اليمن يواجه خطر انهيار أحد أهم معالمه الأثرية

متحف قصر سيئون الطيني آيل للسقوط بسبب الأمطار الغزيرة وسنوات من الإهمال.
الجمعة 2020/10/16
تاريخ مهمل

سيئون (اليمن) – يواجه اليمن خطر اندثار قصر سيئون، أحد أهم معالمه الأثرية والذي يعتبر واحدا من أكبر المباني الطينية في العالم، المعرّض للانهيار بسبب الأمطار الغزيرة وسنوات من الإهمال.

ويحذر عبدالله بارماده وهو مهندس مختص في ترميم المباني التاريخية والأثرية، من أن المبنى في “خطر في حال عدم الاستجابة بسرعة للترميم، خاصة أنه آيل للسقوط”.

ويؤكد “هناك بعض الأضرار في الأساس وفي السطح وفي الجدران وبعض الأسقف، ويحتاج إلى الصيانة المستمرة كونه مبنياً من الطين”.

ويتوسط القصر مدينة سيئون ويعرف بلونه الأبيض بأقواسه وزخارفه، وشكل مقرا لحكم سلطان الدولة الكثيرية. وطبعت صورة قصر سيئون على ورقة الألف ريال اليمني نظرا لأهميته التاريخية.

وواجهت السلطات المحلية بسبب النزاع الدائر في اليمن، صعوبات في جمع الأموال من أجل صيانة المواقع المهمة مثل القصر الذي يضم متحفا في سيئون، ثاني كبرى مدن محافظة حضرموت في وسط البلاد.

وكان النزاع قد تصاعد مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري مارس 2015 لدعم القوات الحكومية في مواجهة المتمردين المتحالفين مع إيران الذين سيطروا على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في الشمال والغرب.

وتحول القصر في عام 1920 إلى مقر للسلطنة الكثيرية التي حكمت وادي حضرموت قبل أن يتم إبطالها في عام 1967.

وتعرض القصر لأضرار كبيرة بسبب الأمطار الغزيرة التي تساقطت في الأشهر الماضية وتسببت بوفاة العشرات في أنحاء البلاد.

وأدت الأمطار منذ منتصف يوليو الماضي أيضا إلى تدمير العديد من المباني والمنشآت وألحقت أضرارا بمواقع مدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظّمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، وخاصة في صنعاء القديمة وشبام وزبيد.

وأدت الأمطار في مدينة تعز، إلى انهيار مبنى البوابة في المتحف الوطني في تعز، ثالث كبرى مدن البلاد، في خسارة جديدة للتراث اليمني.

كنوز مخبأة

أضرار متراكمة بفعل السنين
أضرار متراكمة بفعل السنين 

فتح قصر سيئون أبوابه أمام الزوار عام 1984، ويتألف هذا المبنى الطيني من سبع طبقات ويعتبر من بين الأكبر في العالم، وتحتفظ واجهته برونقها الأصلي.

ويقول المدير العام للهيئة العامة للآثار والمتاحف في حضرموت حسين العيدروس إن “هذا المبنى الطيني الضخم يعد من أهم المباني الطينية في اليمن بشكل عام وربما في الجزيرة العربية”.

ويشير العيدروس إلى أنه “مع ضخامة هذا المبنى وقدمه، فإنه تعرض للكثير من الأضرار. أسباب هذه الأضرار بشكل أساسي هي الأمطار. تتشرب المباني الطينية المياه التي تتساقط عليها”.

وأغلق المتحف أبوابه عند اندلاع الحرب وأعاد فتحها جزئيا في عام 2019.

ويؤكد مدير المتحف سعيد بايعشوت أن المتحف أغلق أبوابه في بداية النزاع عندما سيطر تنظيم القاعدة على محافظة حضرموت، وتم أيضا إخفاء مجموعة من القطع الأثرية المهمة في أماكن سرية.

ويحتوي المتحف على شواهد قبور تعود إلى العصور الحجرية وتماثيل تعود إلى العصور البرونزية ومخطوطات تاريخية قديمة.

وقال إنها “أخفيت في أماكن سرية خاصة في المتحف وذلك لتأمين المتحف من أية عملية سطو أو سلب أو تأثير من الحرب الدائرة في البلاد”.

وسيطر التنظيم على عاصمة محافظة المكلا ومناطق أخرى في ساحل حضرموت في 2015 من دون أي مقاومة بينما كان التحالف بقيادة السعودية يركز على استهداف الحوثيين.

سقف آيل للسقوط
سقف آيل للسقوط