إنعاش الاتفاق النووي.. هل يخطط بايدن لاعتماد نهج أوباما حيال إيران

القيادة الإيرانية مصممة على مواصلة التقيد بالاتفاق على أمل أن يفضي فوز جو بايدن، منافس ترامب في الانتخابات الرئاسية، إلى إنقاذه.
الثلاثاء 2020/09/01
على خطى أوباما.. سياسة المهادنة

واشنطن - يبدو أن المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية جو بايدن في خلاف جوهري مع منافسه والمرشح الجمهوري الرئيس الحالي دونالد ترامب فيما يخص دبلوماسية واشنطن حيال عدة قضايا دولية وعلى رأسها الملف الإيراني.

وتشير تقارير صحافية إلى أن بايدن سيتحرك في حال فوزه على ترامب نحو نهج للتعامل مع طهران يتوافق أكثر مع استراتيجيات وآراء إدارة الرئيس السابق باراك أوباما الذي كان نائبا له.

وتقول مصادر مطلعة على تفاصيل حملة جو بايدن الانتخابية، إن الحزب الديمقراطي وضع جملة من البنود باعتبارها أهدافاً سيسعى للعمل عليها حال فوز مرشحه، وتشمل العودة للاتفاق النووي الموقّع مع طهران، والتخلي عن نهج التصعيد الذي يمارسه ترامب منذ دخوله إلى البيت الأبيض ضدها، والتخلي عن السعي لتغيير النظام الإيراني، واستبدال هذه السياسة باعتماد نهج الدبلوماسية والحوار .

وتضيف المصادر، ثمة رسالة واضحة تم إيصالها إلى إيران ومفادها "لا تساهموا بانتقامكم من إسرائيل و ترامب في إعادة هذا الأخير إلى البيت الأبيض.

بدورها تعي طهران تماما أن من مصلحتها فوز بايدن في الانتخابات الأميركية، حيث أكد عدد من المسؤولين الإيرانين أن مصير الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى الكبرى في 2015 معلق بنتيجة الانتخابات الأميركية والمقررة في نوفمبر المقبل.

وقالت المصادر ذاتها إن القيادة الإيرانية مصممة على مواصلة التقيد بالاتفاق على أمل أن يفضي فوز جو بايدن، منافس ترامب في الانتخابات الرئاسية، إلى إنقاذه.

وأضاف مسؤول كبير له صلة بالمناقشات الخاصة بسياسة إيران النووية مشترطا عدم نشر اسمه "حاليا القرار هو الاستمرار في الاتفاق حتى إذا ارتكب الأميركيون أكبر أخطائهم بتفعيل آلية التراجع".

Thumbnail

وقال المسؤول "سنظل هنا، لكن ترامب ربما لن يكون في البيت الأبيض خلال أشهر".

وكان بايدن قال إنه سيعود للاتفاق النووي لكن إذا عاودت إيران الالتزام به أولا. وأقرت الاتفاق إدارة الرئيس السابق باراك أوباما عندما كان بايدن نائبا للرئيس.

وتشير الدائرة المقربة من المشرفين على حملة بايدن الانتخابية، إلى أن مستشاري المرشح الديمقراطي يدرسون الآن كيفية العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، كما أنهم يدرسون إمكانية إبرام اتفاق جديد وأكثر شمولاً.

وتقوم إدارة ترامب ومن ورائها اسرائيل، في الآونة الأخيرة بأعنف حملة ضد إيران ، وهدفها جرّها نحو مواجهة مباشرة ، ما سيؤدي إلى ارتفاع حظوظ ترامب الانتخابية بعد أن تهاوت شعبيته وبات مرشح الديمقراطيين يسبقه بنحو 15 نقطة في استطلاعات الرأي.

وكان موقف بايدن واضحاً تجاه سياسات ترامب المتعلقة بطهران، حيث اتهم ترامب بالفشل في استخدام الدبلوماسية لتعزيز المصالح الأميركية في الشرق الأوسط. وانتقد هذه الإدارة لانسحابها من جانب واحد من "خطة العمل الشاملة المشتركة" -التي يشار إليها باسم الاتفاقية النووية الإيرانية- وفرض عقوبات صارمة على طهران.

وخلال حملته الانتخابية، ركّز بايدن على أن تصرفات ترامب التي وصفها بـ"المتهورة" تجاه الاتفاق النووي غذت أزمة عميقة في العلاقات عبر الأطلسي ودفعت الصين وروسيا لتصبحا أقرب إلى إيران، ما جعل واشنطن معزولة، وليس طهران، على حد تعبيره.

وكان دعا بايدن في شهر يونيو إلى تخفيف العقوبات على طهران في خضم مواجهة إيران لفايروس كورونا، حيث قال "ليس من المنطقي في خضم أزمة صحية عالمية مزج الفشل بالقسوة من خلال منع وصول إيران للمساعدة الإنسانية المطلوبة. مهما كانت خلافاتنا العميقة مع الحكومة الإيرانية، فيجب أن ندعم الشعب الإيراني".

Thumbnail