توقف صحيفتين سودانيتين بسبب ارتفاع تكاليف الطباعة

المستقبل في السودان للصحافة الإلكترونية، في ظل انتشار الهواتف الذكية.
الاثنين 2020/08/31
غياب الإعلان أفقر الصحف

الخرطوم - أعلنت صحيفتا “المجهر” و”الأخبار” السودانيتين توقفهما عن الصدور وقامتا بتسريح الصحافيين في مؤشر على مدى الأزمة التي تعانيها الصحافة الورقية بعد ارتفاع تكاليف صناعتها في بلد يعاني أزمة اقتصادية كبيرة.

وأعلن الهندي عزالدين، ناشر جريدة “المجهر” الإلكترونية، عن بدء سداد حقوق العاملين في الجريدة، وقال “جميع الصحف الصادرة حالياً بما فيها الأعلى توزيعاً تخسر، وهنالك صُحف عليها ديون تُقدّر بمليارات الجنيهات لتجار الورق والمطابع”.

وربط الصدور مجدداً بتحسُّن الأوضاع الاقتصادية، أو توفّر ورق من مصادر أرخص، إلا انه أكد أن الاهتمام بالموقع الإلكتروني للصحيفة سيزداد.

وتعرضت الصحف الورقية في السودان لخسائر، لأسباب سياسية وأمنية واقتصادية، خصوصا أن الرقابة الأمنية القاسية عليها خلال العقدين الماضيين، أنهكتها بفعل المصادرة بعد الطباعة.

وقال رئيس تحرير صحيفة “الأخبار” السياسية السودانية مصطفى أبوالعزائم، إن الصحافة الورقية بالبلاد إلى زوال، بسبب الظروف الاقتصادية، مؤكداً أن غياب الإعلان الذي تعتمد عليه الصحف أفقر الصحف لاعتمادها عليه.

ويرى أبوالعزائم، أن مستقبل الصحافة الورقية العالمية، قد يتأثر بعض الشيء، لكن ليس بالشكل الكبير كما السودان. وأضاف “الدول التي اقتصادها مُستقر مثل السعودية من المستبعد أن تتأثر صحافتها، لأن إعلاناتها مستمرة وقيمتها عالية كما في الإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة، وهنالك صحف توزع مجاناً”.

وأشار إلى أن المستقبل في السودان للصحافة الإلكترونية، في ظل انتشار الهواتف الذكية، وعدم الاعتماد على نشر الأخبار بالمعايير المعروفة، فكان التوجه نحو الإعلام الإلكتروني الذي ينشر الغث والرخيص والقيّم، خلافاً للصحافة الورقية المُلزمة بالمصداقية.

وخلال الخمس سنوات الماضية تعمّدت سلطات الخرطوم، إزالة المئات من المكتبات وأكشاك التوزيع التي تمثل منافذ للتوزيع، بزعم تجميل شوارع العاصمة، بينما سمحت ببقاء أكشاك اتصالات الموبايل وبيع الدخان.

واستبعد أبوالعزائم، الذي شغل رئاسة تحرير عدّة صحف سياسية أن يكون تعليق صدور “المجهر” و”الأخبار”، لانقطاع دعم مالي كانت تتلقاه من حكومة الرئيس السابق عمر البشير. موضحاً أن التردي الاقتصادي رفع التضخم فزادت التكلفة وانحسر التوزيع وزادت الخسائر.

18