شمال العراق على صفيح ساخن وسط توتر بين إقليم كردستان وحزب العمال

واشنطن- أدانت الإدارة الأميركية الهجوم الذي شنه حزب العمال الكردستاني ضد قوات البيشمركة بمدينة دهوك شمالي العراق وسط مخاوف من تصعيد غير مسبوق.
وقال كال براون، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، "تدين الولايات المتحدة الهجوم الذي شنه حزب العمال ضد مسؤولي إقليم شمال كردستان بالعراق".
وشدد براون على مواصلة دعم بلاده لجهود رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وإقليم شمال العراق، لبسط الأمن والاستقرار.
وشن حزب العمال الكردستاني مساء الخميس، هجوما على شرطة الإقليم، هو الثالث خلال 24 ساعة، في محافظة دهوك.
ووقع الهجوم الذي استهدف الشرطة المسؤولة عن أمن الموارد النفطية، في ناحية جمانكي التابعة لقضاء العمادية (آمدي) في دهوك، بحسب إعلام محلي.
ومساء الأربعاء، أصيب عنصران من شرطة الإقليم بجروح جراء هجوم شنه عناصر من الحزب في قضاء العمادية.
وقبلها بساعات، أسفر هجوم شنته المنظمة ضد قوات "البيشمركة" في دهوك أيضا عن مقتل عنصر من هذه القوات وإصابة 3 بجروح.
وعبرت رئاسة إقليم كردستان عن استنكارها للهجوم واعتبرت أنه "لا يحتمل أي عذر وهو هجوم على حياة وأمن أهالي وأراضي كردستان".
واعتبر البيان أن هذه التحرشات والتوترات تعرض أوضاع الإقليم والشعب لمعاناة أكبر وليس فيها أي منتصر".
من جهتها أدانت الحكومة العراقية الاعتداء وأكدت في بيان صحافي، "رفضها الشديد للهجوم الذي وقع داخل الأراضي العراقية ويشكل اعتداء على سيادة العراق".
وتعهدت الحكومة العراقية بأنها "ستتخذ الإجراءات التي من شأنها أن تضع حدا للاعتداءات، التي تعد خرقا لأمن وسيادة البلاد".
وتتهم أربيل مسلحي حزب العمال بأنهم يريدون فرض سيطرتهم بقوة السلاح على القرى والبلدات الحدودية، كما أنهم لا يعترفون بالسلطات الشرعية لحكومة الإقليم.
وفي المقابل يتهم حزب العمال حكومة كردستان بخدمة أجندة "العدو"، في إشارة إلى النظام التركي الذي يشن بشكل متواتر هجمات على مواقع التنظيم في شمال العراق.
وتصنف تركيا التنظيم منظمة "إرهابية"، كما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وفي 17 يونيو الماضي، أطلقت تركيا عملية عسكرية شمال العراق بحجّة ملاحقة عناصر حزب العمّال الكردستاني.
وأظهرت تركيا خلال الفترة الماضية توجّها غير مسبوق نحو التصعيد ضدّ الأكراد خصومها التاريخيين، وبدأت تتجه إلى توسيع عملياتها لتشمل أراضي عراقية لم تكن القوات التركية تصل إليها من قبل، ومنها قضاء سنجار بشمال العراق حيث يتمركز مقاتلون من حزب العمّال الكردستاني.
ويرى مراقبون أن توتر الوضع الحالي في الإقليم يصب بشكل أو بآخر في مصالح أنقرة في وقت تتخوف فيه دوائر سياسية عراقية من أن تكون أهداف التدخل العسكري التركي أبعد مدى من مجرّد ملاحقة عناصر حزب العمّال، خاصة مع اتضاح المطامع التركية والتي جسّدتها أنقرة بالسيطرة على أجزاء واسعة من شمال وشرق سوريا باستخدام الذريعة ذاتها وهي ملاحقة التشكيلات الكردية المسلّحة التي تصنّفها أنقرة تنظيمات إرهابية.
ويقدم حزب العمال الكردستاني نفسه على أنه حامل لواء القضية الكردية في الشرق الأوسط، هو في الواقع منافس لسلطات كردستان العراق، الكيان الكردي الوحيد الذي حصل على حكم ذاتي لسكانه البالغ عددهم خمسة ملايين، على عكس أكراد سوريا وتركيا أو إيران.