هواجس أمنية ترافق المرحلة الانتقالية في الكويت

الكويت - أكّد أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح على أولوية حفظ الأمن والاستقرار، في عهده الذي انطلق بعد تسلّمه قيادة البلاد خلفا للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الذي توفّي آخر شهر سبتمبر الماضي.
وقال خلال زيارته الأربعاء لمقرّ وزارة الداخلية إنّ توطيد دعائم الأمن والاستقرار هو “الأساس الذي لا غنى عنه، والأمر الذي لا بد منه لاستمرار وفعالية حركة الحياة العامّة في كل بلد من البلدان، ولا شك أنه إذا انعدم الأمن تتوقف عجلة التنمية وتتعطل جميع مقوماتها”.
ولم تخل بداية عهد الشيخ نواف من مصاعب، اقتصادية بالأساس ناجمة عن تراجع أسعار النفط وتباطؤ الأنشطة الاقتصادية جرّاء جائحة كورونا.
وتخشى السلطات الكويتية أن تنعكس الحالة الاقتصادية على الوضع الاجتماعي ومستوى الاستقرار السياسي، في ظل تحفّز المعارضة لاستغلال عثرات الحكومة، خصوصا في مرحلة الاستعداد لانتخابات مجلس الأمّة (البرلمان) المقرّرة لشهر ديسمبر القادم.
وكانت الصراعات السياسية، لاسيما بين أجنحة الأسرة الحاكمة، قد تصاعدت الصيف الماضي بشكل غير مسبوق، وتسرّب بعضها إلى القطاع الأمني، حيث أدّت المكايدات إلى تفجير عدّة قضايا متورّط في بعضها شيوخ يشغلون مناصب هامّة في المؤسسات الأمنية.
ويمثّل ملفّ الأمن هاجسا دائما للكويت الواقعة جغرافيا على مقربة من إيران التي سبق لها أن تورّطت في أعمال مخلّة بالأمن الكويتي، وأيضا بجوار العراق غير المستقرّ والذي تنشط على أرضه خلايا لتنظيم داعش إلى جانب العشرات من الميليشيات الشيعية التي كثيرا ما عبّر قادتها عن مواقف عدائية تجاه الكويت.
وسبق للبلد أن تلقّى ارتدادات عدم الاستقرار في الإقليم، حيث انخرط بعض أبنائه بمن فيهم سياسيون معروفون في بؤر التوتّر وخصوصا سوريا. كما جرّبت الكويت عمليات استهداف من قبل منظمات إرهابية أبرزها قيام تنظيم داعش سنة 2015 بتفجير مسجد في العاصمة الكويت خلّف العشرات من الضحايا بين قتلى وجرحى.
ولم يخل اختيار الشيخ مشعل الأحمد لتولّي منصب ولي العهد، من تفكير في الهاجس الأمني، حيث ظل الشيخ مشعل طيلة سنوات هو الرجل الأقوى في الحرس الوطني أحد أهمّ الأجهزة الأمنية في الكويت، إذ كان هو قائده الفعلي.
واعتبر أمير الكويت أنّ “تعزيز دعائم الاستقرار وبث الطمأنينة في ربوع البلاد، وتأمين أمن وسلامة المواطن وكل من يقيم على هذه الأرض وحماية أرواحهم وممتلكاتهم تتصدر أولوياتنا وتحظى بمتابعتنا واهتمامنا الدائمين”.
كما شدّد على القول “سنقف بكل حزم في وجه كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن الوطن ونسيجه الاجتماعي ولن نقبل بأي تقصير أو إهمال”.
ودعا إلى عدم التهاون في تطبيق القانون على الجميع وتكريس الانضباط المطلوب لتعزيز هيبة الأمن والعدالة والمحافظة على أن يكون رجل الأمن دائما القدوة الصالحة.
كما أثنى على ما قام به أبناء المؤسسة الأمنية من دور فعال في تطبيق الإجراءات الاحترازية وضمان نجاح جهود مكافحة انتشار وباء كورونا، رغم تعرضهم لمخاطر العدوى.