كشف منشأة جديدة لصنع القنابل النووية في إيران

باريس - أكدت مجموعة من المعارضين الإيرانيين في المنفى، الجمعة، أنها حددت موقعا عسكريا سريا قرب طهران يضم مركز اختبارات لتطوير البرنامج النووي العسكري للبلاد، في خرق جديد للمعاهدات والاتفاقات الدولية التي أبرمتها طهران مع المجتمع الدولي.
وقال "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" خلال مؤتمر صحافي في واشنطن بُث عبر الإنترنت، إنه "تم بناء مركز جديد من أجل مواصلة تسليح البرنامج النووي للنظام الإيراني".
وهذه المجموعة المحظورة في إيران، هي الواجهة السياسية لجماعة "مجاهدي خلق" المسلحة المعارضة للسلطة والتي تصنفها طهران "إرهابية".
وقال "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" إن هناك مبنى تم تشييده بين عامي 2012 و2017 في موقع عسكري غرب طهران، في منطقة سرخة حصار، داعما كلامه هذا بصور ملتقطة عبر الأقمار الصناعية.
وأضاف أن الموقع يديره أحد فروع وزارة الدفاع الإيرانية، ويقع شمال موقع خوجير، وهو أكبر مجمع لتصنيع الصواريخ الباليستية لصناعة صواريخ همت وصناعة باقري للصواريخ.
وأشارت المنظمة الإيرانية المعارضة إلى أن "شركات تابعة لقوات الحرس الثوري قامت ببناء مواقع خرسانية كبيرة لاستخدامها في اختبارات شديدة الانفجار، بينما كان السكان المحليون ممنوعين من دخول هذه المنطقة المحاطة بأسوار شائكة".
وصرح علي رضا جعفر زاده نائب مدير "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" في واشنطن إنه من خلال وجود المبنى "في منطقة عسكرية، فقد وجدوا غطاءً مناسبا للحفاظ على سرية التحركات وهويات الأشخاص الموجودين هناك".
وأشار المجلس إلى أن ذلك الفرع التابع للوزارة معروف بأنه يجري تجارب بهدف صنع أسلحة نووية.
وحذرت مجموعة المعارضين من أن "اكتشافاتنا تُثبت أن اتفاقية فيينا لا تمنع أنشطة الملالي للحصول على أسلحة نووية".
وقدّمت اتفاقية فيينا لعام 2015 لإيران إمكانية رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها، في مقابل ضمانات تتحقق منها الأمم المتحدة وتهدف إلى إثبات الطبيعة المدنية الحصرية لأنشطة طهران النووية.
ويأتي الإعلان عن الموقع النووي الجديد بعد أيام من مطالبة السفير عبدالله المعلمي مندوب السعودية بالأمم المتحدة، باتفاق يمنع حصول إيران على سلاح نووي يهدد أمن العالم.
وأعرب السفير عن قلق الرياض تجاه استمرار إيران بعدم الالتزام بتعهداتها النووية، والتي كان آخرها ما ذكرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن المخزون الإيراني من اليورانيوم المخصّب يتجاوز حاليًّا عشر مرّات الحد المنصوص عليه في الاتفاق النووي الدولي مع إيران، الأمر الذي يعد استمرارًا للتصعيد الإيراني في مسلسل التجاوزات التي انعكست خلال التقارير السابقة التي أصدرها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ولفت السفير السعودي إلى أهمية وجود اتفاق دولي شامل حيال برنامج إيران النووي، يضمن منعها من الحصول على السلاح النووي، ويضمن معالجة سلوكها المزعزع للاستقرار في المنطقة والعالم ورعايتها الإرهاب.
وأعلنت الولايات المتحدة الأميركية، في العشرين من الشهر الماضي، فرض آلية "سناباك" لإعادة تطبيق كل العقوبات الأممية على إيران في مسعى لوقف تسلحها وإرهابها الذي يهدد أمن العالم، وتتيح الآلية إعادة فرض العقوبات على إيران، لانتهاكها التعهدات المنصوص عليها في الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن كل عقوبات الأمم المتحدة السابقة على إيران "دخلت مجددًا حيز التنفيذ" بالفعل.
وكشف المجلس الوطني للمقاومة في العديد من المرات في الماضي معلومات حول البرنامج النووي الإيراني، من بينها وجود موقع سري يحمل اسم "منجم الشرق" وهو موجود وراء سلسلة من الأنفاق داخل الجبل في ضواحي مدينة دماوند (شمال طهران)".
وكان تقرير إعلامي كشف في أواخر يونيو الماضي، إنتاج إيران مسحوق الألومنيوم لاستخدامه في برنامجها لتطوير الصواريخ الباليستية في منشأة نووية سرية بشمال شرقي البلاد،
ويقع مجمع إنتاج الألومنيوم في إيران على أطراف الصحراء في إقليم خراسان الشمالي بالقرب من أكبر مكمن للبوكسايت تحت الأراضي الإيرانية، حيث يقوم بإنتاج مسحوق الألمونيوم الذي تستخدمه طهران في برنامجها الصاروخي النووي.