الألم جزء من الرياضة.. اعتقاد مغلوط

خبراء ينصحون بالتوقف عن التمارين على الأقل لمدة أسبوعين بعد اختفاء الألم ثم العودة إلى الرياضة.
الأحد 2020/09/13
أداء التمارين الرياضية يكون بشكل غير مؤلم

دريسدن - ينصح الدكتور أكسل كلاين بأداء التمارين الرياضية دائما بشكل غير مؤلم، وذلك على العكس مما يعتقده الكثيرون من أن الألم هو جزء من الرياضة.

وأوضح الطبيب الرياضي وجراح العظام الألماني أن الاستثناء الوحيد هو الألم الناجم عن الإجهاد العضلي. وفي هذه الحالة يمكن التحميل على مجموعة أخرى من عضلات الجسم. كما أن هناك استثناء آخر يتمثل في أن بعض الآلام المزمنة، على سبيل المثال آلام الظهر، تزول بالحركة.

وقد يفاجأ البعض بآلام شديدة في جنب واحد من البطن أو في الجنبين، عند ممارسة الرياضة وهو ما يجبرهم على قطع النشاط الرياضي.

ويشكو الكثير من العدائين على وجه الخصوص من هذا الألم المزعج، لكنه قد يصيب الشخص حتى عند المشي.

ويقول الخبراء إنه لا داعي للقلق عند الشعور بهذه الآلام التي تشبه الوخز في الجنب. ويقول الطبيب العام أولريش فولش “إنه شعور مؤلم، لكنه غير خطير”.

ولا يوجد سبب واحد واضح لتفسير هذه الظاهرة، لكن الخبراء وجدوا بعض العوامل التي قد تلعب دورا، مثل تناول الطعام قبل ممارسة النشاط الرياضي بوقت قصير، مثلما يقول إنجو فروبوزه من جامعة الدراسات الرياضية في كولن.

ويعزو بعض الخبراء سبب الإصابة بهذه الآلام إلى عدم وصول دم كاف إلى الكبد والطحال أثناء ممارسة الرياضة.

ويفسر هذا سبب حدوث الوخز الجانبي بشكل خاص إذا كانت المعدة ممتلئة، فهي تحتاج إلى الدم من أجل عملية الهضم، لكن العضلات تحتاجه أيضا أثناء ممارسة الرياضة، وبالتالي يحدث نقص في ضخ الدم ما يتسبب في الوخز المؤلم.

ويرفض الطبيب الألماني الاعتماد على المسكنات، والتي قد تنتج عن استخدامها مشاكل وأضرار وخيمة، فعلى سبيل المثال إذا أراد الرياضي المشاركة في مسابقة وهو يعاني من مشكلة، فإنها قد تتفاقم بمحاولة تناسيها عن طريق المسكنات.

الاستثناء الوحيد هو الألم الناجم عن الإجهاد العضلي وفي هذه الحالة فقط يمكن التحميل على مجموعة أخرى من عضلات الجسم
الاستثناء الوحيد هو الألم الناجم عن الإجهاد العضلي وفي هذه الحالة فقط يمكن التحميل على مجموعة أخرى من عضلات الجسم

وأشار كلاين إلى أن الألم يعتبر دائما أمرا ذاتيا يشعر به كل شخص بشكل مختلف. ومع ذلك لا بد من البحث لمعرفة سببه وهل يرجع سببه إلى مشاكل في العظام أو الأوتار أو الأربطة أو الغضروف.

وقد يشعر الرياضي أيضا بألم في الساق نتيجة إصابة سابقة للمنطقة الأمامية من الساق مما يسبب بعض الالتهاب في الأربطة التي تصل العضلات بالعظم، وتزداد الآلام كلما أراد الرياضي الركض أو القيام بالتمارين.

وأحيانا قد يستمر الألم مما يضطر الرياضي إلى التوقف عن التمارين وتعالج هذه الحالة بوضع ثلج مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم لمدة 5 إلى 7 دقائق كل مرة، وكذلك بأخذ المسكنات مثل البروفين أو الفولتارين، ووضع ضاغط على المنطقة قبل الرياضة، والقيام بتمارين خاصة لعضلات الساق.

ويفضل التوقف عن التمارين على الأقل لمدة أسبوعين بعد اختفاء الألم ثم العودة إلى الرياضة وذلك بتقليص الجري إلى 50 في المئة من المسافة التي كان بإمكان الرياضي جريها قبل حصول الألم، لثلاثة أو أربعة أسابيع ثم زيادة المسافة بالتدريج.

ويشير خبراء الياقة البدنية إلى أنه توجد بعض الحالات التي تؤدي فيها الرياضة إلى نتيجة عكسية بل وينبغي خلالها تجنب ممارسة الرياضة. ومن الحالات التي ينبغي فيها التوقف عن الرياضة الإحساس بألم شديد في آخر مرة تمت فيها ممارسة الرياضة والشعور بآلام في الظهر. وينصح الخبراء بضرورة منح الجسم عدة أيام من الراحة في حال الشعور بآلام في الظهر. كما يبنغي مراقبة الحركات التي تعمل على زياة الألم أو التقليل منها كالإنحاء مثلا بحيث يتم تجنبها.

وتجدر الإشارة إلى أن الشعور ببعض الاحتقان يعد طبيعيا بعد ممارسة الرياضة إلا أن الإحساس بآلام شديدة يستوجب مراجعة الطبيب وذلك قبل استئناف الرياضة.

كما تعد الإصابة بارتجاج الدماغ من الإصابات البالغة التي تحتاج إلى مدة زمنية حتى يتعافى صاحبها، لذا فإنه يتوجب التوقف عن ممارسة الرياضة عند الإصابة بها وذلك خوفا من التعرض لإصابات أخرى قد تكون مدمرة للدماغ.

إلا أنه في بعض الأحيان قد تكون التمارين الرياضية مفيدة للتخلص من الألم، وتشمل التمارين الرياضية الملائمة الأنشطة الهوائية منخفضة التأثير، مثل المشي والسباحة وركوب الدراجة والرياضات المائية. ويمكن أن يساعد اختصاصي العلاج الطبيعي الذي يكون على دراية بالالتهاب العضلي في وضع برنامج للتمارين المنزلية.

18