صناعة الألبان السودانية تحاول إزالة ركام العقوبات

الخرطوم – فرضت أزمة صناعة الألبان في السودان على الحكومة الانتقالية دخول معركة معقدة بعد اضطرابات واسعة نتيجة نقص منتجات الألبان في السوق المحلية، والذي أدى إلى تصاعد الغضب في الأوساط الشعبية بسبب التركة الثقيلة لفشل الحكومات السابقة في إصلاح القطاع.
وفي مسعى لردم الفجوة في هذا القطاع الحيوي بعد سنوات من العقوبات الأميركية، بدأت الخرطوم في اتباع سياسة مرنة تهدف إلى تعزيز القطاع عبر بناء مصنعين جديدين للألبان وذلك بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو).
وأعلن بانغا هجو وهو مسؤول فني يعمل ضمن منظمة الفاو بولاية كسلا الواقعة شرق السودان عن اكتمال كافة الترتيبات الفنية والإدارية لاستكمال تشييد مصنعي الألبان بمحلية ريفي خشم القربة.
ونسبت وكالة الأنباء السودانية الرسمية إلى هجو قوله إن “المنظمة مستعدة لإنجاح هذا المشروع بفضل التعاون الذي حظيت به من قبل القيادة المحلية للولاية والمنتجين هناك”.
وتهدف الفاو من خلال إشراك المنتجين إلى اكتساب العمال المزيد من الخبرات للأعمال الفنية مثل الحدادة والكهرباء إلى جانب العمل المحاسبي والعمل على الآلات المخصصة للمصنع حتى تتحقق استدامة المشروع تدريجيا عبر آليات المتابعة المجتمعية.
ومن المتوقع أن يتم إبرام اتفاقية قانونية ملزمة للمنتجين والشركات المنفذة للمشروع، وهي شركة دال الهندسية وبرمير فود بجانب شركة دانفوديو لإكمال تشييد المباني الإضافية لمصنعي الألبان.
وتشير المواصفات الفنية للمشروعين إلى أنهما سيعملان بطاقة تشغيلية تصل إلى إنتاج حوالي 15 ألف لتر يوميا من الألبان ومشتقاتها، منها 10 آلاف في مصنع القربة و5 آلاف في مصنع القرية 26 في ولاية كسلا، على أن يخدم كل مصنع حوالي مئتي منتج.
طموحات بدت تتضح لجذب المغتربين في هذا القطاع، ومن بينهم رجل الأعمال أحمد التيجاني، وهو المدير التنفيذي لشركة الروابي للألبان، والتي تتخذ من دبي مقرا لها
وحتى تسير الأمور على أحسن ما يرام سيقوم المصنعان بشراء الحليب من المنتجين بأسعار تفاضلية، كما ستقدم لهم كل الخدمات البيطرية بالتنسيق مع وزارة الإنتاج والتنمية الاقتصادية تشمل علاج الأبقار وتوفير الأعلاف المركزة وتحسين النسل.
ويعتقد محللون أنه يجب تذليل كل العراقيل وإيقاف الجبايات وتبسيط الإجراءات المقيدة التي وقفت حائلا ولسنوات طويلة أمام المنتجين من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي في مرحلة أولى ثم القيام بالتصدير لاحقا.
ووجّه المستثمرون السودانيون خلال الأشهر القليلة الماضية أنظارهم إلى صناعة الألبان واللحوم بعد أن فقدت بريقها في السنوات الماضية بفعل الأزمات الاقتصادية التي خلفها نظام الرئيس المخلوع عمر البشير.
وهناك طموحات بدت تتضح لجذب المغتربين في هذا القطاع، ومن بينهم رجل الأعمال أحمد التيجاني، وهو المدير التنفيذي لشركة الروابي للألبان، والتي تتخذ من دبي مقرا لها.
وقال التيجاني خلال اجتماع عبر تقنية الفيديو كونفرانس في مايو الماضي، حول “دور قطاع الألبان واللحوم في دعم الاقتصاد السوداني”، والذي نظمه برنامج نقل المعرفة المحلي إن لديه مشروعا سيتم إطلاقه خلال الفترة القليلة المقبلة لدعم قطاع صناعة الألبان.
وأكد الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانين بالخارج مكين حامد تيراب على ضرورة تحسين بيئة الاستثمار للسودانيين بالخارج بوصفها خطوة أولى لجعلهم شركاء حقيقيين لدعم عمليات التنمية والاستقرار ولتحقيق طموحاتهم وتسهيل عودتهم والمساهمة في بناء الدولة.