الجداريات الفنيّة سلاح فناني غزّة ضدّ كورونا

دير البلح (قطاع غزة) – اختار مجموعة من الفنانين الفلسطينيين تحويل الجدران العامة في مناطق متفرّقة من القطاع إلى لوحات فنيّة تحثّ الناس على الالتزام بالإجراءات الوقائية من فايروس كورونا المستجدّ، وذلك مساهمة منهم ضمن حملة وطنية بعنوان “استهتارك يقتل أحبابك”، أطلقتها وزارتا الصحة والداخلية، للحد من انتشار الوباء.

وعلى أحد الجدران، يلاحظ السكان رسما في مدينة دير البلح، وسط القطاع، يتضمن مجسّما لفايروس “كورونا”، وعلى وجهه ملامح الغضب وذلك لأن الكمامة، التي مثّلت درعا واقيا في الجدارية، منعته من تجاوزها.

كما شملت الجدارية مجسّمين آخرَين لفتاة وشاب يرتديان الكمامة، وإلى جانبهما خطّ الفنانون عبارة “استهتارك يقتل أحبابك”.

وتضمنت الجداريات، عبارات توعوية أُخرى، من ضمنها، “ارتدي كمامة”، و” احرص على ارتداء كمامتك”.

وقال الفنان أحمد الوكيل إن مجموعة من الفنانين بدأوا، الأحد، بالرسم والكتابة على الجدران العامة، بدعم من السلطات الحكومية في قطاع غزة، لتوعية المواطنين بضرورة اتباع إجراءات السلامة، خاصة التباعد الاجتماعي.

وأوضح أن الهدف من هذا العمل الفنّي هو “التأكيد على ضرورة عدم الاستهتار في الالتزام بإجراءات الوقاية من كورونا، كونها تشكّل خطرا على حياة الكثير من الفئات بالمجتمع”.

واستكمل قائلا “المواطنون حينما يعبُرون هذه الطرقات سيشاهدون الرسومات والعبارات، ويتذكرون أهميتها، في ظل حالة التراخي من قبل كثير من المواطنين بإجراءات السلامة”.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن عدد الإصابات بفايروس كورونا بغزة، ارتفع منذ آذار الماضي، إلى 1.819، بينها 15 وفاة، و 216 حالة تعاف.

ويعاني القطاع نقصا حادا في الأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية، إضافة إلى أزمة كهرباء حادة، وتصاعد لمعدلات الفقر والبطالة، جراء الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ 2006.

وتفرض الحكومة في غزة حظرا للتجوّل في جميع مناطق القطاع، منذ 24 أغسطس الماضي، عقب اكتشاف أولى الإصابات بالفايروس داخله.

وفاقمت أزمة كورونا من تردي الأوضاع الإنسانية والمعيشية بغزة، إذ تسببت حالة حظر التجوال، بفقد عشرات الآلاف من الفلسطينيين لأعمالهم خلال أسبوعين فقط.

وتسبّب الحظر في خسائر كبرى للعمال في القطاع، اذ أعلن الاتحاد العام لنقابات العمّال في قطاع غزة عن تسجيل خسائر بقيمة 27 مليون دولار منذ بداية الحظر.

وذكر الاتحاد أن عدد العمال الذين تضرروا بشكل مباشر أو غير مباشر، جرّاء فرض حظر التجوال، وصل إلى 160 ألف عامل، بنسبة 90 بالمئة من إجمالي أعداد العمال.