتمنياتنا بانعكاس سياسة متوازنة للولايات المتحدة تحترم خصوصيات البلدان وتعزز السلام”.

ويقول مراقبون إن صلات بايدن الوثيقة بأحزاب وحركات الإسلام السياسي في العراق قد تكون نذير شؤم في بلد عانى ويلات الحرب الطائفية في أبشع صورها.

وتحوم الكثير من التوقعات حول فكرة أن رئاسة بايدن ربما تحيي بشكل غير مباشر الحساسيات الطائفية في العراق، نظرا لإمكانية معاودة صعود نجم الأحزاب الدينية، بعد انكفاءتها الشديدة خلال العامين الماضيين.

لكن إيران تخشى أن يحيي بايدن أيضا مشروعه القديم لتقسيم العراق إلى ثلاث مناطق، كردية وشيعية وسنية.

ويقول مراقبون إن الاغتباط الإيراني بفوز بايدن قد يرتد على طهران، إذا ما فعّل الديمقراطيون خططهم التقسيمية في العراق.

ويعتقد بايدن أن أفضل الحلول لتجاوز الاحتكاكات الطائفية والقومية في العراق تتمثل في تقسيمه إلى ثلاث مناطق، تحاول الأولى أن تستقطب معظم شيعة البلد، فيما تضم الثانية السكان الأكراد، والثالثة للسنة، على أن تبقى بغداد عاصمة فيدرالية، تُدار بالشراكة.

ومن شأن هذا الخيار أن يضرب مشروع طهران داخل العراق في مقتل، إذ سيحرمها من استخدام المناطق السنية لتحقيق الارتباط الجغرافي المباشر بين إيران وسوريا.

ويقول مراقبون إن إيران وأتباعها ربما يتعجلون في الكشف عن فرحتهم بفوز بايدن، إذ من غير المنتظر أن يتخلى الرئيس الجديد عن سياسة العقوبات الأميركية المفروضة على طهران بسرعة ومجانا، بينما تذهب الكثير من التوقعات إلى أن الإدارة الديمقراطية قد تواصل الضغط الشديد على أذرع إيران الخارجية، وربما تتصلب في ملف الصواريخ البالستية.

6