رحلات شاطئية لمساعدة مرضى وحدة العناية المركزة

برشلونة (إسبانيا) – بعد ما يقرب من شهرين من التخدير والعلاج بالقسطرة الوريدية في وحدة العناية المركزة بالمستشفى، خرج فرانسيسكو إسبانا لحظة لملء رئتيه المريضتين بالهواء النقي على شاطئ برشلونة.
مستلقيا على سرير المستشفى على كورنيش الشاطئ، ومحاطا بطبيب وثلاث ممرضات يراقبون باستمرار مؤشراته الحيوية، أغلق إسبانا عينيه لفترة وجيزة واستوعب أكبر قدر ممكن من أشعة الشمس.
ويدرس فريق طبي في مستشفى “ديل مار” إذا ما كانت الرحلات القصيرة إلى الشاطئ عبر الشارع يمكن أن تساعد مرضى كورونا بعد فترات طويلة من الإقامة في وحدة العناية المركزة.
وقالت الدكتورة جوديث مارون إنه جزء من برنامج “إضفاء الطابع الإنساني” على وحدات العناية المركزة التي كانت المجموعة تجربها لمدة عامين قبل أن يضرب فايروس كورونا إسبانيا.
وأضافت “من المهم أن تضع في اعتبارك الرفاهية العاطفية للمرضى وأن تحاول العمل عليها في المراحل الأولى من التعافي”.
ومنذ إعادة اعتماد البرنامج في أوائل يونيو الماضي، أكد الأطباء أن قضاء عشر دقائق على الشاطئ كفيل بتحسين رفاهية المريض. ويريد الفريق أخذ هذه الأدلة القصصية إلى أبعد من ذلك، ومعرفة ما إذا كانت مثل هذه الرحلات الخارجية يمكن أن تساعد في الشفاء على المدى المتوسط والطويل لمرضى كورونا.
وأشار إسبانا (60 عاما)، يعمل في سوق محلي ولديه شغف بالموسيقى، إلى أن ذكرياته عن 52 يوما في العناية المركزة “ضبابية”.
وتابع “يقولون إنني تغلبت على شيء كبير حقا”. وجذب مشهد سرير المستشفى تحت أشجار النخيل في المنتزه بجانب البحر الأبيض المتوسط، أنظار المارة، وكانت الرحلة إلى الشاطئ بالنسبة للرجل المعروف بين أصدقائه باسم “باكو” علامة جيدة.
وقال مازحا قبل أن يعود إلى وحدة العناية المركزة “دعونا نرى ما إذا سمحوا لي الآن بإحضار الجعة إلى المستشفى”.
وأكد تشافي ماتوت، وهو صديق قديم كان مع إسبانا عندما نقلته سيارة إسعاف إلى المستشفى “لم يستطع الكلام وكان يتنفس بصعوبة، كان يختنق”. وعاد ماتوت لمقابلة صديقه، وحدثه عن كل ما فاته.